بقلم: حامد صدر[1]

ترجمة: حسين صافي

ملخص:

قالوا في تعريف علم المنطق بأنّه: تعليم القواعد العامة للتفكير الصحيح حتى ينتقل الذهن إلى الأفكار الصحيحة في جميع العلوم. لقد عنيت الحضارة الإسلامية بهذا العلم وأولته رعاية واهتمامًا كبيرين حتى وصل مرتبة أكثر سطوعًا وتألقًا من عصر رواج المنطق في اليونان؛ بفضل مئات الكتب التي صنّفها العلماء المسلمون عربًا وفُرسًا في هذا العلم من كتب باللغتين العربية والفارسية. ربما يكون مضمون علم المنطق قد بلغ في مراحله الابتدائية حدّ الكمال تقريبًا، ولكن هذا لم يمنع دون تواصل عملية التدوين والتأليف في هذا العلم. أحد هذه الكتب التي صُنّفت في مرحلة رشد المنطق وبلوغه هو «الحاشية» للملا عبد الله اليزدي البهابادي. يفترض الكاتب في بحثه الراهن أنّ للكتاب آنف الذكر خصائص فريدة تميّزه عن سائر كتب المنطق الأخرى وتجعله في صدارتها، من هذه الخصائص الرعاية والاهتمام التي حُفّ بهما٬ إذ على الرغم من جمهرة الكتب والتصانيف في علم المنطق٬ فقد اختير الكتاب على مدى القرون السابقة كأحد المناهج الدراسية في الحوزات العلمية، بالإضافة إلى وفرة الحواشي والشروح والتعليقات عليه٬ واهتمام كتب الطبعات الحجرية بـ«الحاشية» أكثر من أيّ كتاب منطقي آخر، هذه الخصائص وغيرها جعلت من «الحاشية» كتابًا فريدًا ذا خصائص لا نظير لها لدرجة أنّه حتى مصنّفات مناطقة الطراز الأول في تاريخ الإسلام كابن سينا والفارابي والخواجه نصير الدين الطوسي لم تحظ بمثل هذا الإقبال ووفرة الشروح والتعليقات عليها. وحتى في العصر الراهن أيضًا الذي شهد كتبًا قيمة في المنطق مثل «رهبر خرد» (قائد العقل)٬ المنطق الصوري٬ منطق المظفر٬ إلّا أنّها مع ذلك تفتقد لبعض الخصائص الفريدة لـ«الحاشية» وهو أمر يستدعي التأمل.

الكلمات المفتاحية: الحاشیة؛ الملا عبد الله؛ المنطق؛ كتب المنطق؛ تاریخ الإسلام.

 

 

 

مقدمة

من علائم حيوية ودينامية أيّ حضارة أو ثقافة غزارة إنتاج المصنّفات العلمية فيها، بالإضافة إلى شيوع ثقافة البحث والتحقيق في تلك الحضارة وتوفّرها على العديد من العلماء واحترام ثقافة العلم والعقلانية وذمّ الجهل.[2] وفي مجال إنتاج المصنّفات العلمية تكون هذه الحيوية والدينامية مضاعفة إذا تضمّنت نظرة العلماء الإنتاج التكاملي للفكر٬ وكان حافزهم على التصنيف والتأليف هو اعتلاء العلوم السائدة في الحضارة ورشدها٬ ويشهد التاريخ للشيعة دورهم النيّر والمتألق حيث كان لهم قصب السبق في مجال إنتاج العلوم.[3]

كان العلامة الملا عبد الله البهابادي الیزدي (رحمه الله) عالم دين وفيلسوفًا ومدرسًا٬ إلى جانب نشاطاته العلمية كالتدريس والخدمات الاجتماعية والسياسية٬ كانت له تصانيف عديدة أضاءت صفحته التاريخية. وقد نجح في إحياء الفكر والعناية بالمسار التكاملي للعلوم الجارية في حضارة العصر الصفوي٬ فترك بصمات خالدة على ثقافة وحضارة عصره٬ واستطاع أن يستقطب أنظار الآتين وآرائهم.

حاشية الملا عبد الله من التصانيف الشهيرة التي يعود تاريخ تدوينها إلى القرن العاشر الهجري٬ وكانت منذ تدوينها حتى اليوم محطّ اهتمام العلماء والمفكرين وطلاب الحقيقة الساعين إلى تعلّم القواعد الصحيحة للفكر والتفكير. في هذا المقال سوف نلقي نظرة سريعة على الحاضنة الاجتماعية للملا عبد الله والمصنّفات المنطقية التي ظهرت قبله وبعده٬ لنقف على قيمة مصنّفاته المنطقية وأهميتها لا سيّما حاشيته على تهذيب التفتازاني.

الملا عبد الله  البهابادي ومصنّفاته المنطقية

«بهاباد» بلدة صغيرة حباها الله تعالى بالمناخ المعتدل والمساحات الخضراء والعديد من النعم بحيث خطفت قلوب الرحالة والسيّاح منذ قديم الزمان٬ فهذا الرحالة ماركوبولو ذكر بهاباد في كتاب رحلاته٬ وكذلك لسترنج أثنى عليها كثيرًا.[4]

وُلد الملا عبد الله البهابادي الیزدي في هذه المنطقة ودرس في يزد وأصفهان وشيراز حتى أصبح عالمًا فطحلًا يشار إليه بالبنان. أقام لفترة في المدرسة الصدرية بشيراز وكان زميل المحقق الأردبيلي في الدراسة. اشتغل بالتدريس والتأليف في النجف الأشرف وتتلمذ عليه العديد من الطلبة من أشهرهم الشيخ البهائي.

