بقلم: الدكتور حسن عبدي پور

ترجمة: حسين صافي

 

ملخص

 

في هذا المقال نحاول بالاستعانة بأسلوب التحليل المفهومي النظري للمصطلح العلمي «استراتيجية» و«أصول عملية اختيار الاستراتيجية» في إطار الفكر السياسي للعلامة البهادبادي اليزدي وتعديله وفقًا للبنى العقدية – الإيمانية والفلسفية للحوكمة المتعالية٬ نحاول تقديم صورة مفهومية ونظرية عن «المبادئ العامة للتدبير والاستراتيجية» على صعيد الطموحات الحضارية للحوكمة المتعالية الإسلامية.

بعد ذلك نسعى إلى رسم ملامح الموقف النظري والعملي للتدابير والاستراتيجيات وفلسفة المسار العام للإجراءات السياسية والتدابير الاستراتيجية «للحوكمة المتعالية». لنختم بعرض للينبغيات المعيارية في تعريف التدبير والاستراتيجية عند العلامة البهابادي.

الكلمات المفتاحية:

المنهجية٬ الحوكمة٬ الحكمة٬ المصلحة٬ التعايش السلمي.

 

 

 

 

مقدمة

إحدى القضايا التي حظيت باهتمام الباحثين الدور الاستراتيجي لعلماء الشيعة في العهد الصفوي في ترسيخ أسس الدولة الشيعية. فحضور بعض مشاهير العلماء من أمثال العلامة البهابادي والمحقق الكركي في الحكومة الصفوية يشي بعقلانية جدّ عميقة تتكشف لنا أبعادها بجلاء إذا ما بحثنا في الأوضاع السياسية والثقافية التي كانت سائدة في أواخر القرن التاسع الهجري. كما أنّ حضور العلامة في النجف الأشرف أتاح فرصة مناسبة للشيعة لشرح أصولهم الدينية والعقدية. وعليه٬ يمكن لمجتمعنا المعاصر والحكومات الشيعية في إيران والعراق التأسّي بالدور الاستراتيجي للعلامة في نهج الحكم وإدارة النجف الأشرف.

 

 

تاريخ الحضرة العلوية المطهرة

يُعزى شرف مدينة النجف الأشرف وقدسيتها إلى وجود الحرم الطاهر لمولى المتّقين الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) فيها٬ وكان الإمام (عليه السلام) قد أوصى أن يُوارى جسده الطاهر في البقعة الحالية في قبر كان النبي نوح (عليه السلام) قد هيّأه له. بعد استشهاد الإمام (عليه السلام) بقي قبره الشريف مخفيًا عن أنظار الناس لمدة طويلة٬ حتى كشف الإمام الصادق (عليه السلام) عن مكانه في سنة 132هـ أي بعد 90 سنة من استشهاده (عليه السلام). اعتنى سلاطين آل بويه بمدينة النجف والمرقد الطاهر للإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) وقاموا بأعمال عمرانية كثيرة على القبر الشريف٬ كما اختاروا أشخاصًا لخزانة الحرم الطاهر وتولّي سدانته وخصّصوا لهم حقوقًا ورواتب.

 

النقابة و النقباء في النجف‌ في عهد العلامة البهابادي اليزدي[1]

 

أراد الملك البويهي معزّ الدولة أحمد بن بويه[2] أن يجعل للعلويين مكانة خاصة، فأسّس لهم نقابة لإدارة شؤونهم. وللنقابة فروع في النجف والكوفة وكربلاء والحلّة.

ثمّ كثرت الفروع فكانت في البصرة والموصل. وكان نقيب النقباء في بغداد.

وأوّل نقيب نصّبه معزّ الدولة هو الشريف حسين والد السيّدين الرضي والمرتضى، وكانت النقابة النجفيّة تضمّ الكوفة، وربّما كانت مضمومة إلى نقابة الحلّة.

والنقيب في اللغة هو كالعريف على القوم، المقدّم عليهم، الذي يتعرّف أخبارهم، وينقّب عن أحوالهم أي يفتّش. وكان النبي صلّى اللّه عليه و آله قد جعل ليلة العقبة كلّ واحد من الجماعة الذين بايعوه بها نقيبا على قومه وجماعته، ليأخذوا عليهم الإسلام ويعرّفوهم شرائطه، وكانوا اثني عشر نقيبا كلّهم من الأنصار، وكان عبادة بن الصامت منهم. [3]

ثمّ توسّع معنى النقابة بعدما أسّست في العهد البويهي.

قال أبو الحسن الماوردي المتوفى سنة 450 هـ: النقابة موضوعة على صيانة ذوي الأنساب الشريفة عن ولاية من لا يكافئهم في النسب، ولا يساويهم في الشرف، ليكون عليهم أحبى وأمره فيهم أمضى، وهي على ضربين: خاصة وعامة.

أما الخاصّة فهو أن يقتصر بنظره على مجرّد النقابة من غير تجاوز لها إلى حكم و إقامة حدّ، فلا يكون العلم معتبرًا في شروطها.

 

ويلزمه في النقابة على أهله من حقوق النظر اثنا عشر حقّا:

1-حفظ أنسابهم من داخل فيها وليس هو منها، أو خارج عنها وهو منها، فيلزمه حفظ الخارج منها كما يلزمه حفظ الداخل فيها ليكون النسب محفوظا على صحّته معزوّا إلى جهته.

2-تمييز بطونهم ومعرفة أنسابهم‌٬ حتى لا يخفى عليه منهم بنو أب، ولا يتداخل نسب في نسب، ويثبتهم في ديوانه على تمييز أنسابهم.

3-معرفة من ولد منهم من ذكر أو أنثى فيثبته، ومعرفة من مات منهم فيذكره، حتى لا يضيع نسب المولود إن لم يثبته، ولا يدّعي نسب الميت غيره إن لم يذكره.

4-أن يأخذهم من الآداب بما يضاهي شرف أنسابهم وكرم محتدهم، لتكون حشمتهم في النفوس موقورة وحرمة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله فيهم محفوظة.

