بقلم: رضا عیسی نیا[1]

ترجمة: حسين صافي

ملخص

تتنازعنا ثلاثة أحاسيس٬ الإحساس بالماضي٬ والإحساس بالراهن٬ والإحساس بالمستقبل٬ ولكن٬ أيّ ضرورة تجعلنا أن نتّخذ من الإحساس بالراهن نقطة شروع٬ في وقت يحلّق بنا الإحساس بالماضي إلى أعماق تاريخ الدولة الصفوية وبالتحديد عصر الشاه طهماسب٬ لنتحدّث عن عالمٍ ومفكر من طراز الملا عبد الله البهابادي٬ أفهل يكتنه هذا الرجل سرّ حياتنا الطيبة؟ أم هل يعلم سرّ تطوّر حياتنا فصار لزامًا علينا أن نتعلّم منه؟ هل يتسنّى لحياتنا أن تنهض كما العنقاء من تحت رماده؟ ما الذي يحفّزنا على تجشّم عناء رحلة في سُدُف التاريخ تمتد إلى خمسة قرون إلى الوراء أي في القرن العاشر الهجري̸ القرن السادس عشر الميلادي لنعرف ونعرّف بالأصوات المدفونة فيه؟ ما السبب وراء إحياء تلك الأصوات؟ مبدئيًا٬ هل يمكن  لهذه الأجواء والأماكن بما تنطوي عليه من فكر متشابك ومعقّد أن تضحى قضيتنا الراهنة؟ وعلى امتداد هذه القضية يبرز أمامنا سؤال جوهري هو: ما هي الأوضاع التي عاش في كنفها الملا عبد الله البهابادي٬ وأيّ تحوّل فكري – سياسي أحدثه؟ آثرنا في بحثنا هذا أن نتناول بأسلوب ظاهراتي (فنومنولوجي) فرضية أنّ صاحبنا خلال معاصرته لأربعة أوضاع (أوضاع أوروبا٬ أوضاع مدرسة شيراز الفلسفية٬ أوضاع المدرسة الأخبارية٬ والأوضاع الأمنية) سعى إلى حلّ المشاكل عبر فكرة تماثل الدين والسياسة من جهة٬ وتلازم العقل والشريعة من جهة ثانية٬ ومن نتائج البحث أنّ المرحوم البهابادي اليزدي كان عالِمَ المنقول والمعقول٬ وتبوّء منصب أمين خزانة الضريح الطاهر للإمام أمير المؤمنين (عليه السلام). بعبارة أخرى٬ إنّ نموذج الحياة الفكرية – السياسية للملا عبد الله البهابادي ذو مقاربة مركّبة من ثنائيات (الجزئي والكلي٬ والذهني والعيني٬ والعقلي والنقلي٬ والعرفاني والفلسفي)٬ أو٬ قل إن شئت٬ إنّه نموذج عقلي٬ نقلي٬ ديني – سياسي٬ أحد مؤشراته تولّيه منصب خازن الحضرة العلوية المطهرة وتبوّئه منصب حاكم النجف الأشرف٬ وكذلك تصنيفه لمصنّفاته العشرين.

مقدمة: عموميات وتمهيدات نظرية

1-     عرض الموضوع٬ الأسلوب المختار

لقد عمل رجال الدين الشيعة منذ شروع عصر الفقاهة حتى اليوم٬ أي على مرّ عشرة قرون٬ بمستويات مختلفة٬ وحافظت هذه الفئة على وجودها كطبقة أو كشريحة على مدى ألف عام٬ شكّلت أربعة قرون منها مرحلة عدم التقية٬ بينما وُسمت القرون الستّة التالية بشعار التقية عاشتها بين مطاردة وسجون٬ ونضال ضدّ حكام الجور والظلم٬ فكان رجال الدين الشيعة بحقّ عونًا وحصنًا للشعوب المغلوبة والمستضعفة٬ وإذا تجاوزنا القلّة القليلة من وعّاظ السلاطين الذين جرّتهم أطماعهم الدنيوية إلى موائد حكّام الجور وكانوا عونًا لهم بالقول والفعل٬ فإنّ أغلبهم أحاط نفسه بجدار التقوى والورع٬ وواصل من موقعه الجهاد والنضال ضد الظلم والاضطهاد٬ ولم يُحسب على السلطة والبلاط٬ حتى وإن انخرط أحيانًا في جهاز الحكم٬ لكنّه لم يتخلّ عن دعمه ومساندته للطبقة المظلومة والمستضعفة في المجتمع٬ ولم يصبح عونًا وسندًا للحكام الظالمين.

عندما ننظر إلى صفحة من صفحات تاريخ رجال الدين الشيعة (أعني تاريخ هذه الطبقة في العصر الصفوي)

يتجلّى لنا دورهم المتألّق في صنع أمواج خاصة في هذا العصر كما في العصور السابقة٬ إذ يبرز أمامنا علماء عظام ساهموا في صنع تلك الأمواج من بينهم الملا عبد الله البهابادي المعروف بصاحب الحاشية في المنطق٬ الذي لم يذكر التاريخ سنة ولادته٬ لكنّه سجّل سنة وفاته وهي 981هـ. على أيّ حال٬ إنّنا بإزاء سيرة رجل عاش قبل خمسة قرون تقريبًا٬ ويثير هذا السؤال: ما الداعي للرجوع إلى عصر هذا العالم الجليل وإلقاء الضوء على أفكاره ومواقفه وسيرته٬ هل لأنّ قضاياه وموضوعاته هي قضايانا وموضوعات عصرنا؟ هل عندما ننعته بالمعاصر نعني أنّه تجمعنا وإيّاه لغة مشتركة[2]؟ هل لأفكاره القدرة والقابلية على تقديم الحلول للمشاكل الاجتماعية والسياسية٬ بل سائر مشاكلنا ومسائلنا المستحدثة؟ عن أيّ شيء فيه نريد أن نتحدّث ولماذا؟ هل نريد بتكريمنا لهذه الشخصية التفاخر برموزنا الوطنية والقومية على غرار تقاليد العرب في الجاهلية؟ أم تتملكنا رغبة بالتميّز لكي نقول لهذا الفريق الغربي أو ذاك الفريق الشرقي أو إحدى الدول المجاورة أنّنا الأرقى والأسمى بفضل حسبنا ونسبنا ومفاخرنا التي تفتقدونها٬ تمامًا كما كان العربي في الجاهلية يستعرض مفاخر قبيلته ويتباهى بحسبه ونسبه أمام القبائل الأخرى٬ بل كان يفاخر حتى بالأموات من قبيلته فأنزل الله تعالى في ذمّ تلك العادات في الآيتين 1و2 من سورة التكاثر في القرآن «أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ»؟! جوابنا على هذه الأسئلة٬ كلا وحاشا أن نتمثّل هذه التقاليد والعادات الجاهلية٬ سواء أكانت الجاهلية القديمة أم الجاهلية المعاصرة، بل مرادنا من تكريم هذا العالم متعدّد المواهب[3] وهذه الشخصية الفذة في مجال العلم والعمل أن نتعلّم منه الجمع بين العدوتين٬ أعني عدوة الأبحاث في المنقولات وعدوة الأبحاث في المعقولات٬ وأن نعقد مصالحة بينهما٬ ولا نعطّل أيًّا منهما٬ وبعيدًا عن اللامعيارية٬ نجعل الراهن نقطة شروعنا للانطلاق نحو عصره٬ أعني نحو فضائه الفكري وحياته الشخصية والاجتماعية٬ والإصغاء إلى أصوات عصره المدفونة فنصنع حاضرنا لنحكم على المستقبل٬ ففي رحبة فضاء العقود الأربعة من التاريخ السياسي للملا عبد الله الذي تزامن مع عهد الشاه طهماسب الصفوي٬ سُمعت أصوات ووقعت أحداث (داخل إيران وخارجها)٬ سُمعت خلال صمت المجتمع الإيراني (صمته الفكري والسلوكي) ثم خفتت مع استمرار هذا الصمت٬ وعلى الرغم من أنّ صوت الموجة التالية حلّ مباشرةً محلّ الموجة السابقة٬ إلّا أنّ أصوات الموجة الأولى خفتت في ثنايا صمت المجتمع وصخب الموجات اللاحقة. من هنا فإنّ رسالة كاتب المقال تتلخّص في الكشف عن هذا الصمت٬ والتعويض عن هذا الضياع باسترجاع صوت الماضي٬ ليتناول الحضور الفاعل للأمر الغائب٬ على حدّ تعبير بول فاليري٬ ولا سبيل إلى ذلك سوى الاستعانة بالأسلوب الظاهراتي الذي يمنحنا هذه القدرة والنظرة بأنّ التاريخ لا يتعاطى إلّا مع الحوادث (events) فهي تكتسب معناها في إطار "الزمان العيني" والفيزيقي٬ بينما يتعاطى الظاهراتي مع الزمان الداخلي ولا شأن له بالزمان العيني[4] ليتسنّى له الاهتمام بالتاريخ بدلًا من التسلسل التاريخي للحوادث (الكرونولوجيا)٬ لذا٬ بمقدورنا أن نزعم أنّه من خلال الدراسة الظاهراتية الفنومنولوجية للتاريخ السياسي للملا عبد الله البهابادي اليزدي يمكن أن نحقّق هدفين في آنٍ معًا٬ الأول٬ الإحاطة بتاريخ وعيه أو تفكيره٬ والثاني "أن نتأمّل وضعنا"٬ بمعنى٬ أنّ دراستنا للتاريخ تمكّننا من تحويل نقاط ضعفه إلى نقاط قوة[5]. لأنّ المقاربة الظاهراتية٬ كما قلنا٬ تعني التعاطي غير الثيولوجي وغير الأيديولوجي مع تاريخ علماء الشيعة[6]. وفي ضوء الملاحظات التي تقدّم ذكرها٬ يمكن تحديد الأهداف والضرورات التي يسعى هذا البحث إلى تحقيقها على النحو التالي:

2-     هدف البحث وضرورته:

  • يمارس رجال الدين من جهات عدّة دورًا حيويًا في المجتمع٬ الأمر الذي يقتضي أن يكون لهم تاريخ مدوّن في مجال السياسة٬ ويتسنّى ذلك من طرق عدّة منها إنجاز بحوث مستقلة عن فكر العلماء.
  • المبادرة إلى تحليل النشاطات السياسية لرجال الدين الشيعة (الملا عبد الله البهابادي) في العقود الأربعة لحكومة الشاه طهماسب الصفوي يعني ملء المساحة الفارغة في التاريخ السياسي لرجال الدين.
  • ومن باب الضرورة يمكن القول؛ على الرغم من أنّ رجال الدين الشيعة كانوا برمّتهم٬ عدا استثناءات قليلة ومرحلية٬ في قلب الحوادث٬ وكانوا يولون قضية تهذيب النفس وتزكيتها والتعليم والتعلّم أهمية خاصة٬ لذا فالاهتمام بالسيرة المعنوية للملا عبد الله البهابادي اليزدي يمكن أن يصبح محطّ انتباهنا٬ وهو الذي في عين انخراطه في المنهج العقلاني٬ كان يولي المعنوية والروحانية أهمية وقيمة كبيرة٬ إذ يمكن أن نلمس هذه النقطة٬ على حدّ تعبير آية الله بشير النجفي٬ من خلال مطالعة مصنّفاته٬[7]  وبالنسبة لضرورات إضاءة سيرة هذا العالم الجليل ونظرائه نذكر على سبيل المثال: 1- الوقوف على سيرته المعنوية واستلهام العبر والدروس منها (مثلًا في باب الزهد والورع)،2- الاستفادة من منهجه في تعلّم العلوم الحوزوية٬ لكونه كان ملمًّا بالعلوم النقلية والعقلية.(مثلاً عن إحاطته بعلم الفقه٬ كتب الملا أمين أحمد الرازي في كتابه «هفت إقليم» ما يلي: لقد بلغ مولانا عبد الله الغاية في فن علم الفقه٬ حتى أنّه كان يقول لو أنّي أركّز جهدي على هذا العلم٬ لاستدللت لمسائله٬ بتوفيق الله تعالى٬ بالبراهين والأدلة العقلية بحيث لا أبقي مجالًا لأيّ شك أو شبهة[8].) 3- في تأليف وتدوين الكتب 4- على صعيد العلم والعمل؛ فقد كان الملا عبد الله البهابادي قدوة وأحد مفاخر الحوزات العلمية الشيعية٬ ومن ذخائرها الفكرية والمعنوية٬ فبالإضافة إلى دوره الفاعل في ميادين العلم والمعرفة٬ وتبوّئه لموقعه ضمن فقهاء الصف الأول حيث ذكره محمد حسن المدرسي في كتاب مشاهير وطبقات فقهاء الإسلام ضمن فقهاء القرن العاشر٬[9] كان له حضور جاد في ميدان العمل أيضًا٬ من خلال نشاطاته وخدماته العلمية والاجتماعية والدينية٬ حتى قال عنه أحدهم أنّه كان منخرطًا في النشاطات السياسية أيضًا٬[10] ففي الوقت الذي كان يتولّى مسؤولية خزانة الحضرة المطهرة للإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) كان يتبوّء منصب حاكم النجف الأشرف.[11]

3-     سابقة البحث

حول سابقة البحث يمكن القول أنّ المصادر التي تناولت دور رجال الدين الشيعة في التحولات الفكرية والسياسية للمجتمع الإيراني ليست قليلة٬ إلّا أنّنا لم نجد كتابًا أو مقالة تتحدّث عن الفكر السياسي للملا عبد الله البهابادي أو تقدّم معلومات عنه٬ ما خلا بعض فقرات وجيزة ومقتضبة جدًا في ثنايا بعض الكتب التي تتناول أوضاع عصر الملا عبد الله البهابادي٬ لهذا قام كاتب المقال ببحث دقيق في بعض النصوص المنشورة من قبيل الخطابات والمذكرات وتسجيل الوقائع والسِيَر والتراجم والبيانات والتراث العلمي للملا عبد الله٬ واقتطف منها بعض الموضوعات والفقرات لأجل فهرسة البيانات وصولًا إلى تدوين هذا المقال. لذا يندرج تدوين مثل هذا النمط من المقالات حول الملا عبد الله اليزدي ضمن الأعمال الإبداعية.