له تصانيف في البلاغة والكلام والمنطق٬ وكان بارعًا أيضًا في الفقه. عُرف في الحوزات بصاحب الحاشية لتصنيفه حاشية على تهذيب التفتازاني. له ذرية في النجف الأشرف بالعراق٬ ومن ذريته أيضًا محمد طاهر بافقي. توفي في سنة 981 هـ٬ ويقال أنّ له مزارًا في مدينة بهاباد بمحافظة يزد.[5]

محاربة المنطق عبر التاريخ الإسلامي

بدأت محاربة المنطق والمناطقة منذ دخول هذا العلم التاريخ الإسلامي. غير أنّ ما يميّز المحاربين للمنطق سواء في الصدر الأول من الإسلام أو في المراحل التاريخية اللاحقة أنّهم جميعًا ينتمون إلى المذهب السنّي٬ فالأمر الجدير بالذكر هو أنّ الأئمة الأطهار (عليهم السلام) وكذلك كبار علماء الشيعة كانوا يتصدّون لأيّ انحراف فكري أو ثقافي أو عقدي٬ وجاهدوا بأرواحهم وأموالهم لصيانة عقائدالتشيّع الحقّة، لكنّهم لم يبدوا أيّ معارضة إزاء الموجة العظيمة للأفكار المنطقية والفلسفية ولم يصدر عنهم أيّ كلام أو حديث أو رواية أو توجيهات في هذا الشأن.

العامل الرئيسي وراء ذلك هو حرية التفكير في المذهب الشيعي والقدرة العلمية والاستحكام الهيكلي والأصولي لهذا المذهب٬ لدرجة أنّه لا يُخشى عليه من أيّ فكر٬ وبالإضافة إلى أنّ المنطق والفلسفة يخلقان وشيجة لصيقة وخاصة بالعقائد الإلهية والقرآنية للتشيع٬ فإنّهما يهيّئان بيئة عقلانية وتلاقح للأفكار. طبعًا٬ دون أن يعني هذا أنّ تاريخ الشيعة خالٍ من المحاربين للمنطق والمعارضين للفلسفة. فبعض الأشخاص عارض المنطق والفلسفة من وحي تأثّره بالتصوّرات الخاطئة وعدم توفّر الفرصة لكي يدرس عند أساتذة مختصّين ولأسباب أخرى منها فكرة عدم عمومية تدريس العلوم العقلية ممّا جعله أحيانًا يعارض المنطق والفلسفة – الفلسفة بشكل خاص-، ولكن في كل الأحوال٬ لا يمكن مقارنة شدّة محاربة المنطق والفلسفة عند أهل السنّة بالنزر اليسير الموجود عند الشيعة.

كما أنّ الأصول الدينية للتشيع أيضًا تنسجم مع مسألة اقتباس الأمور الصالحة٬ وإذا ما استثنينا بعض الأخباريين والتفكيكيين الذين كانوا وما زالوا يقدمون تفسيرات خاطئة للنصوص الدينية٬ لم تكن هناك أيّ معارضة لهذا الاقتباس. فمن منظار الشيعة أنّ حكماء اليونان كانوا أناسًا علماء ومفكرين ومتنورين٬ وبعضهم٬ بحسب قول ابن طاووس: كانوا من الأنبياء الإلهيين٬ وأنّه لا يوجد في كونهم جميعًا٬ على الأقل٬ موحّدين[6].

لقد دأب أهل السنّة منذ القدم وحتى اليوم٬ على محاربة الفلسفة وكانوا يحملون مقاربة إقصائية وتكفيرية ضدّ المنطق أو أيّ عقلانية. فصنّفوا العديد من الكتب المناهضة للفلسفة والمنطق. فمثلًا ابن تیمیة[7] والسیوطي حرّما تعلّم الفلسفة وكذلك علم المنطق وصنّفا كتبًا في ذلك.

في الفترة الأخيرة انبرى بعض أهل السنّة إلى تبرير تحريم المنطق من قبل أسلافهم. فنجد صاحب المنار يقول في دفاعه عن تحريم أسلافه أهل السنّة للمنطق:

المقصود من هذا التحريم هو الكتب المنطقية القديمة المختلطة بأباطيل اليونان٬ لا الكتب المنطقية التي دوّنها المسلمون؛[8] وفي هذا دليل على عدم اطلاع رشيد رضا  على المبادئ الأولية للمنطق.[9]

وما من شخصية عند أهل السنّة حاربت الحكمة والفلسفة واتّخذت إزاءهما موقفًا سلبيًا كما فعل الغزالي الذي شنّ أشرس الحملات على اليونان وفلاسفة المسلمين٬ وفي الأصل٬ فإنّ الأشاعرة ظاهريون مثل الغزالي٬ وكانت جلّ معارضتهم للحكمة والعقلانية٬ على العكس من المعتزلة؛ إلّا أنّ الغزالي لم يكن مخالفًا للمنطق٬ بل فقط كان يشكو احتكار الحكماء للمنطق.