5-أن ينزّههم عن المكاسب الدنيئة، ويمنعهم من المطالب الخبيثة، حتى لا يستقل منهم مبتذل، ولا يستضام منهم متذلّل.

6-أن يكفّهم عن ارتكاب المآثم، ويمنعهم من انتهاك المحارم، ليكونوا على الدين الذي نصره أغير، وللمنكر الذي أزالوه أنكر، حتى لا ينطق بذمهم لسان، ولا يشنأهم إنسان.

7-أن يمنعهم من التسلّط على العامة لشرفهم و التشطّط عليهم لنسبهم فيدعوهم ذلك إلى المقت والبغض، ويبعثهم على المناكرة والبعد، ويندبهم إلى استعطاف القلوب وتأليف النفوس، ليكون الميل إليهم أوفى والقلوب لهم أصفى.

8-أن يكون عونًا لهم في استيفاء الحقوق‌٬ حتى لا يضعفوا عنها، وعونًا عليهم في أخذ الحقوق منهم حتى لا يمنعوا منها، ليصيروا بالمعونة لهم منتصفين، وبالمعونة عليهم منصفين.

9-أن ينوب عنهم في المطالبة بحقوقهم العامة في سهم ذوي القربى في الفي‌ء والغنيمة الذي لا يخص به أحدهم حتى يقسم بينهم بحسب ما أوجبه اللّه لهم.

10-أن يمنع إياماهم أن يتزوّجن إلاّ من الأكفاء٬ لشرفهنّ على ساير النساء صيانة لأنسابهن، وتعظيمًا لحرمتهن.

11-أن يقوم ذوي الهفوات منهم فيما سوى الحدود بما لا يبلغ به حدّا، ولا ينهر به دما، ويقيل ذا الهيئة منهم عثرته، ويغفر بعد الوعظ زلّته.

12-مراعاة وقوفهم بحفظ أصولها وتنمية فروعها، وإذا لم يرد إليه جبايتها راعى الجباة لها فيما أخذوه وراعى قسمتها إذا قسموه و ميّز المستحقّين لها إذا خصّت، وراعى أوصافهم فيها إذا شرطت، حتى لا يخرج منهم مستحق، ولا يدخل فيها غير محق.

و النقابة العامّة، فعمومها أن يرد إلى النقيب في النقابة عليهم مع ما قدمناه من حقوق النظر خمسة أشياء.

1-الحكم بينهم فيما تنازعوا فيه.

2-الولاية على أيتامهم فيما ملكوه.

3-إقامة الحدود عليهم فيما ارتكبوه.

4-تزويج الأيامى اللاتي لا يتعين أوليائهن أو قد تعينوا فعضلوهن.

5-إيقاع الحجر على من عته منهم أو سفه، وفكّه إذا أفاق ورشد. فيصير بهذه الخمسة عام النقابة فيعتبر حينئذ في صحة نقابته وعقد ولايته أن يكون عالما من أهل الاجتهاد ليصح حكمه، وينفذ قضاؤه. [4]

و كان لنقيب النجف الأشرف تولية إمرة البلد والمرقد المطهّر، وبيده تعيين السادن للروضة المطهّرة. وهو ما أشار له الرحّالة ابن بطوطة عندما مرّ بها في القرن الثامن الهجري سنة 726 هـ، حيث ذكر أنّ النقيب كان يحكمها بإدارته، و لم يذكر حكومة للنجف و لا محل حكومة في ذلك العصر٬[5] واستمر هذا الحال حتى أواخر القرن العاشر للهجرة النبوية، ثمّ ضعفت إمرة النقيب، ثمّ بعد فترة جرّد عن كلّ سلطة سوى الاسم، وذلك أنّ الشاه طهماسب  لمّا جاء إلى العراق وزار المشهد الغروي الأقدس ومعه الملاّ عبد اللّه بن شهاب الدين حسين اليزدي الشهابادي المتوفى سنة 981 هـ، ولاّه سدانة الحرم الشريف والإشراف على البلد، ومن هنا شلّت يد النقيب عن سلطة البلد، وإلى هذا المعنى يشير الشيخ محمد السماوي النجفي في أرجوزته:

لكنّ هذا المعشر النجيبا # لا ينتجي في أمره نقيبا

بل يجعل الأمر مع السدانة # لنفسه ولا يرى إذعانه‌

لأنّ عقد النقباء انحلاّ # في ذلك العصر الذي تولّى‌

وبقى اللفظ من النقابة # بغير معنى يكتسي ثيابه‌

فكم نقيب نال تلك اللفظة # ولم يجد إلاّ بتلك حظّه‌

كالمصطفى وكابنه العباس # وكمراد ذي الندى والباس‌

حتى أتى آل الرفيع فقضى # من حكمه المطاع في فوز

فنالها نقابة سدانة # ثمّ الجواد قد رضى مكانه‌ [6]

سنة 942 هـ-1535 م الشاه طهماسب يزور النجف‌ 

فيها زار الشاه طهماسب الأوّل بن الشاه إسماعيل الأوّل الصفوي مرقد أمير المؤمنين (عليه السّلام) في النجف الأشرف، و أمر بحفر نهر من الحلّة لشرب ساكني النجف المجاورين ماء الفرات، فحفر من فوق نهر التاجيّة من جهة الغرب على الطريق السائر إلى قرية نمرود من الحلّة، فامتدّ طوله مقدار ستّة فراسخ في عرض عشرة أذرع، و لكن لم يصل الماء إلى النجف رأسا لارتفاع أرضها عن مجرى الماء، و بينه و بين نهر التاجيّة ما يقرب من ميل أو أقل، و كان يعرف بـ"نهر الطهماسيّة"، و هو الآن عليه المزارع و العشاير العراقية. 