4-     تنظيم أو بيان محاور المقال

منذ سقوط الإمبراطورية الساسانية أي 900 سنة قبل قيام الدولة الصفوية٬ لم تكن لإيران حكومة شيعية مركزية قوية٬ على الرغم من قيام بعض الحكومات الشيعية المحلية تحت ظلّ الخلافة الإسلامية مثل دولة الحمدانيين (317 ـ 399هـ) في حلب والموصل٬ ودولة آل مرداس (414 ـ 472 هـ) في حلب٬ ودولة آل عمار (462 ـ 502 هـ) في طرابلس٬ والشيعة في منطقة الشامات في عصر دولة المماليك٬ حيث دوّن الشهيد الأول لدولة السربدارية في سبزوار بإيران القانون الأساسي أو دستور الدولة٬ بيد أنّ المجتمع الشيعي شهد قيام أول دولة شيعية رسمية في الفترة من 907 هـ إلی 1135 هـ / 1501- 1732 م) ممثّلةً في الدولة الصفوية التي تعاقب على حكمها أحد عشر ملكًا من الملوك الصفويين[12](بدءًا بالشاه إسماعيل، ثم خلفه الشاه طهماسب، والشاه إسماعیل الثاني، والسلطان محمد خدا بنده، والشاه عباس الأول، والشاه صفي، والشاه عباس الثاني، والشاه سلیمان، والشاه سلطان حسین (الذي أطيح به في حملة الأفغان)، والشاه طهماسب الثاني) واستمرّ حكم هذه السلالة في إيران 235 سنة؛ ومن حيث أنّ بحثنا يختصّ بفترة حكم الشاه طهماسب (حكم من 930-984 هـ)، ثاني ملوك السلالة الصفوية٬ فقد كان له اهتمام خاص بتعزيز جوانب شريعة المذهب الشيعي الإثني عشري٬ ولم يُلق بالًا لمسائل الغلو والتصوّف٬ وفي عصره بلغ نفوذ العلماء (ومنهم الملا عبد الله البهابادي اليزدي) ذروته٬[13]لقد خلف الشاه طهماسب أباه الشاه إسماعيل في حكم البلاد ولمّا يبلغ العاشرة من عمره٬ فكان عرضة لضغوط من ثلاث نواحي: أ) من لاعِبَيْن خارِجيَّيْن أعني الأوزبك في الشرق والعثمانيين في الغرب؛ فخاض حروبًا مستمرة مع الأوزبك في خراسان كما كان والده الشاه إسماعيل. ب) على التخوم الغربية وبالتحديد في بغداد خاض صراعًا مع العثمانيين في سنة 935هـ  بقيادة السلطان العثماني سليمان القانوني الذي قاد جيشًا جرارًا قوامه مئة ألف مقاتل أراد به غزو إيران في وقت كان الشاه طهماسب منشغلًا بحربه مع الأوزبك في خراسان وهرات٬ ما اضطرّه إلى التوجّه من خراسان إلى أذربيجان٬ ومع ذلك لم يتسنّ له أن يجهّز جيشًا يستطيع به مواجهة العثمانيين٬ لا بل إنّ عددًا كبيرًا من قواته قد تخلّوا عنه عند حدود قزوين بحيث لم يصمد معه سوى سبعة آلاف عنصر٬ فلجأ الشاه طهماسب إلى تكتيك حربي تمثّل في عدم الاصطدام بالجيش العثماني٬ فعاد الأخير أدراجه إلى تركيا لشدّة البرد القارس في أذربيجان ولم تقع أيّ حرب بين الطرفين وكفى الله المؤمنين شرّ القتال. ج: كما شهدت فترة حكم الشاه طهماسب تكالب اللاعبين الإيرانيين عليه في داخل إيران الذين أشعلوا فتيل الحرب الأهلية٬ فبقي لعقد كامل يواجه الصراعات الداخلية التي كان يقف وراءها القزلباش ]بالعثمانية التركية وتعني ذو الرؤوس الحمراء وهي مجموعة من الجنود الشيعة الذين عيّنتهم الدولة الصفوية في منتصف القرن الخامس عشر الميلادي.[[14]في ضوء ما تقدّم من ملاحظات٬ ونظرًا لتقارن فترة الـ54 سنة من حكم الشاه طهماسب مع حياة الملا عبد الله البهابادي اليزدي٬ نقول: هو الملا نجم الدين عبد الله بن شهاب الدين الحسيني البهابادي اليزدي تولّد في بهاباد من توابع يزد في أوائل القرن العاشر الهجري٬ والده شهاب الدين عُرف بتديّنه وورعه في بهاباد٬ وكان ميسور الحال.[15] عاش الملا عبد الله في المدن التالية بحسب الترتيب: یزد، شیراز، أصفهان والنجف الأشرف٬ فبعد دراسته الأولية في مسقط رأسه٬ سافر إلى شيراز وأصفهان٬ وفي شيراز كان يقيم في المدرسة الصدرية المنصورية٬[16] فنهل من نمير علوم أساتذة كبار نظير أمير غياث الدين منصور دشتكي الشيرازي٬[17]لكنّه غادر المدينة بعد حين جاعلًا وجهته هذه المرة النجف الأشرف بسبب الأوضاع والظروف الخاصة التي عاشها وبالتحديد المعاملة الفظة التي كان يُعامل بها الخائضون في العلوم العقلية.[18] ولأجل الوقوف عن كثب على مكانة الملا عبد الله البهابادي اليزدي٬ وطبيعة المناخ الاجتماعي والسياسي الذي كان يحيا في كنفه٬ وتصانيفه الفكرية التي ألّفها طيلة فترة إقامته في المدينة٬ ومسيرة شهرته وبروزه٬ سوف نلقي الضوء على المحاور أدناه 1- الملا عبد الله والأوضاع الاجتماعية والسياسية في أوروبا 2- الملا عبد الله ومدرسة شيراز الفلسفية، 3- الملا عبد الله والمدرسة الأخبارية في العصر الصفوي 4-الملا عبد الله والأجواء الأمنية في إيران في عهد الشاه طهماسب.

1-     الملا عبد الله والأوضاع الاجتماعية والسياسية في أوروبا (1531-1597م)

للخوض في هذا الموضوع تبرز أمامنا عدّة أسئلة: ما هي طبيعة الأوضاع والتحولات التي كانت سائدة في أوروبا أثناء حياة الملا عبد الله البهابادي (937 هـ̸ 1531 م)؟ هل كان للوقائع والحوادث في سائر بلدان العالم تأثير على إيران في عصر الملا عبد الله أم إنّ هذا البلد كان بمأمنٍ من أيّ تأثير؟ ما موقع وأهمية أفكاره في تلك الفترة؟ للإجابة على هذه الأسئلة نعرض بشكل سريع لبعض الوقائع التي حدثت في أوربا.

أ: تزامن عصر الدولة الصفوية في إيران مع شروع عصر النهضة في أوروبا٬ وهو العصر الذي غلب على أذهان بعض المفكرين والشعوب الأوروبية بأنّ كل سلطة مدعاة للفساد٬ والسبيل الوحيد للتأكد من سعي القوانين لتحقيق الخير العام هو أن يصبح جميع المواطنين مسؤولين عن شؤونهم العامة، بينما كان التصوّر العام في أذهان الناس (في التصوّر والتصديق) في العصر الصفوي وخاصة في عصر الشاه إسماعيل والشاه طهماسب الصفوي أنّ سلطة الملك كلّها خير ولا شيء سوى ذلك٬ فالأخبار الواردة عن ذلك العصر تفيد بأنّ طاعة الناس للسلطة بلغت درجة عظيمة٬ بحيث يروي لنا التاريخ أنّه عندما أراد الشاه إسماعيل الصفوي أن يُظهر لمبعوث الدولة العثمانية مدى ولاء شعبه له٬ أمر بعض رعيت أن يلقوا بأنفسهم من فوق سطح القصر٬ ففعلوا ما أمرهم به ولم يكفّوا حتى منعهم الشاه عن ذلك. نعم٬ تزامن عصر الملا عبد الله مع عصر النهضة حيث كان مفهوم المواطنة الفعالة في الجمهورية في الدولة- المدينة الإيطالية يشكّل هاجسًا مهمًا٬[19] وكان المواطنون يمارسون حقهم في المشاركة في إدارة شؤونهم المشتركة٬ بينما في إيران ذلك العصر كانت مفاهيم الرعية والعبودية والطاعة أمورًا عادية.

ب: لقد دخلت النهضة إلى مجالات حياة الشعوب الغربية الأوروبية كافة٬ وانعكست في التطور الفني والأدبي والسياسي والاجتماعي٬ وظهر في هذا العصر مفكرون وفلاسفة سعوا بمختلف الطرق فصل مدينة الأرض عن مدينة الله٬ أو بعبارة أوضح٬ فصل العقل عن الوحي٬ من بينهم إيراسموس الذي أكّد في كتابه «في مديح الحماقة»[20] على عجز العقل عن إدراك  قضايا ما وراء الطبيعة٬ والتأكيد على الحالة العرفانية. فيلسوف آخر بذل مساعي في هذا المجال وله مراسلات مع إيراسموس وربطته به علاقة صداقة، أعني لوفور دوتابل (1455- 1536م)٬ الفيلسوف الفرنسي المتخصص في اللاهوت وأول من قدّم للمجتمع ترجمة للإنجيل وأعمال أرسطو. الشخص الثالث الذي يمكن ذكره في هذا السياق ميكافيللي الذي أصدر كتابه الشهير الأمير في سنة 1513م الذي يعدّ الإنجيل السياسي في العصر الحديث٬ وقد عاصر مرحلة انتقال الثقافة والحضارة الغربيتين من العصر القديم إلى العصر الحديث٬ وكان له دور كبير في التوفيق بين نظريتي القومية وفصل الدين عن السياسة٬ لذلك فإنّ الفلسفة السياسية الغربية تدين لهذا الفيلسوف بالكثير.[21]كان يعتقد أنّ الإنسان له السيادة على مصيره.[22]

ج: تزامنت أوروبا القرن السادس عشر الميلادي مع القرن العاشر الهجري٬ وهي الفترة التي شهدت تأسيس الدولة الصفوية في إيران٬ وظهور ثلاث قوى رئيسية في أوروبا٬ القوة الأولى الإمبراطورية المقدسة٬ والقوة الثانية فرنسا الملكية التي كانت تتنافس مع النمسا منافسة شديدة لدرجة فكّرت بالاتحاد مع الأتراك العثمانيين لسحق النمسا٬ القوة الثالثة إمبراطورية البريطانية العظمى.

د:  ثورة غوتنبرغ أو صناعة الطباعة: في سنة 1500م تمّ اختراع صناعة الطباعة أو ما يسمّى بثورة غوتنبرغ٬ وكان من نتائجها: 1- بفضل ثورة الطباعة لم يعد الكتاب المقدس حكرًا على فئة خاصة أعني آباء الكنيسة أو رجال الدين المسيحيين٬ لذا٬ من بين الإنجازات التي حقّقتها الطباعة أنّ الأناجيل الأربعة أصبحت في متناول الجميع٬ وبروز نهضة فكرية وانتشارها في أوساط جميع الناس (خروج الكتاب المقدس من احتكار رجال الدين المسيحيين وآباء الكنيسة) 2- الترویج لشعار تجرّأ على المعرفة. 3- الإنجاز الثالث في عصر النهضة هو تبلور حركة الترجمة (31 أكتوبر 1517م) التي ساعدت على انطلاقها ثورة الطباعة٬ وتركت تأثيرات عميقة على التحولات الفكرية.