إذ يقول في كتابه «تهافت الفلاسفة»: ولکن المنطق لیس مخصوصاً بهم، وإنما هو الأصل الذی نسمیه فی فن الکلام، «کتابَ النظر»؛ فغیروا عبارته إلى المنطق تهویلاً و قد نسمیه «کتاب الجدل» و قد نسمیه «مدارک العقول»؛ فإذا سمع المتکایس المستضعف اسم المنطق، ظن أنه فن غریب لایعرفه المتکلمون و لایطلع علیه إلا الفلاسفة و نحن لدفع هذا الخیال و استئصال هذه الحیلة فی الإضلال، نرى أن نفرد القول فی «مدارک العقول» فی هذا الکتاب... و لکنا نرى أن نورد «مدارک العقول» فی آخر الکتاب، فإنه کالآلة لدرک مقصود الکتاب و لکن رُبّ ناظر یستغنی عنه فی الفهم، فنؤخره حتى یعرّض عنه من لا یحتاج إلیه و من لا یفهم ألفاظنا فی آحاد المسائل فی الرد علیهم، فینبغی أن یبتدئ أولاً بحفظ کتاب «معیار العلم» الذی هو الملقب بالمنطق عندهم.[10]

 

 

الدکتور إبراهیمي دیناني من المناطقة والحكماء المعاصرين يعتبر تأليفه لكتاب «منطق و معرفت نزد غزالی» (المنطق والمعرفة عند الغزالي) محاولة للإجابة عن السؤال: كيف لمخالف شرس للفلسفة كالغزالي أن يكون ميّالًا إلى هذه الدرجة للمنطق ويقول: أحد أهداف الغزالي من تعلّم المنطق هو التمكّن من الاستدلال المنطقي في مناظراته مع الإسماعيليين.

على أيّ حال٬ من الواضح أنّ محاربة المنطق كانت بمثابة موجة عارمة في أوساط أهل السنّة؛ ولكن في عصر الملا عبد الله البهابادي وبفضل محاولات الخواجة نصير الدين الطوسي في الترويج للعقلانية فإنّه على الرغم من أنّ مدرسة شيراز كانت تعجّ بعلماء أهل السنّة إلّا أنّ علم الكلام كان ذا صبغة فلسفية٬ فكان على أهل السنّة أن يتعلّموا الفلسفة ومقدمته المنطق إذا أرادوا الإجابة عن الشبهات الكلامية. ولو أردنا النظر إلى هذه القضية من هذه الزاوية فسوف نلمس تشابهًا فكريًا٬ شئنا أم أبينا٬ وأنّ محاولة الخواجة في التقريب بين المذاهب آتت أُكُلها.

ويبدو أنّ الملا عبد الله الیزدي أيضًا الذي يعدّ تلميذ مدرسة الخواجة نصير الدين الطوسي عبر عدّة أجيال وانطلاقًا من مبدأ الترويج لروح التقريب والتآخي قد وضع على رأس أولوياته الترويج لعلم المنطق في البلدات النائية من شيراز وفي العراق أيضًا والمدن المتّصلة ببلاد الشام٬ وصنّف العديد من الكتب في هذا العلم٬ وعلى رأسها وأشهرها كتاب «الحاشية»٬ ولكثرة استنساخ الكتاب فإنّ الكثير من نسخه موزّعة بين إيران والعراق ومنطقة غرب آسيا ونواحي الشام ودمشق بل وحتى في شمال أفريقيا.

سوف نتناول في المبحث التالي شبهة أفول الفلسفة في العالم الإسلامي٬ ومن ثمّ نشير إلى كتب المنطق التي دوّنت قبل كتاب «الحاشية» للملا عبد الله.

شبهة أفول الفلسفة والحكمة

من المعلوم أنّ الغزالي طعن الفلسفة طعنة لم تقم لها في الشرق قائمة٬ ودخلت في سبات وخمود٬ ولم تفلح محاولات ابن رشد في نقد الغزالي في «تهافت التهافت» في أن تنهض الفلسفة من جديد٬ فقد غربت شمس الحكمة وإلى الأبد واحتضرت الفلسفة الإسلامية. هذي النظرية كانت من النظريات الشائعة في أوساط أهل السنّة وعند المستشرقين أيضًا.

والذين وضعوا هذه النظرية أو عملوا على اشتهارها وانتشارها كانت عينهم على العالم السنّي ولم يعمّموا نظريتهم تلك على الشيعة٬ بالأخص شيعة إيران٬ الذين أبقوا على مشعل الفلسفة والحكمة والمنطق والعقلانية وهّاجًا قبل الغزالي وبعده. وربّما كان الإصرار على الترويج لهذه النظرية لأجل إظهار المسلمين كأناس لاعقلانيين في عيون العالمين الذين ركبوا مركب السطحية ولا همّ لهم سوى ممارسة القتل والنهب والتكفير.

لقد ظهر في أوساط الشيعة٬ لا سيّما شيعة إيران٬ الملا عبد الله الیزدي ومئات الفلاسفة والمناطقة من أمثاله قبل الغزالي وبعده ليدحضوا شبهات الغزالي وإشكالاته الواهية٬ وكل كلام لا يقوم على أسس وضوابط.[11] لا ننسى أنّ بعض المستشرقين مثل الفرنسي هنري كوربان الذي كان ملمًّا بالثقافة الشيعية وحضارتها العقلية٬ وكانت له علاقات واسعة مع العلماء والفلاسفة الشيعة وتراثهم الفلسفي الشيعي قد حارب بشدّة الشبهة المذكورة٬[12] واستطاع إلى حدّ ما استبعادها عن أذهان المفكرين الغربيين والعرب السنّة.

