الولادة والدراسة

ولد ملا نجم الدين عبد الله بن شهاب الدين حسين البهابادي اليزدي في بداية القرن العاشر للهجرة في مدينة بهاباد كان والده شهاب الدين من متديني مدينة بهاباد وكان يتمتع بمكانة ومقام خاص.[1]  تلقى الملا عبد الله الدراسة الابتدائية في مسقط رأسه وبعدها سافر إلى المدن الإسلامية كـ شيراز وأصفهان لتلقي العلوم الدينية.[2] أقام في مدينة شيراز في مدرسة الصدرية المنصورية وتلقى المعارف والعلوم هناك.[3] فعندما كان ملا عبد الله يتلقى العلوم، قام بالتدريس في المدرسة المنصورية وقام بتربية تلاميذ له.[4] أقام آخوند لفترة في النجف الاشرف بجوار المرقد المطهر للإمام الأول للشيعة أمير المؤمنين عليه السلام بالتدريس والبحث٬ ومن ثمرات هذه الإقامة كتابة الحاشية الشهيرة على كتاب تهذيب المنطق لصاحبه سعد الدين التفتازاني.

أساتذة الملا عبد الله البهابادي اليزدي وتلامذته (رحمه الله)

يمكن الإشارة إذا ما أردنا الحديث عن أساتذة ملا عبد الله إلى أمير غياث الدين منصور الشيرازي وجمال الدين محمود الشيرازي. وبعد تلقى العلوم والفنون الكثيرة أصبح علامة دهره. كان الملا عبد الله قد عمل في التدريس لفترة طويلة. في تلك الفترة تربى الكثير من المفكرين في تلك الآونة في مدرسته، ومنهم يمكن الإشارة إلى الشيخ البهائي والشيخ حسن بن زين الدين بن علي بن احمد العاملي الشهير بجمال الدين وسيد محمد الشهير بشمس الدين.

الملا عبد الله والحكومة الصفوية

ان ملوك الصفويين ولأسباب دينية وسياسية مختلفة وبسبب المصالح الحكومية، كانوا يستفسرون علماء الدين في مختلف القضايا فضلا عن احترامهم وتقديسهم. هذا الاحترام والتقديس كان يأتي غالبا للحفاظ على مكانتهم وبغية التمتع بدعمهم ودعم المجتمع الشيعي إذ كان يأتي العلماء والفقهاء على رأس المجتمع. من جهة أخرى كان العلماء يستفيدون من هذه المكانة لنشر المدرسة الشيعية ونفوذها. في الحقيقة إن علاقتهم بملوك الصفوية كان له الدور الذي لا يمكن تجاهله في نشر التشيع ونفوذه إذ خرج التشيع في هذه الفترة من الانطواء والعزلة ومن خلال الاعتراف بالمذهب الشيعي أصبحت الفرصة مؤاتيه لنشر وتبليغ الأفكار الشيعية بشكل كبير. وقدم علماء وكبار منهم المحقق الثاني والشيخ البهائي والعلامة المجلسي الكبير بغية توجيه سياسات البلاط الصفوي نحو نشر الشيعة، خدمات لا مثيل لها للإسلام والتشيع. تولى الآخوند من قبل السلاطين الصفويين منصب رئيس خزانة الحرم الشريف للإمام علي عليه السلام وبعد وفاته تولى أبناءه هذا المنصب.

خطأ المؤرخين

في بعض المراجع كتبت نسبة الملا عبد الله البهابادي خطأ "شهابادي". يبدو أن الخطأ الأول في ذكر موطن الملا عبد الله أدى إلى نقله على يد أصحاب التراجم والتواريخ الآخرين. بينما لم تكن في مدينة يزد ناحية أو مدينة تسمى شهاباد.[5] يمكن اعتبار السبب في ذكر الاسم الصحيح لبهاباد وعدم المعرفة التاريخية بالمكان هو السبب في هذا الخطأ غير المقصود. إن الملا عبد الله يعرف نفسه في بعض العبارات باسم نجم بن شهاب عبد الله بهابادي.[6]

النهاية الحزينة

رحل الآخوند الملا عبد الله البهابادي عن الدنيا بعد عمر أفضاه في الجهاد العلمي والسعي في سبيل العلم والتعليم في عام 981 للهجرة القمرية ونهاية حكومة شاه طهماسب الصفوي.[7] يوجد في بهاباد مسقط رأس الآخوند مقام متبرك يعرف بمزار الملا عبد الله البهابادي اليزدي رحمه الله صاحب الحاشية الشهيرة والمنسوبة له.[8] هذه البقعة تعد مزارا للعوام والخواص ومحل اهتمام أهالي بهاباد والمناطق الأطراف الأخرى. تنقل كرامات حول صاحب المزار. إن مقام الآخوند الملا عبد الله يقع في منطقة كانت جزءا من ممتلكات والد هذا العالم الشهير، كما يقال.[9] ان الدعاء الذي كتبه الآخوند الملا عبد الله في نهاية إحدى الحواشي هو التالي: والحمد لله على توفيق الإتمام والسلام على سيد الأنام وعترته ذي الكرام.

 

 

[1] . بافقی، محمد مفید، جامع مفیدی، به كوشش ایرج افشار، ج سوّم، تهران انتشارات كتابفروشی اسدی، ص331.

[2] . حسینی مازندرانی، سید مصطفی، شرح نفیس حاشیه ملاعبدالله، چاپ چهارم، ج اوّل، قم كتابفروشی طباطبایی 1343 شمسی

[3] . افندی، میرزا عبدالله، ریاض العلماء، ج3، ص 191

[4] . آخوند ملاعبدالله بهابادی صاحب حاشیه، احمد ترحمّی بهابادی، 1374، انتشارات بهاباد

[5] . فرهنگ آبادیها دكتر محمد حسین پاپلی یزدی، انتشارات آستان قدس رضوی؛ فرهنگ جغرافیای ایران، انتشارات جغرافیای ستاد ارتش؛ فرهنگ آبادیهای ایران، نوشته دكتر لطف الله مفخم.

[6] . ریحانة الادب، میرزا محمد علی مدرس،چاپ دوّم، ج 6، تبریز چاپخانه شفق بی تا، ص 390

[7] . آخوند ملاعبدالله بهابادی صاحب حاشیه، احمد ترحمّی، ص 108

[8] . یادگارهای یزد،ج 1، ص 195

[9] . آخوند ملاعبدالله بهابادی (صاحب حاشیه)، احمد ترحمّی، ص 111

 

TPL_BACKTOTOP