ح: الإصلاح الديني: مارتن لوثر (۱۴۸۳ - ۱۵۴۶م)٬ قس ألماني قدّم اعتراضًا مؤلفًا من 95 مادة على سلوك رجال الدين الكاثوليك٬ وأسّس مذهبًا جديدًا هو المذهب البروتستانتي٬ استعاض به عن المشيئة والتقدير الإلهي٬ وألغى أيّ واسطة بين الإنسان وربه٬ انضمّ إلى حركة مارتن لوثر الفكرية مفكران آخران هما: كالون من فرنسا وزوينكلي من سويسرا وراحا يروّجا لشعار اللوثرية وهو الله فقط٬ والكتاب المقدس فقط أي الإنجيل٬ والله هو السبيل الوحيد للخلاص.

الحدّ الأدنى من التأثير الذي تركته هذه الوقائع التي حدثت في أوروبا على أفكار سائر البلدان الأخرى لا سيّما في الحقل الفكري السياسي هو فصل الدين عن السياسة٬ وقلب ظهر المجن للوحي٬ في هذا الوقت كان مفكّرون مثل الملا عبد الله الذين يعيشون تلك الحقبة التاريخية ولم يقولوا بفصل العقل عن النقل (أو الوحي)٬ أو فصل الدين عن السياسة٬  وإنّما اعتقدوا بأنّ سبيل حل مشاكل المجتمع البشري يمرّ عبر الحياة العقلانية الإسلامية٬ وعبر المقاربة الحكمية أو بتعبير أوضح المصالحة بين الشريعة والحكمة عبر المقاربة العقلية - العرفانية.

2-     موقع الملا عبد الله في مدرسة شيراز الفلسفية والترويج للحياة العقلانية الإسلامية

قضى الملا عبد الله الشطر الأعظم من حياته في أصفهان٬ وفترة محدودة في مدينة شيراز التي قرّر تركها والهجرة إلى النجف الأشرف بعد اشتداد الاستبداد والقمع  فيها٬[23] ولعلّ سائل يسأل ما الذي حدث في شيراز جعل الملا عبد الله يضطر إلى تركها؟ الإجابة عن السؤال تستدعي طرح عدّة أسئلة من قبيل: من هم الذين ساهموا في تأسيس مدرسة شيراز الفلسفية؟ وفي أيّ أجواء تمّ ذلك؟ وما هي ملامحها وخصوصياتها؟ وما هي غاياتها؟ ربما يأتي الجواب عن السؤال الأول متفاوتًا نوعما فالبعض نقل آراًء متفاوتة جدًا حول فلاسفة هذه المدرسة٬ لكنّها كلّها تجمع على أنّ هذه المدرسة الفلسفية تشمل فلاسفة جاؤوا بعد الخواجه نصير الدين الطوسي وقبل الفيلسوف ميرداماد٬[24] بينما يجيب البعض الآخر على السؤال بالقول أنّ بداية مدرسة شيراز كانت مع فلاسفة من أمثال قطب الدين الشيرازي٬[25] أمّا الرأي المختار فهو أنّ مدرسة شيراز الفلسفية[26] انتظمت على يد صدر الدين دشتكي وجلال الدين الدواني٬[27] وتؤيّد هذا الرأي عبارة الشهيد مطهري: بدأت مدرسة شيراز الفلسفية مع قطب الدين الشيرازي٬ حتى آل مصيرها إلى أنصاف الفلاسفة وأنصاف المتكلمين من أمثال القاضي عضد الدين الإيجي٬ ومير سيد شريف جرجاني٬ ليمسك الفلاسفة من جديد بزمامها من قبيل المحقق دواني وصدر الدين دشتكي٬ وولده غياث الدين منصور٬[28]وهذا الأخير قد وصفه كتّاب التذاكر بأنّه العقل الحادي عشر٬[29] وتبوّأ منصب الصدر بتزكية من الميرزا شاه حسين وزير الشاه إسماعيل الذين كان محبًا للعلم والمعرفة[30]. وكان الذي يتبوّأ منصب «الصدر» يُلقّب بـ «صدر الشريعة»٬ وغياث الدين هذا كان خيار الشاه السياسي٬ وقد أتاح هذا المنصب لرجال الدين الشيعة محاربة عقائد المخالفين (في ذلك العصر كان هذا الوصف ينطبق على عقائد أهل السنّة). كما ذكرنا٬ على الرغم من أنّ الشاه طهماسب هو الذي نصّب غیاث الدین منصور في سنة 936 هـ لهذا المنصب. واستدعاه إلى العاصمة٬ لكنّ تصاعد الخلاف بينه وبين المحقق الكركي في مسألة تغيير القبلة أدّى إلى وقوف الشاه إلى جانب المحقق الكركي وأن يقدّم غياث الدين استقالته بعد سنتين من ذلك التاريخ أي في 938هـ وهو في سنّ 72 سنة٬ وبذلك ترك الساحة السياسية نهائيًا وعاد إلى شيراز ليفرّغ نفسه في السنوات العشر الأخيرة من عمره للتأليف والتدريس وإعداد التلاميذ في المدرسة المنصورية٬[31] وكان الملا عبد الله البهابادي اليزدي واحدًا من أولئك التلامذة والباحثين الذين تخرّجوا من هذه المدرسة٬ فقد درس في المدرسة المنصورية بشيراز على جمال الدين محمود الشيرازي أحد أهم تلامذة غياث الدين منصور دشتكي.

لقد انبرى فلاسفة ومتكلمي مدرسة شيراز الفلسفية (بمن فيهم طلاب المدرسة المنصورية ومدرسة خان) إلى تطبيق الحياة العقلانية الإسلامية٬ سواء من كانوا بمستوى الملا عبد الله البهابادي أو بمستوى أستاذ أستاذه أعني غياث الدين دشتكي٬ صاحب كتاب "التجريد" والذي يسمّى أيضًا "الإشارات‌ والتلویحات". مقتبسًا الإشارات من الفلسفة المشائية والتلويحات من الفلسفة الإشراقية٬ بعبارة أخرى٬ أنّه كان يسعى إلى التوفيق بين الحكمتين المشائية والإشراقية٬ وله كتاب آخر عنوانه "کشف ‌الحقایق ‌المحمدیة"٬ يصرّح فيه أنّ أسلوب غياث الدين ووالده هو الجمع بين إشارات المشائيين وتلويحات الإشراقيين.[32]

إنّ استقالة غیاث ­الدین دشتکی وتركيز اهتمامه على الحياة العقلانية الإسلامية والعوامل الأخرى أدّى إلى قمع الدولة الصفوية للمركزين العقليين الرئيسيين في مدرسة شيراز الفلسفية٬ أعني المدرسة المنصورية ومدرسة خان واندثارهما٬ فحصلت هجرة جماعية كبيرة للعلماء الشيعة العرب إلى إيران ليحلّوا محلّ العلماء الإيرانيين ذوي النزعة العقلانية الإسلامية٬ حيث ذكر الشيخ الحر العاملي في "أمل الآمل" أسماء 1100 فردًا من هؤلاء العلماء٬ جاء معظمهم من منطقة جبل عامل والبحرين والإحساء والعراق٬ من بينهم بعض الأخباريين المتعصّبين وأهل الحديث والظاهريين الذين سعوا إلى الهيمنة على مدارس شيراز لاجتثاث الفكر الفلسفي منها.

 وقد بلغت ضغوط المدرسة الأخبارية وهيمنتها على إيران حدًّا دفع بجميع الفلاسفة والمتكلمين في شيراز إلى الهجرة صوب البلاد الأخرى٬ مثلًا أسرة دشتكي إلى هرات ومكة والمدينة والهند٬ وكذلك توجّه جمع كثير من أولئك الفلاسفة إلى الهند٬ فخلت البلاد ممّن يدرّس كتابًا في الفلسفة أو العلوم العقلية٬ حتى أنّ الشيخ نعمة الله الجزائري٬ الذي كان يدرس في المدرسة المنصورية وعاصر ابن الملا صدر الدين الشيرازي٬ كان يستعرض أساتذه ومشايخه في هذه المدرسة قائلًا: السید هاشم الأحسائي، الشیخ جعفر البحراني، الشیخ عبد علي بن جمعة المعروف بالشیخ الحویزي، الشیخ یوسف محمد البناء، الشیخ فرج الله بن سلمان و الشیخ صالح بن عبد الکریم البحراني. كما برز علماء أخباريون آخرون في شيراز مثل الشیخ یوسف البحراني، السید ماجد البحراني، الشیخ عبد الله بن صالح البحراني، السید میرزا محمد الجزائري، الشیخ خیر الدین بن عبد الرزاق بن شهید العاملي و حتی أمین الاستر آبادي من كبار مؤسّسي المدرسة الأخبارية. واشتهر كل هؤلاء بمساعيهم في تعزيز النهج الأخباري والحديث ومعارضة أهل العقل، حيث كتب صاحب الروضات عن الشیخ عبد علي بن جمعة قائلًا:«کان رحم الله أخباریاً صلباً و ظاهریاً ». ودوّن الشیخ یوسف البحراني کتابًا بعنوان "النفحات الملکوتیة في الردّ علی الصوفیة" يكفّر فيه أهل الحكمة والمعرفة٬[33] وراجت في ذلك العصر (عصر سيادة النهج الأخباري) سوق التكفير٬ ووصل الأمر بعد ذلك (أي بعد الشاه طهماسب) إلى أن قالوا في شرح أصول الكافي للملا صدر الدين الشيرازي: أول من شرح أصول الكافي بأسلوب الهرطقة والكفر هو الملا صدر الدين الشيرازي. في المقابل٬ لم يلجأ علماء مدرسة شيراز الفلسفية إلى لغة التفسيق والتكفير٬ بل اعتمدوا لغة المنطق والعقل٬ وكانوا مؤمنين في سيرتهم التعليمية والبحثية على السواء بمثلث الأخلاق والإسلام والسياسة٬ حيث نجد غیاث ­الدین منصور دشتکي، أستاذ الملا عبد الله الیزدي في كتاب "الأخلاق المنصورية" يحثّ على الاهتمام بالضلعين الأوليين للمثلث المذكور ويقول: على طالب العلم والفضيلة أولًا تهذيب النفس٬ ثم يتعلّم علم المنطق والرياضيات ثم العلوم الطبيعية وأخيرًا الإلهيات.[34]

على الرغم من الضغوط الشديدة التي مارسها الأخباريون على مدرسة شيراز الفلسفية٬ واضطرار فلاسفة هذه المدرسة ومتكلميها إلى الهجرة٬ إلّا أنّ شعلة العقلانية والعرفان في مدرسة شيراز الفلسفية لم تنطفئ بل انتقلت إلى مدرسة أصفهان لتواصل توهّجها٬ لأنّ الملا صدر الدين الشيرازي٬ على حدّ تعبير الشهيد مطهري٬ استطاع أن يطبق السلوك العقلي الفلسفي على السلوك القلبي العرفاني٬ ويترجم الأسفار الأربعة الروحية والمعنوية إلى أربعة أسفار عقلية (1- السفر من الخلق إلى الحق "الأمور الفلسفية العامة وهي بمثابة مقدمة لمعرفة الباري عزّ وجلّ" 2- السفر في الحق بالحق (الإلهیات بالمعنی ­الأخص والمباحث ذات الصلة بشؤون الباري عزّ وجلّ وأسمائه وصفاته) 3- من الحقّ إلى الحق بالحق (المباحث المتعلقة بأفعال الباري عزّ وجلّ والعوالم الكلية لوجود النفس والمعاد) 4- وسفر الخلق بالحق) وبذلك برهن على أنّ الحكمة ليس فقط لا تتعارض مع الشرائع الإلهية الحقّة٬ وإنّما غاية الاثنين ليست سوى معرفة الله تعالى وصفاته وأفعاله٬ وتتحقّق هذه المعرفة تارة عن طريق الوحي والرسالة الموسومة بالنبوة٬ وأخرى بالسلوك والكسب٬ وتسمى الحكمة أو الولاية٬[35] ويعتقد العلامة الطباطبائي أنّ ما فعلته مدرسة أصفهان الفلسفية عبر الجمع بين القرآن والبرهان والعرفان لم تستطع الفلسفة عبر آلاف السنين من عمرها أن تفعله٬[36] ويعكس كل هذا جهود ومحاولات علماء المدرسة الفلسفية في شيراز في العصر الصفوي في سبيل تحقيق الرؤية الخاصة بالتحول الفكري وصنع إيران مزدهرة٬ وهي الرؤية التي لا بدّ من القول٬ بكل أسف٬ أنّها واجهت تحديات جمة في العصر الصفوي٬ وما تزال انعكاساتها ماثلة حتى اليوم والتي تمنع أيّ تحوّل أو تقدم٬ ولذلك نعتقد بضرورة مراجعة نفس النهج الذي اتبعته مدرسة شيراز الفلسفية وحمل لواءه الملا عبد الله البهابادي وأقرانه٬ وإعادة ترميمه وإعداده لنتمكن من التغلّب على المشاكل الفكرية والعملية المطروحة في عصرنا. 