التصانيف المنطقية قبل «الحاشية»

يعدّ الفارابي من أعظم الفلاسفة والمناطقة في التاريخ الإسلامي٬ ولم يسبقه إلى هذا الميدان إلّا عدد قليل من الفلاسفة مثل الكندي٬[13] وساهمت جهوده الحثيثة في ترويج الفكر المنطقي وتصانيفه المنطقية في عطف اهتمام العلماء بشكل متزايد نحو المنطق والحكمة. لقد دوّن العديد من المصنّفات والرسائل في علم المنطق٬ فهذا العلم من وجهة نظره يشحن الذهن بالقدرة على تمييز المعلومات الصحيحة من المغلوطة.[14] ابن ­عدي أحد أشهر تلامذة مدرسة الفارابي له كتاب «فضل صناعة المنطق». ومنطيق آخر هو ابن زرعة عاش في الفترة بين عصري الفارابي وابن سينا وصنّف كتابًا في تبرئة الذين يتأمّلون في المنطق والفلسفة. من المعلوم أنّه في نفس هذه الفترة صدر كتاب «الإمتاع والمؤانسة»٬ ويحتوي أهم فصوله على مناظرة بين نحوي ومنطيق شهير٬ وفيه ينتصر النحوي على المنطيق٬ ومن هذه الزاوية تبرز أهمية كتاب ابن زرعة. وفي نفس الموضوع صنّف ابن عدي كتابًا عنوانه «الفرق بين المنطق والنحو».

الفترة الزمنية التي تفصل استشهاد الفارابي وظهور ابن سينا هي 30 سنة تقريبًا. وقد برز فيها ابن سينا كأشهر فيلسوف مسلم على مدى التاريخ الإسلامي٬ وصنّف الكثير من المصنّفات في مختلف العلوم٬ من أهمها «الشفاء» في الفلسفة و«القانون» في الطب.

«الشفاء» عبارة عن كتاب ضخم ومفصّل٬ وباب المنطق فيه من أوسع الأبواب التي كُتبت في المنطق في تاريخ الحضارة الإسلامية٬[15] ودوّنت عليه شروح وحواشي كثيرة جدًا. فهذا القطب الرازي تلميذ الخواجه نصير الدين الطوسي يقول: لم أر كتابًا أفضل من الشفاء٬ ولم يفهم الماضون هذا الكتاب بصورة جيدة.

وللفارابي جهود جبارة في تنقيح المنطق أثنى عليها الملا عبد الله الیزدي بقوله لقد عمل ابن سينا بعد موت الفارابي على جمع شتات جهوده التأسيسية في المنطق ولملمة رسائله٬ ومنحها شكلًا وقوامًا جديدًا.[16] بالإضافة إلى كتاب «الشفاء» لابن سينا (الذي يضم 18 جزءًا بحسب ما قرّره القفطي)[17] فقد تناول موضوع المنطق في كتبه الأخرى أيضًا مثل «الإشارات» و«منطق المشرقيين» و«موسوعة علائي»٬ وعبّر عن آراءٍ قيّمة. ثم جاء بعده تلامذته مثل بهمنيار وغيره ليواصلوا جهود نشر علم المنطق٬ على الرغم من استلام السلاجقة لزمام الأمور الذين عُرفوا بعقيدتهم الأشعرية السنية المخالفة للحكمة والمنطق والفلسفة. والخيام وأنوري وغيرهم من المناطقة جاؤوا بعد ابن سينا وقبل الخواجه نصير الدين الطوسي. وللفخر الرازي عدد من المصنّفات في المنطق والفلسفة ومع ذلك كان أميل إلى مناهضتها منه إلى مناصرتها. وُلد الخواجه نصير الدين الطوسي في سنة 597هـ أي قبل تسع سنوات من وفاة الفخر الرازي. ويُنظر إلى «أساس الاقتباس» على أنّه واحد من أفضل كتب المنطق في تاريخ الإسلام. وكان بعض تلامذته على قدر كبير من الاهتمام بالمنطق٬ فقد صنّف العلامة الحلي «الجوهر النضيد» وهو٬ في الحقيقة٬ شرح على «منطق التجريد» للخواجه نصير الدين الطوسي.

علاوة على «أساس الاقتباس» وما أعقبته من كتب مثل «الکبری فی المنطق»، لدينا أعمال باللغة الفارسية مثل «درة التاج» في المنطق والفلسفة. ولدينا أيضًا في مدرسة شيراز أعمال في هذين الحقلين٬ المنطق والفلسفة٬ وخاصة الشروح والحواشي على شرح «الشمسية»٬[18] ثمّ حلّت سنة 967 هـ فدُوّن في مدينة النجف الأشرف المقدسة كتاب في علم المنطق سيحلّ محلّ جميع كتب المنطق السابقة في الحوزات العلمية٬ وسيكون المنهج المعتمد الذي سيتم تدريسه لطلبتها في المراحل التمهيدية.

كتب المنطق بعد «الحاشية»

كما ذكرنا٬ دوّن العلامة الملا عبد الله «الحاشية» في سنة 967 هـ٬ وقد يكون مثيرًا للعجب قول هذه الحقيقة وهي أنّه بعد تدوين «الحاشية» تناقصت وتيرة تأليف كتب المنطق٬ ومعظم الكتب التي صُنّفت في علم المنطق في القرون الخمسة الأخيرة كانت شروحًا وتعليقات وحواشي على «الحاشية». طبعًا يعود الفضل في ذلك إلى طرح نظرية الحكمة المتعالية وواضعها صدر الدين الشيرازي الذي اكتفى بالمنطق السينوي٬ ولم يشأ الدخول في المنطق الجديد ما خلا بعض الرسائل مثل «التنقيح». من هنا حلّت النظرة الأداتية للمنطق التي ابتلي البعض بها محل النظرة الغائية٬ وربما كان الملا عبد الله الیزدي الذي عاصر أساتذة صدر الدين الشيرازي مدركًا لانتفاء الحاجة لتدوين كتاب مستقل في علم المنطق ولذلك لم يُقدم على هذا الأمر٬ ورأى بدلًا من ذلك ينبغي تقوية النظرة الأداتية والآلية لهذا العلم.