قال السيّد البراقي: و قد حدث نهر الشاه هذا بعد نهر التاجيّة، فبعد تطاول السنين و الأعوام طمّ نهر التاجيّة و آل إلى الخراب، فأصدر الشاه طهماسب الأوّل في سنة 943 هـ الأمر بحفر نهر من الفرات إلى الكوفة ثمّ إلى النجف الأشرف، غير أنّه لم يتوفّق لذلك، فقد وصل الحفر إلى المكان المعروف بـ"النمرود"و وقف العمل، و يعرف اليوم بـ"نهر الطهمازيّة.[7]

والسدانة منصب يقلّده السلطان ويكتب به عهدًا، والظاهر أنّ ابتداءها كان بالمشهد الغروي في عهد البويهيين في القرن الرابع الهجري. وسمّي السادن في أواخر القرن الثالث عشر الهجري بـ"الكليتدار"وهي كلمة فارسيّة معناها"صاحب المفتاح" أي من بيده مفتاح الحضرة الشريفة.

ومنصب السدانة والكليتدارية في المشهد الغروي يشمل جميع ما يؤول إلى الحضرة الشريفة من رئاسة الخدمة وتولّي خزانة المشهد وغير ذلك من شؤون، لهذا يعبّر عنه كثيرًا بالخازن، وقد تولاّها في المشهد الغروي جماعة من أجلاء العلماء.

وفي كثير من الأوقات كان السادن في النجف الأشرف هو الحاكم المطلق بسبب ضعف إدارة السلطان، وإذا قوي السلطان كان إلى السادن شؤون المشهد المطهّر فقط.

والسدانة يتوارثها الأبناء عن الآباء كالسلطنة، وقد تنتقل عنهم كما تنتقل السلطنة.

سدانة وخزانة حرم أمير المؤمنين (عليه السلام)

كما مرّ علينا فإنّ عضد الدولة البويهي كان أول من عيّن خازنًا للحرم الطاهر للإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) ليقوم بالمحافظة والإشراف على الحرم وشؤون العتبة العلوية الطاهرة وإدارة الأوقاف وغير ذلك. وقد أدّى ذلك إلى إضفاء صفة رسمية على منصب «خزانة الحرم العلوي المطهر» والذي يعبّر عنه أيضًا بمنصب السدانة.

ونظرًا لأهمية الحرم العلوي المطهر ومكانته العظيمة كان الخازن أو السادن يعيّن بأمر من السلطان أو استنادًا إلى تزكية العلماء٬ وكان هذا المنصب ينتقل في أسرة الخازن من الآباء إلى الأبناء وذلك بحسب الأهلية العلمية والعملية للأشخاص. كما كان العلماء الأفاضل يشرفون على عمل السادن أو الخازن٬ وإذا ما فقد الخازن أهليته في إدارة العتبة المقدسة كانوا يسلبونه هذا المنصب ليولّوا غيره. كما حدث مع الملا محمود بن الملا یوسف الذي عُزل من منصب الخازن بسبب فقدانه الأهلية.

من بين سدنة الحرم العلوي الطاهر اشتهرت ثلاث أسر بتولّي هذا المنصب وهي:

أ) آل شهریار؛ ومن أشهر أفرادها الذين عُرفوا بالعلم والفقه: أبو طاهر عبد الله بن أحمد بن شهریار، أبو عبد الله محمد بن أحمد شهریار، أبو طالب حمزة بن محمد، و علي بن حمزة بن محمد بن شهریار.

ب) بیت الملالي (أسرة الملا عبد الله الیزدي  "رحمه الله")؛ كان الملا عبد الله الیزدي "رحمه الله" أول شخص في الأسرة يتولّى سدانة الحرم الغروي الطاهر. عُيّن بهذا المنصب في عهد الشاه طهماسب الصفوي. وتولّى المنصب من بعده أبناؤه وذريته. يقول السید حسن الصدر عن هذه الأسرة:

و هؤلاء بیت الملّا المشهورین في النجف، ذرّیة المولى عبد اللّه الیزدي. کانت فیهم خازنیة الحرم الشریف متلقّاة من جدّهم المولى عبد اللّه الیزدي إلى زمن المولى یوسف فأخذت منهم بعد موته و انتقلت إلى السادات الأشراف الرفیعیّة الموسویّة، أولهم السید رضا الشهید.

ستأتي أسماء مشاهير هذه الأسرة في مبحث مستقل.

ج) آل ‌الرفیعي؛ السید رضا بن السید محمد هو أول سادن للعتبة العلوية المقدسة من هذه الأسرة والذي عُيّن من قبل العلامة كاشف الغطاء "رحمه الله". قُتل في عام 1285هـ. ومن مشاهير سدنة العتبة العلوية المقدسة من هذه الأسرة نذكر: السید جواد، السید محمد حسن، السید أحمد والسید عباس.

واجبات سدانة الحرم العلوي الطاهر

سدنة الحرم العلوي الطاهر أشخاص اشتهروا بالأمانة والعلم والفضل والصلاح٬ وكانت مهمتهم الأولى متابعة شؤون الحرم الطاهر؛ وتعدّ إدارة أوقاف الحرم٬ والقيام بالتعميرات اللازمة للمرقد المطهر من أهم واجبات السدانة؛ ومن ثمّ٬ في ضوء قدرات واستعدادات الخازن٬ توكل إليهم مهام أخرى؛ منها إدارة المدينة٬ بل وأكثر من ذلك٬ يحمل السادن صفة حاكم وأمير المدينة؛ كما هو الحال مع السيد محمد کمونة الذي بالإضافة إلى توليه أمور النجف٬ كان أميرًا على بعض المناطق في العراق٬ وكذلك الحال مع بعض الأفراد من أسرة الملا عبد الله اليزدي "رحمه الله" الذين كانوا يتمتّعون بهذه الصلاحيات الواسعة٬ ومن بينهم الملا سليمان بن الملا محمد طاهر.

 

تبنّي العلامة البهابادي اليزدي الخطاب الحواري لأهل البيت (عليه السلام) مع أهل السنّة في تولّيه السدانة وحكم النجف

 

على العكس من سياسات بعض الدول كدولة بني أمية وبني العباس٬ مثّل أهل البيت (عليه السلام) على مرّ التاريخ محور الوحدة والتقريب بين المذاهب الإسلامية.

تبلور الوحدة بين المسلمين رهنٌ بمعرفة المحاور المشتركة بين الفرق والمذاهب الإسلامية٬ والتي تشكّل عوامل الوحدة وأركانها٬ وهذه المحاور هي:

أ) الإيمان بوحدانيّة الله وعبادته.