3-      الجهود العقلانية للملا عبد الله البهابادي اليزدي في ظلّ هيمنة المدرسة الأخبارية في العصر الصفوي

عصر الملا عبد  الله البهابادي كان عصرًا استثنائيًا وخاصًا على الصعيدين السياسي والاجتماعي٬ وكذلك على الصعيد الفكري كان عصرًا مضطربًا وصعبًا٬ ومن أسباب صعوبته تفشّي الرؤية الأخبارية٬ حيث كان الفكر الأخباري في عصره يشهد تناميًا متزايدًا٬[37] حتى أصبح في النصف الثاني من العصر الصفوي التيار السائد والشائع في الحوزات العلمية وروحه الحاكمة في الأوساط الفكرية والثقافية في إيران. لقد أضفى هذا التيار الفكري الصبغة الظاهرية على الميادين العلمیة، والاجتماعیة٬ والسیاسیة في العصر الصفوي٬ واستطاع بفضل تمتّعه بالتأييد الحكومي أن يشكّل عامل ضغط على العلماء الحكميين مثل الملا عبد الله البهابادي٬[38] الذي عاش٬ كما ذكرنا٬ في عصر سادت فيه المدرسة الأخبارية وبسطت نفوذها في المحافل الحوزوية٬ حيث تمكّن الشيخ أحمد الأردبيلي (993 هـ/ 1585 م) من وضع حدّ لسطوة الأصوليين وهيمنتهم.[39]واستمرّت هذه الأوضاع حتى نهاية عمر الدولة الصفوية٬ إذ كان الأخباريون التيار الغالب في البلاد٬ وهنا يبرز سؤال: في ظلّ مدرسة شيراز الفلسفية التي من أهم ميزاتها التوفيق بين الشريعة والحكمة للوصول إلى معرفة الحق تعالى عبر تدوين الحواشي (مثل حاشية الملا عبد الله "حاشية على أنوار التنزيل") على التصانيف العلمية للآخرين٬ كيف أضحت هذه المدرسة٬ التي بلغت ذروة تألّقها وازدهارها في القرنين التاسع والعاشر الهجريين٬ الروح الفكرية والثقافية الغالبة في إيران؟ أو لماذا وكيف اصطبغت العلوم (بما في ذلك تفسير القرآن) في العصر الصفوي مع رواج الأخبارية في إيران بصبغة نقلية – حديثية٬ فدفعت الاتجاه العقلي إلى الهامش؟ وما هي النتائج التي تمخّضت عن المدرسة الأخبارية؟

للحصول على أجوبة هذه الأسئلة نخوض بصورة إجمالية في بعض المباحث الرئيسية والمحورية.

أ:  كيف ولماذا تبلور الاتجاه الأخباري؟

بالنسبة لأسباب وكيفية تبلور الاتجاه الأخباري في عصر الملا عبد الله البهابادي اليزدي تجدر الإشارة إلى الآراء والملاحظات التالية:

  • يعزو الأستاذ محمد حسین رجبي في رسالته لنيل درجة الدكتوراه والموسومة «زمینه­ها و علل ظهور اخباری­گری در عصر صفویه» (الظروف والأسباب وراء ظهور الاتجاه الأخباري في العصر الصفوي) ظهور الاتجاه الأخباري في ذلك العصر إلى قلة الاهتمام بروايات الأئمة (عليهم السلام)٬ غير أنّه يتحرّى قلّة الاهتمام هذا في التركيز على علوم الفلسفة والكلام وأصول الفقه٬ وبالنتيجة تفوّق العلوم العقلية على العلوم النقلية.[40]
  • يجيب آية الله مكارم شيرازي على السؤال أعلاه بالقول: السبب وراء صعود التيار الأخباري هو تأثّر الميرزا محمد الاسترآبادي ومحمد أمين الاسترآبادي بالأجواء الفكرية الحديثية والأخبارية السائدة في مكة المكرمة٬ والهجوم على الاتجاه العقلي ومعارضتهما لنهج الأصوليين والعقلانيين واصطناع أسلوب عملي في الاتجاه الأخباري.[41]
  • كما فسّر البعض تعاظم نفوذ الاتجاه الأخباري في العصر الصفوي بالقول: اقتضت المحافظة على مواقع الحكام الصفويين وصيانة استقلال البلاد أن يتميّز الشيعة عن أهل السنّة بشكل تام٬ وخاصة في الحروب التي اندلعت بين الدولة الصفوية والدولة العثمانية٬ فكان الإيرانيون بحاجة إلى أيديولوجيا وهدف واضح للمحافظة على الوحدة الوطنية والحماسة العقائدية٬ ولم يجدوا هدفًا أفضل من محبة علي وأولاده والطاعة التامة لكلام المعصوم (عليه السلام) الذي ينقله ويفسّره علماء الدين٬ ولم يتسنّ تأمين التضحية والفداء في سبيل القائد والمرشد الكامل المتمثّل في الشاه الصفوي إلّا عن هذا الطريق٬ ولهذا٬ ساد النهج الأخباري على النهج الأصولي٬ وأقبل كبار علماء ذلك العصر عليه.[42]
  • في إطار الاهتمام بالتجربة التاريخية المتعلقة بتبلور الاتجاه الأخباري في العهد الصفوي٬ راح بعض الباحثين يؤكّد على هذا الرأي وهو أنّ الاتجاه الأخباري كان عبارة عن حركة سياسية استعمارية ملكية٬ وكان الغرض منها استغلال تصارع رجال الدين٬ والحدّ من نفوذهم في جهاز الحكم الصفوي٬ فيسلبونهم منصب شيخ الإسلام وينتزعون من أيديهم الحاكمية القضائية.[43]
  • البعض الآخر عزى أسباب نشأة التيار الأخباري في العصر الصفوي إلى التأثّر بالمجتمعات الأوروبية والفكر الوضعي فيها٬ هذا الرأي نقله الشهيد مطهري عن آية الله البروجردي٬[44] ويبدو أن الشهيد الصدر يميل إليه.[45]

كيف كان٬ ومهما كانت الأسباب وراء ظهور الاتجاه الأخباري٬ وقد لا تكون مهمة هنا٬ بل ما يهمّنا في هذا المقال هو نتائج وانعكاسات هذا الاتجاه على المحافل الفكرية والاجتماعية والسياسية في ذلك العصر٬ لم يعد العلماء من أمثال الملا عبد الله البهابادي قادرين على الترويج للحياة العقلانية الإسلامية بسهولة على أساس الرؤية الحكمية في ظلّ تلك الأجواء٬ لأنّه أولًا: مصادر استنباط العلماء من أمثال الملا عبد الله لا تقتصر على القرآن والسنّة فقط وإنّما تشمل الإجماع ولا سيّما العقل٬ فمصادر الاستنباط عندهم أربعة (الكتاب والسنّة والإجماع والعقل)٬ ثمّة مثال يمكن أن نستشهد به هنا وهو كلام الملا عبد الله البهابادي الذي يقول فيه: لو أنّي أركّز جهدي على هذا العلم٬ لاستدللت لمسائله٬ بتوفيق الله تعالى٬ بالبراهين والأدلة العقلية بحيث لا أبقي مجالًا لأيّ شك أو شبهة[46]. ولكي ندرك جيدًا مكانة الملا عبد الله البهابادي اليزدي وأهمية يراعه وخدماته العملية الجليلة أجد من الضروري أن نقف على الخصوصيات الفكرية للمدرسة الأخبارية والنتائج التي تمخّضت عنها.

ب: الخصوصيات الفكرية للمدرسة الأخبارية ونتائجها

في القرنين العاشر والحادي عشر سار الأخباريون على خطى الأشاعرة وعقائدهم٬[47] ولكن بلغت هيمنتهم ذروتها في القرن الثاني عشر الهجري٬ صحيح أنّ نفوذهم هذا انكسف في عصر وحيد البهبهاني٬ إلّا أنّ الفكر الأخباري ترك تأثيرات وتبعات سلبية في أوساط الإيرانيين٬ وما تزال ترسبّاته ماثلة في المجتمع٬ طبعًا لم تقف هذه التبعات عند حدود المواجهة بين العلماء الأخباريين والعلماء الأصوليين (أو العلماء أنصار الرؤية الاجتهادية) بل أدّى هذا الفكر إلى خلق حالة من الاستقطاب في أوساط الناس على صعيد  القضايا الاجتماعية٬ ومن المؤسف أن نقول بأنّ هذه النتائج والآثار ظلّت مستمرة في أذهان الناس وسلوكهم إلى يومنا هذا٬ من النتائج السلبية للفكر الأخباري نذكر على سبيل المثال احتجاجهم بالرؤيا[48] وهو ما كان يعارضه الملا عبد الله البهابادي فكرًا ومنطقًا٬ ذلك أنّ العلوم العقلية لم تكن تسمح ببروز مثل هذه الأجواء وكانت تحاربها وتعمل على اجتثاثها من جذورها لأنّ الفكر العقلاني٬ أولًا٬ لا يساوي بين التديّن وبين التعبّد بظواهر الآيات والأحاديث٬ ثانیاً أنّه يميّز بين الرؤيا التي تكون نتيجة لإرهاصات الخيال والصُدف٬ والمجرّدة من أيّ مفهوم أو معنى عيني٬ وبين الرؤيا التي تصدر عن تمظهرات الروح الإنسانية الداخلية أو إلهاماتها النابعة من مصدر ملائكي.

يمكن استعراض الخصائص والتبعات العلمية والاجتماعية للفكر الأخباري بالاستناد إلى بعض المصادر٬ لكنّنا في هذا البحث آثرنا الاستعانة بمقال «پیامدهای سیاسی-اجتماعی ظهور جریان اخباری­گری در دوره صفویه» (النتائج السياسية – الاجتماعية لبروز التيار الأخباري في العصر الصفوي) لأنّه يبحث في كتاب عبد الله السماهيجي "منية الممارسين" أهم مصدر في هذا الباب حيث يذكر مؤلفه أربعين فرقًا بين المسلكين الأصولي والأخباري؛[49] من خلال هذا المقال نقوم بشرح خصائص الأخباريين٬ من بينها:

  • حجیة ظواهر القرآن (لا يجيز الأخباريون العمل بظواهر الكتاب ما لم يوجد حديث يفسّره٬ في حين يعمل المجتهدون بظواهر الآيات حتى لو لم يوجد حديث يفسّره).
  • حجیة الظن (العمل بالعلم الناجم عن الظن مجزئ بحسب الرؤية الاجتهادية٬ بينما العمل بالعلم القطعي الناجم عن الرواية فقط هو المجزئ٬ لأنّ الرواية عندهم قطعية الصدور٬ إنْ من حيث الدلالة أو من حيث السند والصدور).
  • موقع المجتهد (الاجتهاد واجب عيني أو تخييري بحسب الأصوليين٬ لكنّه محرّم عند الأخباريين[50])٬ في هذا الشأن يقول محمد أمين الاسترآبادي٬ أحد رؤوس الإخباريين في عهد الشاه عباس الصفوي لا يجوز إحالة الشؤون المختلفة لأهل البيت (عليهم السلام) على المجتهدين٬ فالناس كلّهم يقلّدون المعصومين٬ وهذا التقليد لا يحتاج سوى الإلمام باللغة العربية٬ ولا حاجة للاجتهاد هنا٬ والعالم الأخباري إنّما يقلد المعصوم فقط.[51]
  • حدود العمل بالروايات[52](مناط أقوال الأخباریين الروايات٬ وكل من اعتقد بخلاف الروايات يجب تفسيقه وتكذيبه٬ بينما لا يقول الأصوليون بتفسيق وتكذيب من صرّح بخلاف الروايات.
  • موقع العقل؛ محاربة الأخباريين للتفكير العقلاني وتعطيلهم للعلوم المعقولة مردّه أنّهم أخذوا من العقل وأضافوا إلى النقل٬ أو بعبارة أوضح٬ أنّهم عملوا على تخطئة العقل البشري٬ واستندوا فقط إلى عقل المعصومين (عليهم السلام)٬ لذا لا مكانة للعقل في عملية فهم الدين.