الملاحظة الأخرى هي أنّ المرحلة التي أعقبت حاشية الملا عبد الله شهدت تدوين كتب منطقية عديدة منظومة ومنثورة، ولكن هذا لم يقلّل من أهمية الحاشية حيث ظلّ الكتاب الأكثر رواجًا حتى ظهور الطباعة في إيران٬ إذ لم يحظ أيٌّ من كتب المنطق بمثل ما حظي به حاشية الملا عبد الله في المقاهي والمطابع.[19]

يستعرض الشيخ آغا بزرك الطهراني الشروح والحواشي الكثيرة التي دوّنت على حاشية الملا عبد الله٬ وعدا بعض كتب المنطق مثل «المنطق المنظوم» لحاجي  سبزواري٬ وفي العصر الحديث كتاب «رهبر خرد» (قائد العقل) لمحمود شهابی والمنطق الصوری للخونساري ومنطق المظفر، لم يظهر كتاب معتبر في علم المنطق٬ بل حتى منطق المظفر لم تستطع الشروح والحواشي التي كُتبت فيه أن تأخذ مكان منطق الملا عبد الله.

ويبدو أنّ شرح الملا علي رضا تجلي اردكاني شيرازي[20] هو من بين أكثر الشروح على «الحاشية» التي حظيت بالإقبال والاهتمام؛ أمّا لماذا لم تأخذ الحاشية الفارسية على تهذيب التفتازاني نفس المكانة والأهمية بل ولا واحد في المئة من الأهمية التي أخذتها حاشية الملا عبد الله باللغة العربية٬ فربما يعود ذلك إلى رواج اللغة العربية كلغة علمية سائدة في الحوزات. من هنا يمكن أن نستنتج بأنّ الكتب والرسائل المنطقية التي ظهرت بعد عصر الملا عبد الله قد استظلّت بكتابه (الحاشية)٬ وإنّنا نلاحظ هيمنة هذا الكتاب على المحافل المنطقية لأكثر من أربعة قرون٬ وهو أحد الأسباب على فرادة «الحاشية». كما أنّ حجم شروحه وحواشيه فاق حجم أيّ كتاب منطقي آخر ظهر في تاريخ الإسلام.

في الختام

إنّ حاشية الملا عبد الله ليست ثمرة الإبداع في الكتابة والتدوين٬ ولا يمكن أن ندرك مشربه العقلي وسبب تأليفه دون الإحاطة بالظروف التاريخية التي أحاطت بتدوين هذا الكتاب النفيس. لقد عاش العلامة الملا عبد الله الیزدي حوالي العشرين سنة الأخيرة من حياته في النجف الأشرف؛ أي من سنة 962 إلى 981 هـ٬ وهذه الفترة كانت من المراحل الصعبة في تاريخ الدولة الصفوية؛[21] إذ بالإضافة إلى أواخر العهد الصفوي فإنّه يحقّ لنا أن نطلق على هذه المرحلة بالمرحلة المضطربة. فقد هجم الأتراك العثمانيون على إيران ودمّروا العديد من المدن٬ حتى أنّ معاهدة الصلح المبرمة تضمّنت في أحد بنودها عدم إعمار المدن المدمرة مثل كرمانشاه. ناهيك عن أنّ شاه إيران أخذ ينزع إلى المذهب السنّي بسبب لؤم وخبث مير مخدوم الجرجاني. وابتداًء من سنة 940 هـ كُفّت يد الدولة الصفوية عن بغداد والعتبات المقدسة في العراق. وبدأت موجات الهجرة نحو الشرق والهند وذلك بسبب الطبيعة الوحشية والدموية للعثمانيين.[22]

بينما اختار الملا عبد الله اليزدي في هذا العصر الهجرة بعكس الاتجاه أي نحو الغرب الإسلامي٬ النجف الأشرف٬ أي المكان الذي يخضع لسيطرة العثمانيين. وهناك ظهر الملا عبد الله في هيئة سادن الحرم العلوي الشريف وتبوّء منصب حاكم المدينة٬ إلّا أنّه كان بصدد وضع اللبنات الأولى لصرح العقلانية الشامخ في هذه البقعة من الدولة العثمانية. ومن أولى خطواته في السنوات الأولى من قدومه إلى النجف الأشرف الخاضعة للسيطرة العثمانية تدوين كتاب منطقي عنوانه «الحاشية».[23] وفي ضوء الظروف التاريخية المارة الذكر والبيئة السائدة٬ ارتسمت الملامح الخاصة لـ«حاشية» الملا عبد الله لكي يشكّل موجة علمية لنشر المنطق والوحدة بين الدولتين المتنازعتين. وهذا البعد في «حاشية» الملا عبد الله إن لم يكن أهم من أبعاده الأخرى مثل شروحه العديدة أو كونه مقرّرًا دراسيًا في الحوزات٬ فإنّه يقينًا لا يقلّ أهمية عنها.

على أمل أن نستمدّ القوة والشجاعة من نظرته الثاقبة ورؤيته الحكمية في عصرنا الراهن٬ عصر المواجهة بين المادية الغربية والتكفيرية وبين التشيّع الأصيل٬ وأن نتمسّك بالثقلين وتجارب العلماء الشيعة٬ للسير بسفينة الثورة الإسلامية إلى شاطئ الأمان والحؤول دون غرقها في مستنقع فتن العصر.