ب) الإیمان برسل الله ولا سيّما خاتم الأنبياء (صلّى الله عليه وآله وسلّم).

ج) الاعتقاد بالمعاد ويوم البعث.

د) الاعتقاد بكتاب سماوي واحد٬ أعني القرآن الكريم٬ والاعتقاد بحقيّته وصدق حديثه.

هـ) الاشتراک في الكثير من الأعمال العبادية مثل الصلاة والصوم والحج والزكاة وغير ذلك.

سيرة أهل البيت (عليهم السلام) في خلق الوحدة بين المسلمين

أ) سیاسة الصبر والصمت

ب) حل الخلافات الحقوقية بين المسلمين

إنّ سجل أهل البيت (عليهم السلام) في مسألة الوحدة الإسلامية ودعوة المجتمعات الإنسانية إلى التعاضد والتآلف والتلاقح الفكري والتعاون على أساس التوحيد والعدل٬ سجل مشرق وحافل بالمآثر والإنجازات الكبرى؛ وفي هذه الأثناء تبرز أمامنا سيرة الإمام الصادق (عليه السلام) الكلامية والسلوكية في المجالات المذكورة أدناه والتي تبيّن دور هذا الإمام الهمام في لمّ شمل المسلمين ووحدتهم:

۱. وصايا الإمام الصادق (عليه السلام) لشيعته بالتقية.

۲. الإمام الصادق (عليه السلام) وحل الاختلافات الفکریة لشيعة أهل البيت (عليهم السلام).

۳. الإمام الصادق (عليه السلام) وتقديم الحلول للخلافات الحقوقية للشيعة.

۴. تأكيد الإمام الصادق (عليه السلام) على مبدأ التعايش والمداراة مع أهل السنّة وجميع الفرق الإسلامية.

۵. تأكيد الإمام الصادق (عليه السلام) على صلاة الجمعة والجماعة والأعياد الإسلامية.

  1. الإمام الصادق (عليه السلام) وتعاطيه الحَذِر مع رجال السلطة العباسية وتمهيده للجهاد الثقافي الكبير.

من بين السياسات الحكيمة لهذا الإمام الهمام أنّه كان يأمر المفضّل بن عمر بالإنفاق من الأموال الشرعية لحل الخلافات بين شيعة أهل البيت (عليهم السلام) وإرساء مفاهيم الوحدة والأخوة بينهم.[8]

التعايش السلمي والمداراة مع أهل السنّة وسائر الفرق الإسلامية

ما هو الواجب الشرعي للشيعة في التعامل مع الأخوة من أهل السنّة؟ هل ينبغي محاربتهم والإساءة إلى معتقداتهم ومقدساتهم؟ أم ثمّة طرق أخرى أوصى أهل البيت (عليهم السلام) شیعتهم بها؟ هناك دائمًا أفراد متطرّفون في أوساط الشيعة وأهل السنة يسعون إلى إشعال نار الفتن المذهبية. وفي المقابل آمن الشيعة وأهل السنّة على مرّ التاريخ بالتعايش والوئام.

في ضوء هذه الظاهرة الاجتماعية سأل معاویة بن وهب الإمام الصادق (عليه السلام): كَيْفَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَصْنَعَ فِيمَا بَيْنَنَا وَ بَيْنَ قَوْمِنَا وَ بَيْنَ خُلَطَائِنَا مِنَ النَّاسِ مِمَّنْ لَيْسُوا عَلَى أَمْرِنَا؟[9]

فأجاب الإمام الصادق (عليه السلام): «تَنْظُرُونَ إِلَى أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تَقْتَدُونَ بِهِمْ فَتَصْنَعُونَ مَا يَصْنَعُونَ فَوَ اللَّهِ إِنَّهُمْ لَيَعُودُونَ مَرْضَاهُمْ وَ يَشْهَدُونَ جَنَائِزَهُمْ وَ يُقِيمُونَ الشَّهَادَةَ لَهُمْ وَ عَلَيْهِمْ وَ يُؤَدُّونَ الْأَمَانَةَ إِلَيْهِم».

الدعوة إلى الوحدة في المجتمع الإسلامي والتأكيد عليها

تتّضح لنا مبادئ ومحاور الوحدة الاجتماعية في سيرة الإمام الرضا (عليه السلام) من خلال مطالعة التعاليم العقدية والسلوكية لهذا الإمام الرؤوف (عليه السلام) الذي لم يُوفّق في التصدّي لأمر الحكومة٬ ولكن مع ذلك كانت أهم سياساته التي تعدّ من أساسيات الحكومة الرشيدة إدارة شؤون المجتمع على أساس الوحدة بين أفراده٬ وكذلك المعاملة الطيبة الرحيمة مع الرعايا غير المسلمين وتقريبهم من بعضهم البعض. فمن وجهة نظر الإمام الرضا (عليه السلام)٬ لمّا كان الإنسان كائنًا اجتماعيًا يعيش في كنف المجتمع٬ فإنّه بحاجة إلى إقامة أفضل العلاقات مع سائر أفراد المجتمع الذي يعيش فيه لتسيير شؤون حياته وتحقيق أهدافه٬ حتى يتمكّن من الحصول على النتائج المرجوة التي يسعى إليها٬ ولا يتسنّى له ذلك إلّا بالوحدة والتآلف والتقارب.