الخصائص آنفة الذكر للمدرسة الأخبارية حمّلت المجتمع أعباًء كبيرة٬ إليك بعضًا منها:

  • الضدية غير العقلانية مع أهل السنّة.

لقد زاد الأخباريون من حدّة تعطش المجتمع لفكرة اصطفائية الكثير من العقائد الشيعية٬ ورفعوا من منسوب العمل بكلام الأئمة (عليهم السلام) في المجتمع٬ ممّا أدّى في نهاية المطاف إلى انحلال عرى الوحدة بين المسلمين. لأنّه جرّ إلى الإساءة المتبادلة بين الطرفين.[53]

  • قراءة خاصة لمفهوم المهدوية.

لقد عمدت المدرسة الأخبارية إلى الترويج لعقيدة أنّ الدولة الصفوية تمهيد لظهور الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) حتى انتهت إلى القول بأنّ الدولة الصفوية هي الدولة التي تؤدّي إلى دولة المهدي دون واسطة. وقد تفاقمت الأوضاع لدرجة يذكر معها المؤرّخ الأوروبي شاردان في مذكراته أنّ مجموعة من الناس في العصر الصفوي كانوا يعدّون حظائر خيولهم استعدادًا لظهور الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف).[54]

  • الاحتجاج بالمنام والرؤيا (الرؤيا والمكاشفة)

كان الملا أمين الاستر آبادي ينسب أفعاله إلى المنامات الصادقة والتي كانت تميط اللثام٬ إلى حدّ ما٬ عن بعض الحقائق والوقائع٬[55] ويمكن أن نتحرّى آثار هذا النمط من التفكير (أعني إيلاء الرؤيا أهمية قصوى) في كتاب «الفوائد المدنیة» و«دانشنامه شاهی»٬ حيث كانوا (الأخباريون) يؤدون مهام ورسائل عديدة يتمّ إبلاغها عبر المنامات[56] فالعلامة المجلسي الأول كان ينسب الكثير من لقاءاته بالإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) إلى مناماته.[57] وللوقوف على أهمية الرؤيا والمنام عندهم يمكن أن نستشهد بأقوال مؤرّخي الوقائع في عصر الشاه طهماسب حول معركة جام 935 هـ /1528م حيث كتبوا:

رأى أحد المؤمنين في منامه الإمام الرضا (عليه السلام) يقول له: إنّي ذاهب لنصرة طهماسب٬ وقد عُزي النصر في معركة جام إلى اهتمام الشاه طهماسب بالإلهام الغيبي وعناية المعصوم٬ من هنا٬ وعد الشاه طهماسب بتزيين قبة ضريح الإمام الرضا (عليه السلام) بالذهب الخالص٬[58] ومن حيث أنّ هذا المصدر صار٬ بنحوٍ ما٬ أداة سياسية لنيل الأهداف٬ فقد كان مدعاة للفوضوية والهرج والمرج٬ وكلّف المجتمع أثمانًا باهضة.

بهذه الخصائص والمواصفات للأخباريين٬ لم يسمحوا ولمدة 170 سنة بعد وفاة الشيخ الاستر آبادي للتيار العقلاني بالنفوذ إلى مرافق الحكومة٬ وكانوا يخطّئونه على الدوام٬ ممّا أدّى إلى تخلّف الإيرانيين حضاريًا٬ فعلى حدّ تعبير الملا صدر الدين الشيرازي٬ عمد العلماء الظاهريون إلى سدّ طريق العقلانية٬ وبذلوا مساعي كبيرة لإشاعة الجهل والظاهرية.[59] بيّنت الخصائص الفكرية للأخبارية أيّ نوع من العلوم والأفكار كانوا يسعون إلى نشرها٬ وبأيّ وسيلة عملية٬ ففي بدايات تأسيس الدولة الصفوية لم يكن أحد في النجف وكربلاء يجرؤ على الحديث عن تفسير القرآن أو العقل والاستدلال أو الإجماع٬[60] ووقف بوجههم علماء من قبيل الملا عبد الله البهابادي عندما دوّن تفسيره القرآني المبني على رؤية عقلانية – عرفانية٬ أي الرؤية المخالفة تمامًا للاتجاه الأخباري في تفسير القرآن٬ وما يؤيد هذا القول تصانيفه التفسيرية٬ حيث دوّن الملا عبد الله ثلاثة تفاسير تحت عناوين «التجارة الرابحة في تفسیر السورة و الفاتحة» و«درّة المعاني في تفسیر سورة الإخلاص و السبع المثاني» و«حاشیة على أنوار التنزیل»٬ وقد تعاطى برؤية فلسفية وعرفانية مع آيات القرآن الكريم٬ وقدّم لها تفسيرًا عقلانيًا٬ يمكن أن نذكر على سبيل المثال تفسير «قل هو الله أحد» في تفسیر كلمة «أحد» في کتاب "درة المعاني"٬ فبالاستعانة بكلمة "أحد" ينفي الوحدة العددية للذات الإلهية المقدسة لأنّها بحسب رأيه تستلزم النقصان.[61]

لقد قدّم الملا عبد الله لمجتمع عصره تلامذة ربّاهم على المشرب العقلاني٬ نذكر منهم مثلًا صاحب المعالم (الحسن بن زین ­الدین، «تولّد في 911 هـ») والشیخ البهائي (935 هـ)(درس على الملا عبد الله كليات قانون ابن سينا[62]) وصاحب المدارک (السید محمد توفي في 1009 هـ). وفي حاشيته على تفسير البيضاوي ذكر الشیخ البهائي اسم أستاذه الملا عبد الله البهابادي واصفًا إيّاه بالعلامة.[63] طبعًا لا بدّ من الالتفات هنا إلى أنّ الشيخ البهائي يُنسب إلى العصر الذي يلي عصر الملا عبد الله٬ فقد سطع نجمه في السنوات الأولى من القرن الحادي عشر (952-1030 هـ) بفضل نهجه الاجتهادي والفلسفي والعرفاني٬ وكان معاصرًا لكل من الشيخ ميرداماد (970-1041 هـ) ومیر فندرسکي (1050هـ) والملا صدر الدين الشيرازي 1050 هـ)٬ الذين اشتهروا بآرائهم الفلسفية.

خلاصة الكلام٬ يمكن أن نعدّ الملا عبد الله من علماء المشرب الحكمي البرهاني الذين بذلوا جهودًا مضنية لإرساء أسس الرؤية العقلانية (البرهانية)٬ ويؤيّد كلامنا أنّه في مصنّفه الشهير «حاشیة على حاشیة شرح التجرید الجديد (حاشیة الدواني القديمة على شرح التجرید الجديد) سعى إلى تقديم مباحث علم الكلام في قالب الحكمة البرهانية بدلًا من الحكمة الجدلية كما كان معهودًا.[64] وقد دافع في هذا الكتاب عن العقائد الكلامية الشيعية عبر رؤية منطقية وفلسفية وبالاستعانة بالأحكام العقلانية٬[65]وبشكل مغاير عن دفاع الرؤية الأخبارية عن الأحكام الشيعية.

4-     المناخ الأمني في إيران في عصر الملا عبد الله البهابادي الیزدي

عاش الملا عبد الله في عصر كانت إيران محاصرة عسكريا وأمنيًا٬ وفكريًا ومذهبيًا من قبل أهل السنّة من الأتراك العثمانيين في الشمال الغربي٬ ومن الأوزبك في الشمال الشرقي٬ وكان هؤلاء في حروبهم التي شنّوها يسفكون دماء الشيعة وينهبون أموالهم. وقد وردت التقارير التاريخية حول اضطراب الأوضاع الاجتماعية والسياسية والأمنية في إيران في بداية القرن العاشر الهجري على صعيدين:

أ: على الصعيد الداخلي

على هذا الصعيد يمكن أن نلخص الأوضاع المضطربة على النحو التالي:

في أرمينيا كان يحكم الوند ميرزا من دولة الخروف الأبيض٬ وفي عراق العجم كان يحكم سلطان مراد من دولة الخروف الأبيض أيضًا٬ كما كان يحكم بعض أمراء هذه السلالة بصورة مستقلة في فارس (شيراز) ويزد وكرمان والعراق وديار بكر٬ وفي خوزستان كان يحكم آل المشعشع٬ وفي أبرقوه وكاشان وسيستان كان يحكم أمراء مستقلون٬ وفي مازندران كانت تحكم أكثر من عشر أُسر.[66] وعندما اعتلى الشاه طهماسب العرش في 930 هـ لم يكن يبلغ سنّ الرشد بعد٬ وكانت إيران غارقة في الفوضى والاضطرابات الداخلية٬ ناهيك عن مسلسل الحصار والاعتداءات من قبل القوتين العظيمتين في الجناحين الغربي والشرقي٬ أعني العثمانيون والأوزبك٬ حيث سنأتي على تناول هذا الموضوع بصورة إجمالية وسريعة[67].

ب: العثمانيون على الحدود الغربية والأوزبك على الحدود الشرقية

بسطت الخلافة العثمانية سلطانها في الشرق الأوسط العربي وشمال أفريقيا مدعيةً وراثتها للخلافة العباسية٬ ولهذا السبب٬ ربما٬ لم تكن تعترف بالحدود٬ بيد أنّ السلطان سليمان القانوني بعد أربعة حروب شنّها على الدولة الصفوية في إيران في عهد الشاه طهماسب أدرك في نهاية المطاف عدم جدوى ذلك٬ فأُبرمت في نهاية المطاف معاهدة "آماسيه" بين إيران الصفوية وتركية العثمانية٬ التي فصلت بين حدود الدولتين وذلك في عام 1555 م̸  962 هـ (أي في السنة التي أُبرم فيها صلح أوغسبورغ بين الإمبراطور الروماني المقدس وبين قوات اتحاد شمالكالدي حليفة الأمراء اللوثريين الذي أنهى الحروب المذهبية المسيحية بين الكاثوليك والبروتستانت من أنصار مارتن لوثر)٬ وبموجبها تمّ تعيين حدود إيران والإمبراطورية العثمانية٬ وعاشت المنطقة 20 سنة في سلام واستقرار٬ وأُلحقت أرمينيا وجورجيا الشرقية وأذربيجان بإيران٬ بينما ضُمّت أرمينيا الغربية وجورجيا الغربية والعراق إلى الإمبراطورية العثمانية٬ وبعد إبرام هذا الصلح واستتباب الأمر للصفويين٬ سعوا إلى نشر مذهب التشيع بين جميع الرعايا الذين يعيشون على أراضيها وضمن حدودها.[68]

بعد الصلح المبرم بين الشاه طهماسب والسلطان العثماني سليمان القانوني (المعروف بصلح آماسيه في عام 962 هـ/1555م)، طرأ على علاقات إيران بالدولة العثمانية تحسنًا ملحوظًا٬ وصارت اللهجة التي يخاطب بها الشاه طهماسب في رسائله إلى السلطان سليمان القانوني لهجة ودية ومرنة٬ وأصبح الشاه طهماسب ينعت خواندگارروم (أي الدولة العثمانية) بـ«السلطان الغازي» و«المجاهد في سبيل الله»٬ وعليه فقتاله مخالف للشريعة و"بيع الدين بالدنيا" على حدّ وصفه. يقول في تذكرته: لقد أقدمت الدولة العثمانية على غزو الفرنجة٬ وإذا عزمنا على قتالها فلن ننجح في تحقيق أهدافنا٬ وإذا كان قد قتل أخواننا وأبناءنا فإنّنا لن نبيع ديننا بالدنيا٬ لأنّه صار يغزو الكفار.[69]

لكنّ المنطقة التي كانت تتسبّب دائمًا في تعكير الأمن والأزمات السياسية والمذهبية هي المناطق الشرقية لإيران بقيادة عبید اللّه ‏خان أوزبک ـ خليفة القائد المقتدر محمد خان الشيباني مؤسس الدولة الشيبانية في بلاد ما وراء النهر. في عصر الشاه طهماسب تعرّضت الدولة الصفوية لستّ هجمات من قبل الأوزبك في شرق إيران٬ وكانت عداوة الأعداء الشرقيين٬ الأتراك الأوزبك٬ للدولة الصفوية شبيهة بعداوة الأعداء الغربيين (الأتراك العثمانيين) للدولة أعني أنّها عداوة مذهبية دينية٬ فالأتراك العثمانيون كانوا يهاجمون الحدود الغربية لإيران بدعوى «الرفض والإلحاد» وكذلك أهل السنة الأوزبك في الحدود الشرقية كانوا يهاجمون الدولة الصفوية لنفس الحجة وهي محاربة فساد عقيدة «الطائفة الباغية والطاغية» ونشر فكر الخلافة في إيران.[70] ومع آخر هزيمة لعبيد الله خان الأوزبكي في خراسان وموته رجع الأوزبك عن مطالباتهم بالانتقام وأرسلوا وفدًا إلى الشاه في  946 هـ/1540 م لإظهار فروض الطاعة والولاء للدولة الصفوية٬ فاستتبّ السلام والاستقرار في خراسان لمدة 11 سنة.[71]

كما ذكرنا٬ زخر العصر الذي عاش فيه الملا عبد الله بالتهديدات الأمنية من قبل الجارتين الشرقية والغربية٬ لذا٬ فخلق تحولات فكرية في ظلّ هذه الأوضاع الغير آمنة كان أمرًا دونه مصاعب جمّة إن لم يكن مستحيلًا٬ فإنتاج أيّ نظرية وعمل يحتاج إلى مناخ مستقر وآمن٬ وقد جاء شرح هذه المسألة في القرآن الكريم أيضًا في سورة النحل الآية٬ حيث يقول عزّ وجلّ: (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ). وسواءٌ كان الاضطراب الأمني ناجم عن الصراعات الداخلية أو العداوات الخارجية مثل الهجمات والحروب التي حدثت في عصر الدولة الصفوية من ناحية العثمانيين والأوزبك ضدّ الشعب الإيراني٬ فإنّ أجواء عدم الأمن والاستقرار شكّلت تحديات خطيرة للمدرسة الحكمية والعقلانية لجهة تحقيق التطور النظري والعملي٬ فأجواء الهرج والمرج والفوضى والمجتمع غير الآمن ليست هي المكان المناسب لطرح المباحث والقضايا الاستدلالية والبرهانية وجهود التنظير٬ لأنّ من لوازم نشر الفكر الاستدلالي وجود أرضية أو حاضنة أمنية مستقرة٬ فحينما ينعم المجتمع بالأمن والاستقرار يتمتّع حينئذٍ بالنعمة والسؤدد.