 

المصادر:

* آشتیانی، السید جلال ‌الدین؛ نقدی بر تهافت الفلاسفۀ غزالی؛ قم: بوستان کتاب؛ ط.2؛ 1387.

* بافقی، رضا؛ تاریخ بافق؛ ج1؛ یزد: نیکو روش؛ ط. 3؛ 1380.

* بهار، محمد تقی؛ سبک‌شناسی؛ طهران: منشورات أمير كبير؛ ط. 8؛ 1384.

* خاتون ‌آبادی، السید عبد الحسین؛ وقایع السنین و الاعوام؛ طهران: اسلامیه؛ 1352.

* الخونساری، محمد؛ منطق صوری؛ طهران: آگاه؛ 1361.

* جان احمدی، فاطمه؛ تاریخ فرهنگ و تمدن اسلامی؛ قم: معارف؛ ط. 15؛ 1392.

* جغرافیای تاریخی سرزمین های خلافت شرقی، لسترنج، ترجمة: محمود عرفان، ص 331.

* شاملو، ولی قلی؛ قصص الخاقانی؛ ج2؛ طهران: وزارة الإرشاد؛ 1374.

* الشیرازی، صدر الدين؛ تفسیر القرآن الکریم؛ قم: منشورات بیدار؛ ط. 2؛ 1374.

* صائب، عبد الحمید؛ ابن ­تیمیة حیاته-عقائده؛ قم: مؤسسة دایرة ­المعارف؛ ط. 2؛ 1426 هـ.

* الصدر، السید حسن؛ الشیعة وفنون الاسلام؛ قم: مؤسسة السبطین (عليهما السلام)؛ 1427 هـ.

* العاملي، السید محسن الأمین؛ کشف الارتیاب؛ ترجمة: علي أکبر فائزی طهرانی؛ ج6؛ بدون تاريخ؛ بدون ناشر.

* عظیم عابدینی و محمد علی نجفی؛ غزالی در تراوزی نقد؛ قم: پونک شهر؛ 1394.

* الغزالی، أبو حامد؛ تهافت الفلاسفه؛ بیروت: دار الفکر؛ 2005 م.

* الفارابی، المنطقیات؛ تصحیح محمد تقی دانش‌پژوه؛ ج2؛ قم: مرعشی؛ 1409 هـ.

*--------؛ الالفاظ المستعمله فی المنطق؛ ترجمه: حسن ملک شاهی؛ طهران: سروش؛ ط. 2؛ 1388.

* فهرست کتاب‌های چاپ سنگی کتابخانۀ آستان حضرت معصومه (س)؛ قم: منشورات زائر؛ 1383.

* القفطی؛ تاریخ الحکماء للقفطی؛ مترجم: مجهول؛ طهران: منشورات الجامعة؛ 1371.

* کوربان، هنری؛ تاریخ فلسفه اسلامی؛ ترجمة: جواد طباطبائي؛ طهران: منشورات کویر؛ ط. 5؛ 1385.

* مطهری، مرتضی؛ آشنایی با علوم اسلامی؛ ج1، قم: منشورات صدرا؛ ط. 26، 1379.

* معلمی، حسن وآخرون؛ تاریخ فلسفه اسلامی؛ قم: المرکز العالمي للدراسات الإسلامية؛ 1385.

* الیزدي، الملا عبد الله؛ حاشیة الملا عبد الله؛ قم: مكتب المنشورات الإسلامیة؛  ط. 15؛ 1433هـ.

* نعمة، عبد الله؛ فلاسفه شیعه؛ ترجمة: سید جعفر غضبان؛ تبریز: منشورات ایران؛ 1347.

 

 

[1]. خريج السطح الثالث في الحوزة العلمیة بقم. رئيس قسم البحوث في معهد دراسات باقر العلوم (عليه السلام).

 

[2]. جان احمدی، فاطمه؛ تاریخ فرهنگ و تمدن اسلامی؛ صص31 و 32.

[3]. أنظر: الصدر، السید حسن؛ الشیعه و فنون الاسلام؛ ص57. (هذا الكتاب تلخيص لـ«تأسیس الشیعة الکرام لعلوم الإسلام» للعلامة السید حسن الصدر).

[4]. لسترنج؛ جغرافیای تاریخی سرزمین­های خلافت شرقی؛ ترجمة: محمود عرفان؛ ص 331.

[5]. بافقی، رضا؛ تاریخ بافق؛ ج1؛ صص 266 - 268.

[6].  الشیرازي، صدر الدين؛ تفسیر القرآن الکریم؛ ج 2؛ ص 361.

[7]. صائب، عبدالحمید؛ ابن­تیمیه حیاته-عقائده؛ صص76  و 77.

[8]. العاملي، السید محسن الأمین؛ کشف­الارتیاب؛ ترجمة: علي أکبر فائزی طهرانی؛ ج 6، ص 209.

[9]. عظیم عابدینی و محمد علی نجفی؛ غزالی در تراوزی نقد؛ ص 284.

[10]. الغزالی، أبو حامد؛ تهافت الفلاسفة؛ ص 47.

[11]. آشتیانی، السید جلال‌الدین؛ نقدی بر تهافت الفلاسفۀ غزالی؛ ص 25.

[12]. کوربان، هنری؛ تاریخ فلسفه اسلامی؛ ترجمة: جواد طباطبایی؛ صص 3 و 363.

[13]. معلمی، حسن وآخرون؛ تاریخ فلسفه اسلامی؛ ص 60.

[14]. الفارابی؛ الالفاظ المستعملة فی المنطق؛ ترجمة: حسن ملک شاهی؛ ص 130.