المعاملة الطيبة مع الآخرين وعدم الإساءة إلى مقدساتهم

اللغة الحوارية الطيبة هي إحدى الطرق الكفيلة بخلق الوحدة والمحبة وجذب الآخرين والتمتّع بعلاقات مؤثّرة. يوصي القرآن الكريم المؤمنين بالتحلّي بطيب الكلام ويحذّر من أنّ بذاءة اللسان وسلاطته هي من أخلاق الشياطين٬ ومدعاة للفرقة والانفصام بين أفراد المجتمع٬ ولذلك حرّم صراحة الإساءة إلى أتباع الأديان والمذاهب الأخرى حيث يقول تعالى:

(وَ لا تَسُبُّوا الَّذينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ).[10]

وكان الإمام أمير المؤمنين علي (عليه السلام) يوصي أصحابه في صفين بألّا يكونوا سبّابين لأعدائهم:

«إِنِّي أَكْرَهُ لَكُمْ أَنْ تَكُونُوا سَبَّابِينَ وَ لَكِنَّكُمْ لَوْ وَصَفْتُمْ أَعْمَالَهُمْ وَ ذَكَرْتُمْ حَالَهُمْ كَانَ أَصْوَبَ فِي الْقَوْلِ وَ أَبْلَغَ فِي الْعُذْر».[11]

ومن المعروف أنّ الخوارج كانوا من ألدّ أعداء الإمام علي (عليه السلام)، ولكن بحسب حديث للإمام الباقر (عليه السلام) لم يحدث أبدًا أن رمى الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) هذه الفرقة بالكفر أو الشرك أو النفاق بل كان يقول: «هُمْ إِخْوَانُنَا بَغَوْا عَلَیْنَا».[12]

تحمّل معتقدات الآخرين وعدم تكفير المخالفين

يعمل الإنسان بحسب ما تمليه عليه معتقداته وآراؤه٬ ويجهد بالدفاع عنها. فكل أعمال بني آدم تجري على أساس العقيدة٬ سواء أكانت صحيحة أم خاطئة. يقول الله تعالى في كتابه الكريم عن المشركين الذين يستجيرون بالمسلمين: (وَ إِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكينَ اسْتَجارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ).[13]

لقد نشط أعداء الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) في الفترة من عصر الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) إلى الإمام زين العابدين (عليه السلام) وكانت دعايتهم قد شهدت ذيوعًا كبيرًا بين الناس٬ ومع ذلك كان كلام الأئمة في مقابل هذه الدعايات على النحو الذي ذكرنا في أعلاه. من الواضح أنّ القضايا الأساسية في الإسلام عبارة عن الشهادة بوحدانية الله ورسالة نبيه الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والإيمان بعقيدة المعاد وغيرها من العقائد٬ وكل ما سوى ذلك بما في ذلك الإيمان بولاية الأئمة (عليهم السلام) لا يدخل في صلب الإسلام٬ ولذلك تعدّ الإمامة من أصول المذهب وليس الدين. [14]

والمحصلة: أنّ الوحدة هي من أهم التعاليم الواردة في القرآن الكريم ومن الوصايا المؤكّدة للنبي الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأهل بيته الأطهار (عليهم السلام). كان الأئمة الأطهار دائمًا دعاةً للوحدة بين أفراد الأمة الإسلامية بأفعالهم وسيرتهم العملية وكلماتهم النيّرة٬ وكانوا ينهون عن التفرقة والتشتّت. ولا يعترف الإسلام بأيّ حدود عقدية أو سياسية أو فكرية بين أفراد المجتمع. بمقدور المسلمين في العالم أن يحيوا حياة مسالمة وتحقيق المجتمع الإسلامي عبر التمسّك بالمشتركات التي تجمعهم مثل القرآن والنبي الأكرم والقبلة المشرّفة وغيرها من الأصول. تزخر سيرة أهل البيت (عليهم السلام) بالكثير من الوصايا التي تحثّ على الوحدة بين المسلمين ونبذ الفرقة.

العتبات المقدسة محور التآلف بين الحكومات والمذاهب الإسلامية

دأب مراجع الشيعة وعلماؤهم عبر التاريخ في تعاطيهم مع أهل السنّة على التمحور في القول والفعل حول المشتركات التي تجمع المسلمين٬ ورفع شعار الوحدة٬ وبرهنوا لشيعتهم من خلال سيرتهم العملية على مبدأ الوحدة ليقتدوا به كمعيار جامع في جميع المجالات والميادين٬ وليضعوا سيرة أولئك العظام نصب أعينهم في حياتهم الاجتماعية.

على هذا الأساس٬ كان العلامة البهابادي اليزدي بوصفه حاكم مدينة النجف الأشرف وسادن الروضة العلوية المقدسة يتّخذ من سياسة التقريب بين المذاهب معيارًا لإدارة شؤون المدينة الداخلية والخارجية.

المقاربة داخل مذهبية

كان العلامة البهابادي الیزدي يعتقد بضرورة تبنّي البرهان المنطقي والاستدلالي من خلال مقاربة عقلانية وسطية في الميادين داخل مذهبية٬ وكان يتجنّب المباحثات الجدلية والآراء المتطرّفة٬ واستطاع أن يهيّئ في الحوزة العلمية بالنجف الأشرف مستلزمات تقدم العلوم الإسلامية٬ وأن يجمع التيارات الفكرية المختلفة مع بعضها البعض٬ من أجل التعاون فيما بينها وتشكيل جبهة شيعية متحدة بدلًا من التناحر والتنافس.

مقاربة داخل دينية

كان العلامة البهابادي الیزدي يسعى في الميادين داخل دينية إلى نقل جوهر رسالته والتعريف بالتشيّع عبر أساليب البرهان والمنطق بعيدًا عن النزاعات الكلامية والردّ المباشر على الشبهات. وفي هذا السياق دوّن كتابه المنطق في النجف الأشرف ليبرهن على أنّ السبيل الوحيد لمواجهة المذاهب الفقهية والكلامية والفلسفية والتفسيرية والأصولية غير الشيعية هو التفكّر والخطاب البرهاني الاستدلالي.