خلاصة البحث

 عاش الملا عبد الله البهابادي في عصر الشاه طهماسب الصفوي حيث استطاعت فيه إيران أخيرًا أن تنعم بحكومة شيعية بعد 900 سنة٬  كان هذا الشاه يكنّ احترامًا وافرًا لرجال الدين الشيعة ولذلك٬ انخرط رجال الدين ومنهم الملا عبد الله البهابادي في السياسة ليصبحوا جزءًا من السلطة السياسية٬ واستأثروا لأنفسهم بدور تأمين الوحدة الاجتماعية وحماة النظام السياسي. تميّزت الأوضاع في أوروبا في عصره بمفاهيم الفردانية والعقلانية٬ فدفعت مفاهيم مثل الوحي والدين نحو الهامش٬ ليصبح العقل المستقل متكئًا وحيدًا لهم٬ ومن ناحية ثانية٬ كانت أوضاع المنطقة الأمنية تشكّلت على نحوٍ أتاح للقوتين الجارتين السنّيتين أعني الأتراك العثمانيون في الغرب والأوزبك في الشرق تأجيج الاضطرابات وعدم الاستقرار على الحدود الإيرانية٬ حتى آلت الأمور إلى إبرام معاهدة صلح «آماسيه»٬ وعاشت إيران في أجواء الاستقرار والصلح لمدة  20 سنة٬ ولكن على الصعيد الداخلي كانت أوضاع البلاد مضطربة٬ والقوى المحلية تتصارع فيما بينها٬ فسادت في المجتمع الإيراني أجواء عدم الاستقرار الأمني والفكري٬ فمن ناحية٬ كان الصراع على أشدّه بين الحكام المحليين٬ ومن ناحية ثانية عمد الأخباريون والمتصوفة إلى بثّ عدم الاستقرار الفكري في إيران٬ مثال على ذلك٬ ممارسة الضغوط على مدرسة شيراز الفلسفية من قبل تحالف الأخباريين مع السلطة السياسية والذي أدّى إلى تهميش دور المدرسة المذكورة وتشتتها وهجرة رموزها٬ مثلًا٬ الملا عبد الله البهابادي إلى النجف الأشرف٬ الذي تبوّء منصب سادن الحضرة العلوية المطهرة.

بالعودة إلى السيرة العلمية والاجتماعية والسياسية للملا عبد الله فقد بيّنا في هذا البحث أنّ أفكار وآراء الملا عبد الله وأقرانه العلماء لم تختصّ بتاريخ محدّد ولا بالعصر الصفوي حصرًا٬ وإن كنّا نعتقد بأنّ هذا النهج الفكري قد أولى قضايا ومشاكل عصره أولوية خاصة٬ ولكن مع ذلك فمضمون هذا الفكر وعمقه يتوفّر على إمكانات واستعدادات عالية تتيح له أن يعالج قضايا ومشاكل عصرنا أيضًا٬ لذا٬ يتسنّى لنا أن نعرض مشاكل عصرنا على تراث وسيرة العلماء من أمثال الملا عبد الله البهابادي٬ وبفضل الحياة الإسلامية العقلانية القائمة على ترويج الرؤية الحكمية أو المقاربة العقلانية العرفانية التي تسعى إلى التوفيق بين الشريعة والحكمة نستطيع نحن أيضًا أن نعالج مشاكلنا وقضايا عصرنا دون أيّ إغماط أو تجاهل لدور العقل أو النقل.

 

اقتراح

نقدّم هنا اقتراحًا لحل مشكلة ابتليت بها المجتمعات الإسلامية والعلماء المسلمون٬ وبدّدت إمكاناتهم وطاقاتهم٬ وهي صوغ رؤية مركبة وتوفيقية من خلال تشكيل لجنة من أوائل العلوم٬ العلوم العقلية والعلوم النقلية والإشراقية٬ واجتناب تفسيق وتكفير بعضنا البعض٬ لأنّ الإسلام يتألف من مراتب ودرجات٬ وفهم وتفعيل هذه الدرجات يتطلّب تضافرها جميعًا٬ ومن أجل تعزيز هذا الاقتراح وتأييده ينبغي الرجوع إلى هاتين الوصيتين:

  • يقول الإمام الراحل (رحمه الله): يأتي أحدهم ويطالع أربع غزوات من غزوات الإسلام فيزعم أنه صار خبيرًا بالدين الإسلامي٬ والحال أنّك خبير في غزوات الإسلام فقط٬ عليك أن تقول أنّني خبير في هذا الجانب من الإسلام٬ والفقيه أيضًا لا يحقّ له أن يقول أنا خبير بالدين الإسلامي٬ بل أنا خبير بالفقه الإسلامي .... الفيلسوف أيضًا لا يحقّ له أن يدّعي ذلك٬ وإنّما يقول أنا طالعتُ هذا الجزء من المعقولات الإسلامية٬ وكذلك الباحث في الحكومة الإسلامية الذي اكتسب معلومات عنها وعن أوضاعها لا يحقّ له طرح مثل هذا الادعاء٬ لا أحد يستطيع أن يدّعي معرفة الإسلام إلّا من خبر جميع جوانب الإسلام وخاض في مراتبه المعنوية والمادية كافة٬ فهو وحده يستطيع القول أنا خبير بالدين الإسلامي.[72]
  • يقول العلامة الطباطبائي: طرق البحث في الحقائق وكشفها ثلاثة هي: طريق الظواهر الدينية (الفقه)، وطریق البحث العقلي (الفلسفة)، وطريق تزكية وتهذيب النفس (العرفان)، وقد سلك مسلمو كل مذهب واحدًا من هذه الطرق، والحال أنّ واحدًا منها فقط هو طريق الحق يقينًا٬ والطريقان الآخران باطلان، ولما كانت هذه الطرق الثلاثة يبطل بعضها بعضًا٬ وتتصارع فيما بينها٬ فقد سعى جمع من العلماء ببضاعته العلمية٬ حسب وسعه وفي عين اختلاف مشاربهم٬ إلى التوفيق بين الظواهر الدينية والمسائل العرفانية٬ مثل محيي الدين ابن عربي وعبد الرزاق الکاشاني، وابن فهد، والشهید الثاني، والفیض الکاشاني. وبعض آخر انبرى إلى الجمع بين الفلسفة والعرفان٬ مثل أبي نصر الفارابي والشیخ السهروردي صاحب الإشراق، والشیخ صائن الدین محمد ابن ترکه. وبعض ثالث راح يوفّق بين "الظواهر الدينية" و"الفلسفة"، مثل القاضي سعید وغیره. وبعض رابع أراد أن يوفّق بين المشارب الثلاثة جميعها، كابن سينا الذي كتب ذلك في جميع تفاسيره وكتبه، وكذلك فعل صدر الدين الشیرازي في كتبه ورسائله وسار على خطاه جمع آخر. ومع ذلك ظلّ الخلاف بين هذه المشارب الثلاثة عميقًا ومتجذرًا لدرجة لم يستطع معها حتى هؤلاء الأفذاذ أن يعملوا على إزالته، فكلما بذلوا جهودًا في قطع دابر الخلاف٬ نجد أنّهم زادوا من تجذّره أكثر فأكثر، وكلما عملوا على إطفاء ناره زادت شعلته أوارًا واضطرامًا[73].

 

 

[1]- رضا عیسی­نیا، أستاذ مساعد وعضو الهيئة العلمية في أكاديمية العلوم والثقافة الإسلامية٬ كلية العلوم والفكر السياسي این آدرس ایمیل توسط spambots حفاظت می شود. برای دیدن شما نیاز به جاوا اسکریپت دارید و easaniya@yahoo,com

[2] - حول مفهوم كلمة معاصر اختلفت الآراء وتشعبت٬ ولا بدّ من القول بأنّه مفهوم غامض وجدلي٬ فبعض المختصين في المجالات الدراساتية أماط اللثام عن معنى هذا المفهوم٬ وحدّد له فترة زمنية معينة٬ من الآراء المطروحة في هذا المجال نذكر: 1- كلمة المعاصر في أوسع معانيها تشمل فترة ما بعد القرون الوسطى. 2- البعض اعتبر أنّ المعاصر يشمل بداية القرن العشرين فما بعد 3- وهناك من حدّد المفهوم بسنة 1950 فما بعد 4- أو بعد ظهور ما بعد الحداثة أي سنة 1970م 5- البعض اعتقد أنّ كلمة المعاصر تشير إلى سنوات ما بعد الحرب العالمية الثانية (1945م) (محمود فتوحی، تاریخ ادبی و بحران در استنباط معنای معاصر، مجلة نامه فرهنگستان 9/4، طهران، بهمن 1386،  صص 11-12).

[3] - الملا عبد الله البهابادي عالم متعدد المواهب فقد برع في علوم التفسير والفقه والأصول والفلسفة والمنطق والكلام والبلاغة.

[4] - لا يتعاطى الظاهراتي (الفنومنولوجي) مع الأعيان أو مع الشكل في نفسه٬ وإنّما يتعاطى مع معانيها ومفاهيمها.

[5] - الملاحظات في أعلاه حول الفنومنولوجيا عبارة عن تصوّرات مقتبسة من جهانگیر، معینی علمداری، در آمدی بر مطالعه پدیدار شناختی تاریخ ایران، مجلة مطالعات ملی، السنة التاسعة، العدد 4، 1387، صص 12الی 19.

[6] - بیجن عبد الکریمی «ضرورت مواجهة پدیدارشناسانه با تاریخ و غرب»٬ مجلة رواق اندیشه، السنة الأولى، العدد 1، مرداد و شهریور 1394.

[7] - المؤتمر الدولي لتكريم العلامة الملا عبد الله البهابادي الیزدي، مجموعة المقابلات والحوارات واللقاءات في المؤتمر الدولي لتكريم العلامة الملا عبد الله البهابادي اليزدي٬ إعداد: أصغر ميرزا پور٬ يزد٬ بهاباد٬ منشورات الملا عبد الله، 1395، ص 20.

[8] - عباس­ علی، مردی، 1395، شناخت­نامه، إعداد: الأمانة العامة للمؤتمر الدولي لتكريم العلامة الملا عبد الله البهابادی الیزدی، یزد، بهاباد، منشورات الملا عبد الله، ص 54. نقلًا عن أمین أحمد، الرازي، 1378، تذکره هفت اقلیم، ج 1، طهران، سروش، ص 155.

[9] - المؤتمر الدولي لتكريم العلامة الملا عبد الله البهابادي الیزدي، مجموعة المقابلات والحوارات واللقاءات في المؤتمر الدولي لتكريم العلامة الملا عبد الله البهابادي اليزدي٬ إعداد: أصغر ميرزا پور٬ يزد٬ بهاباد٬ منشورات الملا عبد الله، 1395، ص 39.