[15]. مطهری، مرتضی؛ آشنایی با علوم اسلامی؛ ج1، ص 25.

[16]. الفارابی، المنطقیات؛ تصحیح محمد تقی دانش بجوه؛ ج2؛ ص 22.

[17]. القفطی؛ تاریخ الحکماء للقفطی؛ مترجم: مجهول؛ ص 561.

[18]. مثلا أنظر: نعمة، عبد الله؛ فلاسفه شیعه؛ ترجمة: السید جعفر غضبان؛ ص 352.

[19]. فهرس كتب الطبعة الحجرية في مكتبة السيدة فاطمة المعصومة (عليها السلام)، صص 296 و 297.

[20]. شاملو، ولی قلی؛ قصص الخاقانی؛ ج 2؛ ص 94.

[21]. أنظر: خاتون ‌آبادی، السید عبد الحسین؛ وقایع السنین و الاعوام؛ صص 578 إلى 487.

[22]. بهار، محمد تقی؛ سبک‌شناسی؛ ج 3، ص 256.

[23]. دُوّن هذا الكتاب في سنة 967 هـ؛ أي بعد سنة واحدة من استشهاد الشهيد الثاني (رحمه الله)٬ على يد عملاء الدولة العثمانية.

الأستاذ المساعد الدكتورة أحلام مجلي الشبلي

أستاذة الفلسفة الإسلامية والمنطق في كلية الآداب جامعة الكوفة

 

تعد حاشية الملا عبدالله اليزدي في المنطق من اهم الحواشي التي جاءت لشرح وتوضيح مفردات ...

بقلم: رضا باذلي*

ترجمة: حسين صافي

ملخص:

يقسّم الحكماء المسلمون العلم الحصولي إلى تصوّر وتصديق٬ وكل منهما إلى بديهي ونظري. فالتصديق البديهي يطلق على مجموعة التصديقات والقضايا التي تحصل دونما حاجة ...

حاشية الملا وكتاب "الجوهر النضيد" للعلامة الحلي: دراسة مقارنة

بقلم: عبد الرضا عسکری وادقانی*

ترجمة: حسين صافي

ملخص:

العلامة الحلي أشهر علماء الشيعة في القرن الثامن الهجري٬ دوّن العديد من ...

«حاشية» الملا عبد الله و«المنطق» للعلامة المظفر

دراسة مقارنة

بقلم: محمد رشیدزاده*

ترجمة: حسين صافي

ملخص:

كتاب «الحاشیة» للملا عبد الله و «المنطق» للعلامة محمد رضا المظفر من بين المناهج الدراسية ...

 

بقلم: خلیل آقائی[1]

ترجمة: حسين صافي

ملخص:

قلم الكاتب مرآة تعكس صورة نفسه وخصوصية خصاله٬ ويصدق هذا على ما يرشح عن هذا القلم من تأليف وشرح وحاشية ويقدّم لنا جملة فوائد منها فهم المقاربة النقدية ...

 

"دراسة تحليلية"

بقلم: حسن عبدی­پور[1]

اصغر میرزاپور[2]

ترجمة: حسين صافي

ملخص:

لا شكّ في أنّ سيرورة الأبحاث التاريخية وتكوين الآراء بشأن نشأة التيارات والفرق الإسلامية والانشقاقات التي حدثت في ...

 

بقلم: عبدالرحیم شهریاری

ترجمة: حسين صافي

ملخص

العلّامة العارف بالله الملا عبد الله البهابادي اليزدي أحد العلماء الشيعة المتعدّدي المواهب والفنون. إذ كان في طليعة مجايليه وطارت شهرته في الآفاق ...

 

"الملا عبد الله الیزدي وآل الملالي"

بقلم: أحمد جنت امانی*

ترجمة: حسين صافي

 

ملخص:

آل «الملالي» لقب أطلق على أسرة الملا عبد الله البهابادي اليزدي٬ التي أنجبت على مدى ثلاثة قرون أي من أواخر ...

بقلم: محمدحسین متقیان[1]

ترجمة: حسين صافي

ملخص:

التوحيد هو المحور الذي تدور حوله تعاليم الإسلام وأهم رسالة في القرآن الكريم. ويتجلّى ذلك بوضوح في آيات القرآن والأحاديث٬ بحيث أنّ ثلث الآيات ذات صلة ...

"حاشیة على حاشية الشرح الجديد للتجريد"

تجليات الكلام والحكمة البرهانية عند العلامة عبد الله البهابادي

 

بقلم: عبدالرحیم شهریاری

ترجمة: حسين صافي

ملخص:

يتناول المقال بالبحث والتمحيص كتاب حاشية ...

بقلم: الدكتور حسن عبدي پور

ترجمة: حسين صافي

 

ملخص

 

في هذا المقال نحاول بالاستعانة بأسلوب التحليل المفهومي النظري للمصطلح العلمي «استراتيجية» و«أصول عملية اختيار الاستراتيجية» في إطار الفكر ...

 

 

معارف الرجال

نویسنده    محمد حرزالدین

تاریخ نگارش    قرن چهاردهم

موضوع   تراجم

زبان عربی

مجموعه   ۳ جلدی

اطلاعات نشر

ناشر کتابخانه آیت الله مرعشی نجفی

تاریخ نشر ۱۳۶۵ق

 

مَعارِفُ ...

بقلم: رضا عیسی نیا[1]

ترجمة: حسين صافي

ملخص

تتنازعنا ثلاثة أحاسيس٬ الإحساس بالماضي٬ والإحساس بالراهن٬ والإحساس بالمستقبل٬ ولكن٬ أيّ ضرورة تجعلنا أن نتّخذ من الإحساس بالراهن نقطة شروع٬ في وقت يحلّق ...