كان فقيهًا له نوادر ضافية في النجف. ومن مكارم أخلاقه وحسن تدبيره وتصرّفه وعلو منزلته صار خازنًا لحرم أمير المؤمنين عليه السلام. كذا وصفه شيخنا محمد حرز الدين وقال:

«والمعروف المتسالم عليه أنّه أتى به الشاه عباس الصفوي الأول من إيران إلى العراق ليتولّى نقابة الحرم المقدس٬ وسلّمه مفاتيح الحرم٬ وخزانة الآثار النفيسة٬ والخزانة الكبيرة التي فيها السلاح الموقوف الذي أعدّ للدفاع عن الحرم خاصة والنجف الأشرف عامة من الغارات البدوية. وبنى له الشاه عباس مدرسة في النجف في الجانب الشمالي الغربي منها٬ تقع في محلة المشراق حوالي دور السادة آل كمونة٬ والمدرسة اليوم أعني سنة 1259هـ اندرست آثارها. وجلب له الطيور من الهند المعروفة عند العامة في النجف بطيور الحضرة تارة والطورانية تارة أخرى.[15]

ولمّا قدم السلطان مراد العثماني النجف وتشرّف بزيارة مرقد أمير المؤمنين (عليه السلام) أقرّ المولى عبد الله لما رأى من عناية وحسن تدبير وتصرّف٬ وبقيت نقابة الحرم الغروي في النجف بأيدي أولاده وأحفاده إلى زمن الملا يوسف المتوفى حدود سنة 1270هـ.[16]

 

نتيجة البحث

يبدو أنّ السياسة الاستراتيجية للعلامة في إدارة الحكم قد تمثّلت في مشروعه الكبير وهو «قيام حكومة شيعية» في العصر الصفوي. ففي ذلك العصر٬ ومن أجل البرهنة على أنّ للدين الإسلامي والمذهب الشيعي رسالة لجميع العصور ومنها القرن العاشر الهجري٬ كان من الضروري تطبيق الإسلام في صورة جامعة ومتجسّدة وعينية٬ وطبعًا لا يتسنّى التجسيد الشامل للدين إلّا عبر قيام حكومة إسلامية٬ وقد نهض بهذه الرسالة الخطيرة علماء أفذاذ في ذلك الزمان مثل المحقق الكركي والعلامة البهابادي والشيخ البهائي.

بعد تولّي العلامة البهابادي الیزدي سدانة الحرم العلوي الطاهر وحكومة النجف الأشرف٬ قدّم نموذجًا جديدًا لحكومة إسلامية٬ بل قل إن شئت٬ لحكومة لدينية يحتذى بها من قبل أتباع جميع الأديان٬ حيث يتحدّث المؤرّخون لمدينة النجف الأشرف عن ضمان حقوق الأقليات الدينية في زمن العلامة البهابادي وعن حكومته العادلة والرشيدة التي ذاع صيتها في البلاد الإسلامية ممّا دفع السلاطين العثمانيين إلى إبقائه في منصبه بعد بسط حكومتهم على العراق.

تمثّل النهج العلمي للعلامة البهابادي في تقديم فهم عقلاني للدين الإسلامي عبر نموذج «الإسلام العقلاني». برع العلامة البهابادي في العديد من العلوم مثل الفلسفة والفقه والتفسير٬ وفوق كل هذا كان متكلمًا نحريرًا٬ إذ برز بشكل واضح دفاعه الكلامي عن الدين. ولا يخفى دور الظروف التاريخية في بلورة وتحديد المشروع الفكري للشخصيات المؤثّرة٬ وقد عاش العلامة البهابادي ومعاصروه من العلماء مثل المحقق الكركي والشيخ البهائي والعديد من مجايليهم في عصر كانت الدولة العثمانية وكذلك الأوزبك (في شرق البلاد) يثيرون الشبهات حول أسس العقيدة الشيعية والدينية، ولذلك انبرى العلامة إلى تقديم فهم عقلاني للدين٬ وتندرج جميع أعماله وتصانيفه ورسائله ضمن هذه المنهجية.

ويمكن القول أنّ تصانيف وحواشي العلامة البهابادي كانت تتناسب مع مقتضيات العصر٬ وتجيب عن أسئلة عصره٬ لذا٬ فمن بين الخصوصيات التي كان يتمتّع بها هي «معرفة عصره» و«متطلبات مخاطبيه»٬ الأمر الذي يفسّر التوسّع والتنوّع الذي ميّز أعماله٬ إذ قلّما ظهرت شخصية حوزوية طرقت أبواب مختلف العلوم الإسلامية كما فعل.

ثمّة ملاحظة جديرة بالذكر هنا حول العلامة وهي «تشخيصه للمشكلة». فمن خلال حضوره في الحوزة العلمية بالنجف الأشرف وعلاقاته الواسعة بالعديد من أساتذة الحوزة ورصده الدقيق للأجواء والتحديات الفكرية والعلمية في عصره٬ كان يلتقط بعض المشاكل والتحديات من أهل السنّة ومخالفي مدرسة التشيّع ويقدّم أجوبة إسلامية عميقة ودقيقة بشأنها أو على الأقل توضيحات إسلامية.

لقد عمد هذا الفقيه والمنطيق والمتكلم إلى تقديم تعريف عقلاني عن الشيعة في النجف الأشرف٬ وكان يدافع عن الفكر السياسي الشيعي والفقه الشيعي بوصفه داعية يدافع عن الإسلام ومدرسة أهل البيت (عليهم السلام).

في أواخر عمره الشريف انصبّ نشاط العلامة البهابادي في حقل العالم الإسلامي٬ فكانت علاقاته مع أتباع سائر الأديان تتمظهر من خلال نشاطاته٬ ولكن مع ذلك لم تكن تلك العلاقات بارزة وواضحة بالقدر الكافي في مصنّفات المؤرّخين.

وعلى أيّ حال٬ لا يتسنّى لنا التعرّف على أفكار وأساليب الحكم عند العلامة البهابادي دون الوقوف على طبيعة المناخ السياسي والفكري والاجتماعي الذي كان سائدًا في عصره. إنّ معاصرة العلامة البهابادي لفترة حكم الشاه طهماسب٬ وفتح الأخير لأبواب التعاون بينه وبين رجال الدين خلق أوضاعًا استثنائية لم تعد معها المعرفة المجرّدة لفكره السياسي وافية بالغرض المنشود.

 

[1] : حرز الدين٬ عبد الرزاق٬ تاريخ النجف الأشرف٬ ج 1 ٬ ص 221.

[2] ستأتي ترجمته في أحداث سنة 334 هـ، في الجزء الثاني من كتابنا.

[3] لسان العرب: مادة (نقب) .

[4] الأحكام السلطانية٬ صص 82-85.

[5] رحلة ابن بطوطة٬ ص 200.

[6] عنوان الشرف في وشى النجف٬ ص 81.