[10] - المؤتمر الدولي لتكريم العلامة الملا عبد الله البهابادي الیزدي، مجموعة المقابلات والحوارات واللقاءات في المؤتمر الدولي لتكريم العلامة الملا عبد الله البهابادي اليزدي٬ إعداد: أصغر ميرزا پور٬ يزد٬ بهاباد٬ منشورات الملا عبد الله، 1395، ص13. كلمة سماحة قائد الثورة الإسلامية في جمع من الفضلاء ورجال الدين من محافظة يزد في سنة 2007 م.

[11] - يقول مؤلف كتاب تاريخ النجف الأشرف: «ولاه سدانة الحرم الشریف والاشراف علی البلد و من هنا شلت ید النقیب عن سلطه­البلد...» محمد حسین حرز الدین، تاریخ النجف الأشرف، ج1، ص 224-225. يشير هذا الأمر إلى أنّه بتولّي الملا عبد الله هذا المنصب قد خرجت سدانة الحرم المطهر من أيدي الأشراف السادة إلى غير السادة٬ كما يشير إلى نطاق مسؤوليات السدانة والتي كانت تشمل بالإضافة إلى الحرم حاكمية مدينة النجف الأشرف أيضًا (حسن عبدی ­پور، بررسی و تحلیل سیره علمی و عملی، إعداد الأمانة العامة للمؤتمر الدولي لتكريم العلامة الملا عبد الله البهابادي اليزدي٬ منشورات الملا عبد الله، 1395، ص 79 نقلًا عن حرز الدین، صص 224-225.) المؤتمر الدولي لتكريم العلامة الملا عبد الله البهابادي الیزدي، مجموعة المقابلات والحوارات واللقاءات في المؤتمر الدولي لتكريم العلامة الملا عبد الله البهابادي اليزدي٬ إعداد: أصغر ميرزا پور٬ يزد٬ بهاباد٬ منشورات الملا عبد الله، 1395، ص13. كلمة سماحة قائد الثورة الإسلامية في جمع من الفضلاء ورجال الدين من محافظة يزد في سنة 2007 م.

[12] - الشاه إسماعیل ۲۳​​​​​​​ سنة، 2- الشاه طهماسب ۵۴ سنة، 3- الشاه إسماعیل الثاني سنة واحدة، 4- السلطان محمد خدابنده ۱۰ سنوات، 5- الشاه عباس ۴۲ سنة، 6- الشاه صفي ۱۴سنة، 7- الشاه عباس الثاني ۲۵ سنة، 8- الشاه سلیمان ۲۸ سنة، 9- الشاه سلطان حسین ۲۰​​​​​​​ سنة، 10- الشاه طهماسب الثاني ۱۰ سنوات، 11- الشاه عباس الثالث ۳ سنة.

[13] - نوائی و غفاری فرد، 1381 ٬ ص 298.

[14] -  السید محمد علي، حسیني ­زاده، 1387، اندیشه سیاسی محقق کرکی، قم، بوستان کتاب، صص 30 - 34.

[15] - حسن عبدی ­پور، بررسی و تحلیل سیره علمی و عملی، إعداد الأمانة العامة للمؤتمر الدولي لتكريم العلامة الملا عبد الله البهابادي اليزدي٬ منشورات الملا عبد الله، 1395، ص 27. نقلًا عن محمد مفید بافقی، جامع مفیدی، ج 3، ص 331.

[16] - (حسن عبدی ­پور، بررسی و تحلیل سیره علمی و عملی، إعداد الأمانة العامة للمؤتمر الدولي لتكريم العلامة الملا عبد الله البهابادي اليزدي٬ منشورات الملا عبد الله، 1395، ص 37. نقلًا عن میرزا عبد الله أفندی، ریاض­ العلما، ج 3، ص 191. والسید مصطفی الحسیني المازندراني، شرح نفیس حاشیه ملا عبد الله، ج 1، ص 15. لمزيد من المعلومات عن خصائص الملا عبد الله راجع بعض المصادر مثل: 1- أعلام الشیعة (آغا بزرگ طهرانی) 2- أمل  الآمل (الشیخ الحر العاملي) 3- الذریعة ( آغابزرگ طهرانی) 4- أعیان الشیعة (السید محسن الأمین) 5- کتاب روضات الجنات.

[17] - أحد أساتذة الملا عبد الله أمیر غیاث ­الدین منصور دشتکی الشیرازي. وقد قال عنه ذبیح ­الله صفا: في سنّ العشرين فرغ من تحصيل جميع علوم زمانه وكُلّف من قبل الشاه إسماعيل بتعمير مرصد مراغة. وفي عهد الشاه طهماسب تولى بصورة مشتركة مع میر جلال ­الدین محمد الاستر آبادي للفترة من 936 هـ إلى 938 هـ منصب الصدارة٬ وبعد خلافه مع المحقق الكركي يُعزل من منصبه بحضور الشاه طهماسب ليعود أدراجه إلى شيراز (حسن عبدی ­پور، بررسی و تحلیل سیره علمی و عملی، إعداد الأمانة العامة للمؤتمر الدولي لتكريم العلامة الملا عبد الله البهابادي اليزدي٬ منشورات الملا عبد الله، 1395، صص 28-29 . نقلًا عن ذبیح ­الله صفا، تاریخ ادبیات در ایران، ج 5، صص 299و 300.). ومن أساتذته أيضًا جمال­ الدین محمود الشیرازي من الحكماء المشهورين في مدرسة شيراز الفلسفية٬ ومن تلامذة هذا الأستاذ أيضًا نذكر: 1- مولانا أحمد الأردبیلي ( الشهير بالمقدس الأردبيلي) 2- عبد الله الشوشتري 3- عبد الواحد الشوشتري 4 الخواجه أفضل ترکه 5- أحمد کرد 6- أمیر فخر الدین سماکی 7- شاه أبو محمد الشیرازي 8- میرزا خان 9- أمیر فتح ­الله الشیرازي (حسن عبدی ­پور، بررسی و تحلیل سیره علمی و عملی، إعداد الأمانة العامة للمؤتمر الدولي لتكريم العلامة الملا عبد الله البهابادي اليزدي٬ منشورات الملا عبد الله، 1395، ص 30. نقلًا عن أمین أحمد الرازی٬ کلکتا، هفت اقلیم، ج 1، ص 227).

[18] - يقال أنّه في أواخر عمر الملا عبد الله قلبت الدولة الصفوية ظهر المجن لعلوم المعقول٬ والدليل على ذلك مجزرة الفلاسفة والعرفاء في قزوين بعد سنوات من وفاة العلامة اليزدي (حسن عبدی ­پور، بررسی و تحلیل سیره علمی و عملی، إعداد الأمانة العامة للمؤتمر الدولي لتكريم العلامة الملا عبد الله البهابادي اليزدي٬ منشورات الملا عبد الله، 1395،  ص 165.)

[19] - غودین، روبرت،1381،فلسفه سیاسی معاصر، ترجمة: موسی، اکرمی، طهران؛ وزارة الخارجية، ص 250.

[20] -طبعًا لا بد من الإشارة إلى أنّ «الجنون» في السياسة كانت له مكانة وأهمية خاصة ولا سيّما في الأدبيات العالمية٬ كما يوجد في أدبياتنا وأعرافنا موضوع بعنوان عقلاء المجانين٬ فهؤلاء كانوا يتمتعون بهامش من الحرية الداخلية والخارجية بسبب جنونهم٬ ولذلك كان بمقدورهم تخطّي بعض المفاهيم السائدة والمقدسة في عصرهم٬ وطرح آراء جديدة بدءًا بعلاقة الإنسان بربه وانتهاًء بعلاقته جهاز السلطة. ولا بدّ من تحرّي الآراء والمقاربات الخاصة بالجنون في الغرب في الأعمال الأدبية لإيراسموس وباختين وفوكو. وأشهر عمل كلاسيكي حول الجنون في الغرب صدر عن گيرت گيرتس1536-1469م أي إيراسموس الكاتب والمفكر الهولندي٬ الذي ألّف كتابه في مديح الحماقة في سبعة أيام٬ وكان أول كتاب في أوضاع وأحوال القرون الوسطى وقد كتبه بلغة السخرية والنقد الصريح اللاذع. ويشير في كتابه إلى أنّ أقدر الناس على الوقوف بوجه سلطة الحكام وتحديدها النقد والسخرية والهزل أو في الحقيقة الجنون واللاعقل (ايراسموس، 1383، ص 95).

[21] -  حمید عنایت ، بنیاد های فلسفه سیاسی غرب از هراکلیت تا هابز ، طهران ، فرهمند ، 1349 ،  صص 137 – 165 .

[22] - سکینر، کوينتین ، ميكافيللي، ترجمة: عزت الله فولاوند ، ط. 3 ٬ طهران: طرح نو 1375، ص 55.

[23] - المؤتمر الدولي لتكريم العلامة الملا عبد الله البهابادي الیزدي، مجموعة المقابلات والحوارات واللقاءات في المؤتمر الدولي لتكريم العلامة الملا عبد الله البهابادي اليزدي٬ إعداد: أصغر ميرزا پور٬ يزد٬ بهاباد٬ منشورات الملا عبد الله، 1395، ص 39.

[24] - کاکائي، قاسم، مقصودی، عزت، 1387، وجود ذهنی از دیدگاه فیلسوفان مکتب شیراز، مجلة معرفت فلسفی، العدد 22، ص 43.

[25] - توراني، أعلی، سلطان أحمدي، منیره، مکتب شیراز و زیرساخت­های فلسفی حکمت متعالیه، مجلة تاریخ فلسفه، ربيع 1391، العدد 8 (صص 119 - 132) ص 120.  نقلًا عن کاکائي، قاسم، 1375، آشنایی با مکتب شیراز، مجلة خردنامه صدرا، العدد 3، ص 82.

[26] - بعض الأسماء اللامعة في مدرسة شيراز الفلسفية: القاضي البیضاوي، العلامة قطب الدین الشیرازي، القاضي عضد الدین الإیجي، میر سید شریف جرجانی، میر صدر الدین محمد دشتکی في (سینه سنه)، العلامة جلال الدین دواني، میر غیاث الدین منصور دشتکي، فاضل خفري وصدر الدين الشيرازي.

[27] - يذكر الشهيد مطهري في الطبقة الثامنة عشرة للفلاسفة المسلمين أسماًء من قبيل سید الحکماء محمد بن إبراهیم حسینی دشتکي الشیرازي (نفسه صدر الدین دشتکي وسید سند) والملا جلال الدین دوانی٬ ويعدّهما من أعظم الفلاسفة وحكماء المعقول في مدرسة شيراز الفلسفية٬ كذلك يعلن في نفس الكتاب أنّ أحد الأشخاص المندرجين في الطبقة العشرين من الفلاسفة وأحد رجال مدرسة شيراز الفلسفية هو الملا عبد الله البهابادي اليزدي (حسن عبدی­پور، بررسی و تحلیل سیره علمی و عملی، إعداد الأمانة العامة للمؤتمر الدولي للعلامة الملا عبد الله البهابادي الیزدي، یزد، بهاباد، منشورات الملا عبد الله، 1395، ص 179. نقلًا عن مطهري، مرتضی، مجموعه آثار شهید مطهری، ج 14، باب طبقات الفلاسفة المسلمين، ص)

[28] - حسین، نصر، معارف اسلامی در جهان معاصر، ص 40.

[29] - محسن، الوستانی مفرد، مکاتب فلسفی- اسلامی، در ایران (مکتب اصفهان، مکتب شیراز و مکتب تهران) صحيفة رسالت، الأربعاء 6 اردیبهشت 1385، العدد 5847، ص 18.

[30] - يستعرض المؤرّخ فلاديمير مينورسيكي في «تذكرة الملوك» المناصب التي تبوّأها رجال الدين في العصر الصفوي بقوله­: المناصب العالية التي تبوّأها رجال الدين في العصر الصفوي عبارة عن: الصدر٬ شيخ الإسلام٬ القاضي٬ قاضي عسكر. أحيانًا كانت أسماء هذه المناصب تتغير في مرحلة ما من العصر الصفوي٬ أو عندما يتمّ إدغام وظائف منصب في منصب آخر. «منصب الصدر» كان موجودًا منذ عصر الشاه إسماعيل الأول.

[31] - حسن عبدی­پور، بررسی و تحلیل سیره علمی و عملی، إعداد الأمانة العامة للمؤتمر الدولي للعلامة الملا عبد الله البهابادي الیزدي، یزد، بهاباد، منشورات الملا عبد الله، 1395، صص 28 - 29. نقلًا عن ذبيح الله صفا٬ تاريخ ادبيات در ايران٬ ج 5، صص 299 و 300.