الدكتور حسن عبدي پور

تاريخ الحضرة العلوية المطهرة

يُعزى شرف مدينة النجف الأشرف وقدسيتها إلى وجود الحرم الطاهر لمولى المتّقين الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) فيها٬ وكان الإمام (ع) ...

موقع القضية الطبيعية من منظار الملا عبد الله اليزدي

بقلم: محمد حسین ایراندوست*

ترجمة: حسين صافي

ملخص

من المعروف أنّ «القضية الطبيعية» هي إحدى الأقسام الأربعة للقضية الحملية باعتبار الموضوع. صدور ...

علی عباس‌پور*

ترجمة: حسين صافي

ملخص

لعلم التفسير مكانة فريدة ليست لأيٍّ من العلوم الإسلامية٬ والإحاطة بمفاهيم القرآن تطلّبت ظهور علوم أولية مثل علم الصرف والنحو والقراءة والبلاغة (المعاني والبيان ...

 

أمیرحسین عرفانی

ترجمة: حسين صافي

ملخص:

ما فتئ العصر الصفوي منذ القدم وحتى اليوم عرضة لسهام نقد العديد من الكتّاب في الداخل والمستشرقين الأجانب في الخارج٬ وطُرحت آراء وعقائد مختلفة فيما يخصّ ...

المنهج التفسيري للملا عبد الله البهابادي اليزدي

"تفسير درة المعاني في تفسير السورة والفاتحة نموذجًا"

إبراهیم حسن‌ پور*

أصغر میرزاپور**

ترجمة: حسين صافي

ملخص:

الملا نجم‌ الدین عبد الله‌ بن ‌شهاب ...

عظیم عابدینی*

حبیب ‌الله یوسفی**

حسن عبدی بور***

ترجمة: حسين صافي

ملخص

يضمّ التراث العلمي للمفسر الکبیر والفیلسوف الشهیر العلامة الملا عبد الله البهابادي اليزدي مصنّفات في علم التفسير. وذلك ...

 

نبذة:

عاش الحکيم البهابادي اليزدي في عصر الحکومة الصفوية، و إذا أردنا تحليل دور الفکر المهدوي في التحولات الثقافية في عصره يحتاج ذلک إلى تسليط الضوء على الأجواء الفکرية و الثقافية السائدة في ...

«التحشية» و تأثیرها على ازدهار علوم المسلمين

(مع التأکيد على مصنفات الملا عبد الله البهابادي)

محمد تقی ربانی

يتمحور المقال حول موضوع جهود العلماء المسلمين في التحشية على آثار السلف، حيث يبين ...

ابراهیم ابراهیمی

نبذة:

«ارشادالاذهان فی احکام الایمان» واحد من المصادر الفقهية المعتبرة التي کتبت حوله حواشي و شروح کثيرة، منها حاشية العلامة الملا عبد الله البهابادي. و هي حاشیة محض استدلالیة یحتل ...

 

رشید زاده

نبذة:

تعتبر «حاشیة» الملا عبد الله البهابادي الیزدي و «المنطق» للشیخ المظفر من بین المناهج الحوزویة لدراسة علم المنطق و لطالما کان هذان المصدران محط اهتمام طلبة العلوم الدینیة و ...

 

 

علی عباس­پور

نبذة:

یحتاج علم التفسیر إلی بعض العلوم التمهیدیة مثل علم النحو و الصرف و القراءة و البلاغة (المعاني، البیان، البدیع) و ذلک من أجل فهم ظاهر القرآن، لأنّ الشیعة تعتقد بأنّ القرآن ...

نبذة:

کان فنّ تدوین التراجم شائعاً في تاریخ الحضارة الإسلامیة لا سیّما في القرون المتأخرة. لقد تکلّم کتّاب التراجم عن معاصریهم و متقدمیهم بحسب طبیعة نظرتهم العلمیة و الظروف التاریخیة الخاصة. یعدّ ...

نبذة:

الکتابة هي انعکاس لشخصیة الکاتب و خصاله، و تنطبق هذه المقولة علی الکتب المستقلة و علی التحشیات و الشروح سواء بسواء، و تعود علینا بفوائد من قبیل فهم رؤیة نقدیة خاصة أو مقبولیة شارح أو محشي ...

 عبدالله پور رضا

نبذة:

العلامة الملا عبد الله البهابادي الیزدي من کبار علماء الشیعة المشهورین في القرن العاشر الهجري و من الضروري القیام بأعمال کثیرة للتعریف بهذه الشخصیة و تکریمها.

عاصر المترجم ...

مریم صمدی

نبذة:

الحديث هو تراث المعصومين (عليهم السلام) و هو إلى جانب القرآن و العقل من المصادر الأولية المعتمدة من قبل العلماء في تفسير الأحکام و کذلک تصحيح العقائد و الأخلاق.

حجت الاسلام و المسلمین بشکانی

لا تخفى على أحد الأهمية التي يوليها الدين الإسلامي الحنيف و المذهب الشيعي للعقلانية و الفکر الاستدلالي. کان لهذا التيار حضور قوي في إيران و لدى الشيعة و قد مرّ بمراحل ...

حسین الأهوازی

ظل کتاب المنطق في «الشفاء» لابن سينا على مر التاريخ موضع اهتمام الشراح من الفريقين. و عدا الشفاء، استحوذت حاشية الملا عبد الله أیضاً في القرون الأخيرة على اهتمام شراح أهل السنّنة و ...

TPL_BACKTOTOP