[7] حرز الدين٬ عبد الرزاق٬ تاريخ النجف الأشرف٬ ج 2 ٬ ص 269؛ تحفة العال تاريخ الكوفة٬ ص 178 م 1/292.

[8] . محمد بن یعقوب الکلینی، الکافی، ج 2، ص 209.

[9] . المصدر نفسه٬ ج ۲، ص ۶۳۶.

[10] . سورة الأنعام، آية 108.

[11] . نهج البلاغة، الکلمة 206.

[12] . الحمیری، قرب الاسناد، ص 45؛ الشیخ الحر العاملي، وسائل الشیعة، ج 15، ص 83.

[13] . سورة التوبة، آية 6.

[14] كان الإمام الخميني (رحمه الله) من بين الذين يعتقدون أنّ التقابل في هذ النوع من الروايات هو بين الكفر والإيمان٬ وكان يقول بأنّ الروايات العقدية والكلامية منفصلة عن الروايات الفقهية٬ وأنّ ردّ أو قبول الإمامة يجب أن يعزى إلى مراتب نقص وكمال الإيمان والإسلام وليس المقابلة بين الكفر والإيمان (الإمام الخمینی، کتاب الطهارة، ج 3، صص 318 - 325؛ لمزيد من المعلومات حول آراء فقهاء الشيعة في هذا الموضوع أنظر: هفت آسمان، العدد 21، صص 70 - 89 ). وطبقًا لرأي آية الله الخوئي فإنّ من ضروريات الولاية الحب والولاء وهو ما يعتقد به أهل السنّة أيضًا٬ أمّا الولاية بمعنى الخلافة فليست من الضروريات... » (الغروی، التنقیح، ج 2، ص 86)[21 ] وفي الأصل٬ فإنّ الإمامة من ضروريات المذهب الشيعي وليس الدين الإسلامي (الإمام الخمینی، کتاب الطهارة، ج 3، ص 325 ).

[15] مباحث عراقية٬ ج 1 ٬ ص 93. موسوعة العتبات المقدّسة (قسم النجف)٬ ج 1 ٬ ص 202. وحرز الدين٬ عبد الرزاق٬ تاريخ النجف الأشرف٬ ج 2  ٬ ص 276.

[16] حرز الدين٬ عبد الزراق٬ تاريخ النجف الأشرف المؤلف٬ ج 2 ٬ ص 274؛ معارف الرجال٬ ج 2 ٬ ص 4.

الأستاذ المساعد الدكتورة أحلام مجلي الشبلي

أستاذة الفلسفة الإسلامية والمنطق في كلية الآداب جامعة الكوفة

 

تعد حاشية الملا عبدالله اليزدي في المنطق من اهم الحواشي التي جاءت لشرح وتوضيح مفردات ...

بقلم: رضا باذلي*

ترجمة: حسين صافي

ملخص:

يقسّم الحكماء المسلمون العلم الحصولي إلى تصوّر وتصديق٬ وكل منهما إلى بديهي ونظري. فالتصديق البديهي يطلق على مجموعة التصديقات والقضايا التي تحصل دونما حاجة ...

حاشية الملا وكتاب "الجوهر النضيد" للعلامة الحلي: دراسة مقارنة

بقلم: عبد الرضا عسکری وادقانی*

ترجمة: حسين صافي

ملخص:

العلامة الحلي أشهر علماء الشيعة في القرن الثامن الهجري٬ دوّن العديد من ...

«حاشية» الملا عبد الله و«المنطق» للعلامة المظفر

دراسة مقارنة

بقلم: محمد رشیدزاده*

ترجمة: حسين صافي

ملخص:

كتاب «الحاشیة» للملا عبد الله و «المنطق» للعلامة محمد رضا المظفر من بين المناهج الدراسية ...

 

بقلم: خلیل آقائی[1]

ترجمة: حسين صافي

ملخص:

قلم الكاتب مرآة تعكس صورة نفسه وخصوصية خصاله٬ ويصدق هذا على ما يرشح عن هذا القلم من تأليف وشرح وحاشية ويقدّم لنا جملة فوائد منها فهم المقاربة النقدية ...

 

"دراسة تحليلية"

بقلم: حسن عبدی­پور[1]

اصغر میرزاپور[2]

ترجمة: حسين صافي

ملخص:

لا شكّ في أنّ سيرورة الأبحاث التاريخية وتكوين الآراء بشأن نشأة التيارات والفرق الإسلامية والانشقاقات التي حدثت في ...

 

بقلم: عبدالرحیم شهریاری

ترجمة: حسين صافي

ملخص

العلّامة العارف بالله الملا عبد الله البهابادي اليزدي أحد العلماء الشيعة المتعدّدي المواهب والفنون. إذ كان في طليعة مجايليه وطارت شهرته في الآفاق ...

 

"الملا عبد الله الیزدي وآل الملالي"

بقلم: أحمد جنت امانی*

ترجمة: حسين صافي

 

ملخص:

آل «الملالي» لقب أطلق على أسرة الملا عبد الله البهابادي اليزدي٬ التي أنجبت على مدى ثلاثة قرون أي من أواخر ...

بقلم: محمدحسین متقیان[1]

ترجمة: حسين صافي

ملخص:

التوحيد هو المحور الذي تدور حوله تعاليم الإسلام وأهم رسالة في القرآن الكريم. ويتجلّى ذلك بوضوح في آيات القرآن والأحاديث٬ بحيث أنّ ثلث الآيات ذات صلة ...

"حاشیة على حاشية الشرح الجديد للتجريد"

تجليات الكلام والحكمة البرهانية عند العلامة عبد الله البهابادي

 

بقلم: عبدالرحیم شهریاری

ترجمة: حسين صافي

ملخص:

يتناول المقال بالبحث والتمحيص كتاب حاشية ...

 

 

معارف الرجال

نویسنده    محمد حرزالدین

تاریخ نگارش    قرن چهاردهم

موضوع   تراجم

زبان عربی

مجموعه   ۳ جلدی

اطلاعات نشر

ناشر کتابخانه آیت الله مرعشی نجفی

تاریخ نشر ۱۳۶۵ق

 

مَعارِفُ ...

بقلم: حامد صدر[1]

ترجمة: حسين صافي

ملخص:

قالوا في تعريف علم المنطق بأنّه: تعليم القواعد العامة للتفكير الصحيح حتى ينتقل الذهن إلى الأفكار الصحيحة في جميع العلوم. لقد عنيت الحضارة الإسلامية بهذا ...

بقلم: رضا عیسی نیا[1]

ترجمة: حسين صافي

ملخص

تتنازعنا ثلاثة أحاسيس٬ الإحساس بالماضي٬ والإحساس بالراهن٬ والإحساس بالمستقبل٬ ولكن٬ أيّ ضرورة تجعلنا أن نتّخذ من الإحساس بالراهن نقطة شروع٬ في وقت يحلّق ...

الدكتور حسن عبدي پور

تاريخ الحضرة العلوية المطهرة

يُعزى شرف مدينة النجف الأشرف وقدسيتها إلى وجود الحرم الطاهر لمولى المتّقين الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) فيها٬ وكان الإمام (ع) ...

موقع القضية الطبيعية من منظار الملا عبد الله اليزدي

بقلم: محمد حسین ایراندوست*

ترجمة: حسين صافي

ملخص

من المعروف أنّ «القضية الطبيعية» هي إحدى الأقسام الأربعة للقضية الحملية باعتبار الموضوع. صدور ...

علی عباس‌پور*

ترجمة: حسين صافي

ملخص

لعلم التفسير مكانة فريدة ليست لأيٍّ من العلوم الإسلامية٬ والإحاطة بمفاهيم القرآن تطلّبت ظهور علوم أولية مثل علم الصرف والنحو والقراءة والبلاغة (المعاني والبيان ...

 

أمیرحسین عرفانی

ترجمة: حسين صافي

ملخص:

ما فتئ العصر الصفوي منذ القدم وحتى اليوم عرضة لسهام نقد العديد من الكتّاب في الداخل والمستشرقين الأجانب في الخارج٬ وطُرحت آراء وعقائد مختلفة فيما يخصّ ...

المنهج التفسيري للملا عبد الله البهابادي اليزدي

"تفسير درة المعاني في تفسير السورة والفاتحة نموذجًا"

إبراهیم حسن‌ پور*

أصغر میرزاپور**

ترجمة: حسين صافي

ملخص:

الملا نجم‌ الدین عبد الله‌ بن ‌شهاب ...

عظیم عابدینی*

حبیب ‌الله یوسفی**

حسن عبدی بور***

ترجمة: حسين صافي

ملخص

يضمّ التراث العلمي للمفسر الکبیر والفیلسوف الشهیر العلامة الملا عبد الله البهابادي اليزدي مصنّفات في علم التفسير. وذلك ...

 

نبذة:

عاش الحکيم البهابادي اليزدي في عصر الحکومة الصفوية، و إذا أردنا تحليل دور الفکر المهدوي في التحولات الثقافية في عصره يحتاج ذلک إلى تسليط الضوء على الأجواء الفکرية و الثقافية السائدة في ...

«التحشية» و تأثیرها على ازدهار علوم المسلمين

(مع التأکيد على مصنفات الملا عبد الله البهابادي)

محمد تقی ربانی

يتمحور المقال حول موضوع جهود العلماء المسلمين في التحشية على آثار السلف، حيث يبين ...

ابراهیم ابراهیمی

نبذة:

«ارشادالاذهان فی احکام الایمان» واحد من المصادر الفقهية المعتبرة التي کتبت حوله حواشي و شروح کثيرة، منها حاشية العلامة الملا عبد الله البهابادي. و هي حاشیة محض استدلالیة یحتل ...

 

رشید زاده

نبذة:

تعتبر «حاشیة» الملا عبد الله البهابادي الیزدي و «المنطق» للشیخ المظفر من بین المناهج الحوزویة لدراسة علم المنطق و لطالما کان هذان المصدران محط اهتمام طلبة العلوم الدینیة و ...

 

 

علی عباس­پور

نبذة:

یحتاج علم التفسیر إلی بعض العلوم التمهیدیة مثل علم النحو و الصرف و القراءة و البلاغة (المعاني، البیان، البدیع) و ذلک من أجل فهم ظاهر القرآن، لأنّ الشیعة تعتقد بأنّ القرآن ...

نبذة:

کان فنّ تدوین التراجم شائعاً في تاریخ الحضارة الإسلامیة لا سیّما في القرون المتأخرة. لقد تکلّم کتّاب التراجم عن معاصریهم و متقدمیهم بحسب طبیعة نظرتهم العلمیة و الظروف التاریخیة الخاصة. یعدّ ...

نبذة:

الکتابة هي انعکاس لشخصیة الکاتب و خصاله، و تنطبق هذه المقولة علی الکتب المستقلة و علی التحشیات و الشروح سواء بسواء، و تعود علینا بفوائد من قبیل فهم رؤیة نقدیة خاصة أو مقبولیة شارح أو محشي ...

 عبدالله پور رضا

نبذة:

العلامة الملا عبد الله البهابادي الیزدي من کبار علماء الشیعة المشهورین في القرن العاشر الهجري و من الضروري القیام بأعمال کثیرة للتعریف بهذه الشخصیة و تکریمها.

عاصر المترجم ...

مریم صمدی

نبذة:

الحديث هو تراث المعصومين (عليهم السلام) و هو إلى جانب القرآن و العقل من المصادر الأولية المعتمدة من قبل العلماء في تفسير الأحکام و کذلک تصحيح العقائد و الأخلاق.

حجت الاسلام و المسلمین بشکانی

لا تخفى على أحد الأهمية التي يوليها الدين الإسلامي الحنيف و المذهب الشيعي للعقلانية و الفکر الاستدلالي. کان لهذا التيار حضور قوي في إيران و لدى الشيعة و قد مرّ بمراحل ...

حسین الأهوازی

ظل کتاب المنطق في «الشفاء» لابن سينا على مر التاريخ موضع اهتمام الشراح من الفريقين. و عدا الشفاء، استحوذت حاشية الملا عبد الله أیضاً في القرون الأخيرة على اهتمام شراح أهل السنّنة و ...

TPL_BACKTOTOP