[32] - قاسم کاکائي، مکتب فلسفی شیراز» مشعل فلسفه‌ی اسلامی را افروخته نگاه داشت،21/3/1401، موقع مرکز دائرة المعارف الإسلامية الكبرى (مرکز الأبحاث الإيرانية الإسلامية) https://www.cgie.org.ir/fa/news/267031/ -

[33] - قاسم کاکائي، روایتی از؛ مکتب فلسفی شیراز، السبت 5 شهریور، 1384 وكالة أنباء الطلبة الجامعيين الإيرانيين (ایسنا) https://www.isna.ir/news/fars-11443/

[34] - حسن عبدی­پور، بررسی و تحلیل سیره علمی و عملی، إعداد الأمانة العامة للمؤتمر الدولي للعلامة الملا عبد الله البهابادي الیزدي، یزد، بهاباد، منشورات الملا عبد الله، 1395، ص 179.

[35] - محسن، الوستانی مفرد، مکاتب فلسفی- اسلامی در ایران (مکتب اصفهان، مکتب شیراز و مکتب تهران)٬ صحيفة رسالت، الأربعاء 6 اردیبهشت 1385، العدد 5847، ص 18. نقلًا عن مرتضی مطهری، مجموعه مقالات شهید مطهری، ص 153.

[36] - محسن، الوستانی مفرد، مکاتب فلسفی- اسلامی در ایران (مکتب اصفهان، مکتب شیراز و مکتب تهران) صحيفة رسالت، الأربعاء 6 اردیبهشت 1385، العدد 5847، ص 18. نقلًا عن صدر الدين الشيرازي، الأسفار الأربعة، ج 7، ص 327.

[37] - المؤتمر الدولي لتكريم العلامة الملا عبد الله البهابادي الیزدي، مجموعة المقابلات والحوارات واللقاءات في المؤتمر الدولي لتكريم العلامة الملا عبد الله البهابادي اليزدي٬ إعداد: أصغر ميرزا پور٬ يزد٬ بهاباد٬ منشورات الملا عبد الله، 1395، ص 49.

[38] - أصغر میرزا پور، مصاحبه­ها، 1395، الأمانة العامة للمؤتمر الدولي لتكريم العلامة الملا عبد الله البهابادي اليزدي، یزد، بهاباد، منشورات الملا عبد الله،  ص 165.

[39] - صفا، تاریخ ادبیات ایران، ج 1، /5، ص 256.

[40] -  حامد، مصطفوی فرد، ریشه­های مکتب اخبارگری، مجلة فقه و اصول، السنة 54، العدد 4، العدد التسلسلي 131، شتاء 1301،(صص 194-175)، ص 178.

[41] -  حامد، مصطفوی فرد، ریشه­های مکتب اخبارگری، مجلة فقه و اصول، السنة 54، العدد 4، العدد التسلسلي 131، شتاء 1301،(صص 194-175)، ص 188. نقلًا عن مکارم شیرازی، ناصر، دایرة المعارف الفقه المقارن، قم، الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام»، 1427هـ، 1/119.

[42] -  حامد، مصطفوی فرد، ریشه­های مکتب اخبارگری، مجلة فقه و اصول، السنة 54، العدد 4، العدد التسلسلي 131، شتاء 1301،(صص 194-175)، ص 188. نقلًا عن نخبة من المؤلفين، دایرة ­المعارف تشیع، طهران، منظمة دایرة ­المعارف تشیع، 1372،2/12.

[43] -  حامد، مصطفوی فرد، ریشه­های مکتب اخبارگری، مجلة فقه و اصول، السنة 54، العدد 4، العدد التسلسلي 131، شتاء 1301،(صص 194-175)، ص 188. نقلًا عن ربانی، فقه و فقهای امامیه در گذر زمان، طهران، الدولية للطباعة والنشر، 1390، ص 32.

[44] -  حامد، مصطفوی فرد، ریشه­های مکتب اخبارگری، مجلة فقه و اصول، السنة 54، العدد 4، العدد التسلسلي 131، شتاء 1301،(صص 194-175)، ص 189. نقلًا عن (اسلام و مقتضیات زمان، 1/15) مطهری، مرتضی، اسلام و مقتضیات زمان،، طهران، صدرا، 1419، 1/15.

[45] - الصدر، محمد باقر، المعالم الجدیدة للأصول، قم، مؤتمر الشهید الصدر، 1379، 1/60.

[46] - عباس­ علي، مردي، 1395، شناخت­نامه، إعداد: الأمانة العامة للمؤتمر الدولي لتكريم العلامة الملا عبد الله البهابادی الیزدی، یزد، بهاباد، منشورات الملا عبد الله، ص 54. نقلًا عن أمین أحمد، الرازي، 1378، تذکره هفت اقلیم، ج 1، طهران، سروش، ص 155.

[47] - مرتضی، مطهری، سیری در نهج ­البلاغه، قم، مرکز دار التبلیغ اسلامی، ط. 2، 1354، ص 46.

[48] - یحیی، بوذری ­نجاد، حسین، ایرانپور، پیامدهای سیاسی- اجتماعی ظهور جریان اخباری­گری در دوره صفویه، مجلة پژوهش­های ایران شناسی، السنة 12، العدد 1، العدد التسلسلي 23، ربيع وصيف، 1401، صص 45 - 66) ص 45.

[49] - ذكر ذلك الملا عبد الله بن صالح السماهیجي في كتاب منیة الممارسین في جوابه على أسئلة الشيخ یاسین البحرینی (م 1147هـ). یحیی، بوذری ­نجاد، حسین، ایرانپور، پیامدهای سیاسی- اجتماعی ظهور جریان اخباری­گری در دوره صفویه، مجلة پژوهش­های ایران شناسی، السنة 12، العدد 1، العدد التسلسلي 23، ربيع وصيف، 1401، صص 45 - 66) ص 50 نقلًا عن رسول، جعفریان، 1373، میراث اسلامی ایران، ج 4، قم ، مكتبة آية الله المرعشي النجفي، صص 397 - 398.

[50] - للتعرّف على خصائص الأخباريين أنظر: مرتضی، مطهری، ده گفتار، طهران، منشورات صدرا، ط. 4، خريف، 1367، ص 104. مرتضی، مطهری، آشنایی با علوم اسلامی، ج 3، طهران، منشورات صدرا، ط. 6، صيف 1368، ص 21. مرتضی، مطهری، تعلیم و تربیت در اسلام، طهران، منشورات صدرا، ط. 48، خرداد 1385، ص 207.

[51] - محمد أمین، الإستر آبادي، 1395، دانشنامه شاهی، تصحیح: مهدي حاجیان و علي أکبر زال ­پور، طهران، حکمت و اندیشه، صص 193 و 198)

[52] - یحیی، بوذری ­نجاد، حسین، ایرانپور، پیامدهای سیاسی- اجتماعی ظهور جریان اخباری­گری در دوره صفویه، مجلة پژوهش­های ایران شناسی، السنة 12، العدد 1، العدد التسلسلي 23، ربيع وصيف، 1401، صص 45 - 66) ص 50.

[53] - یحیی، بوذری ­نجاد، حسین، ایرانپور، پیامدهای سیاسی- اجتماعی ظهور جریان اخباری­گری در دوره صفویه، مجلة پژوهش­های ایران شناسی، السنة 12، العدد 1، العدد التسلسلي 23، ربيع وصيف، 1401، صص 45 - 66) ص 62.

[54] - جان، شاردن، 1375، سفرنامه شاردن، ترجمة: اقبال یغمایی، ج 3، طهران، توس، ص 1279.

[55] - محمد أمین، الإستر آبادي، والسید نور الدین العاملي، 1424هـ، الفوائدالمدنیة والشواهد المکیة، قم، مؤسسة النشر الإسلامي (التابعة لرابطة المدرسين)، ص 535.

[56] - رولا جردي أبي صعب، ورضا مختاری خوئي، 1398، «آیا محمد امین استرابادی مجتهد بود؟» مجلة پژوهش در تاریخ، السنة 9، العددان 23-24، (صص 23-24) ص 86.

[57] - میرزا حسین، نوري طبرسي، 1374، فیض قدسي؛ زندگینامه علامه محمدباقر مجلسی، ترجمة: السید جعفر نبوي، طهران، علمی و فرهنگی، صص 190-194.

[58] - حمید، حاجیان ­پور، روابط ایرانیان و اوزبکان در دوره شاه طهماسب صفوی، مجلة علمی – پژوهشی٬ كلية الآداب والعلوم الإنسانية٬ جامعة أصفهان، السنة الثانية، العددان 18 و19، خريف وشتاء 1378، (صص 60- 35)ص 46.

[59] - یحیی، بوذری ­نجاد، حسین، ایرانپور، پیامدهای سیاسی- اجتماعی ظهور جریان اخباری­گری در دوره صفویه، مجلة پژوهش­های ایران شناسی، السنة 12، العدد 1، العدد التسلسلي 23، ربيع وصيف، 1401، صص 45 - 66) ص 60 نقلًا عن صدر الدين الشيرازي، 1981م، الحکمة المتعالیة في الأسفار العقلیة الأربعة، المجلد 1، بیروت٬ دار إحیاء التراث، ج 1، صص 5-7.

[60] - مرتضی، مطهري، تعلیم و تربیت در اسلام، طهران، منشورات صدرا، ط. 48، خرداد 1385، ص 207.

[61] - أصغر میرزا پور، مصاحبه­ها، 1395، الأمانة العامة للمؤتمر الدولي لتكريم الملا عبد الله البهابادي الیزدي، یزد، بهاباد، منشورات الملا عبد الله،  صص 99 - 105.

[62] - الأمانة العامة للمؤتمر الدولي لتكريم الملا عبد الله البهابادي الیزدي، شناخت نامه، المؤتمر الدولي لتكريم العلامة عبد الله البهابادي الیزدي، 1395،، یزد، بهاباد ، منشورات العلامة عبد الله البهابادي الیزدي، ص61. نقلًا عن أفندي، المیرزا عبد الله، ریاض العلما، ج 5، ص 95.

[63] - أصغر میرزا پور، مصاحبه­ها، 1395، الأمانة العامة للمؤتمر الدولي لتكريم الملا عبد الله البهابادي الیزدي، یزد، بهاباد، منشورات الملا عبد الله،  ص 120.

[64] - الأمانة العامة للمؤتمر الدولي لتكريم الملا عبد الله البهابادي الیزدي، مجموعة مقالات المؤتمر الدولي لتكريم العلامة عبد الله البهابادي الیزدي، ج 3، ط. 1 ٬ خريف ، 1396، یزد، بهاباد ، منشورات العلامة عبد الله البهابادي الیزدي، مقالة عبد الرحیم شهریاري، «حاشیه بر حاشیه شرح جدید تجرید، تجلی­گاه کلام و حکمت برهانی ملاعبدالله بهابادی»، ص16.

[65] - الأمانة العامة للمؤتمر الدولي لتكريم الملا عبد الله البهابادي الیزدي، مجموعة مقالات المؤتمر الدولي لتكريم العلامة عبد الله البهابادي الیزدي، ج 3، ط. 1 ٬ خريف ، 1396، یزد، بهاباد ، منشورات العلامة عبد الله البهابادي الیزدي، مقالة عبد الرحیم شهریاري، «حاشیه بر حاشیه شرح جدید تجرید، تجلی­گاه کلام و حکمت برهانی ملاعبدالله بهابادی»، ص19.

[66] - حسن بیگ روملو، احسن التواریخ، إعداد: الدکتور عبد الحسین نوایی، طهران، 1349هـ. ص 87.

[67] - لمزيد من الاطلاع عن الأوضاع الأمنية في إيران في عهد الشاه طهماسب في السنوات 930 - 934 هـ أنظر: كتاب 1- روجر سیوری، ایران عصر صفوی، ترجمة: کامبیز عزیزی، طهران، منشورات مرکز، 1379، صص 50-51. 2- حسن بیگ روملو، احسن التواریخ، صص 274-308.)

[68] - جون، ال، سپوزیتو، تامارا سان، جون.اُ. وال، دولت و جنبش­های اسلامی معاصر، ترجمة: علی رضا سمیعی اصفهانی، محمد حاجی پور، طهران، نگاه معاصر، 1396، ص 124.

[69] - شاه طهماسب، تذکره شاه تهماسب، ص 21.

[70] - حمید، حاجیان­پور، روابط ایرانیان و اوزبکان در دوره شاه طهماسب صفوی، مجلة علمی – پژوهشی كلية الآداب والعلوم الإنسانية٬ جامعة أصفهان، السنة الثانية، العددان 18 و19، خريف وشتاء 1378، (صص 60- 35) ص 39.

[71] - حمید، حاجیان­پور، روابط ایرانیان و اوزبکان در دوره شاه طهماسب صفوی، مجلة علمی – پژوهشی كلية الآداب والعلوم الإنسانية٬ جامعة أصفهان، السنة الثانية، العددان 18 و19، خريف وشتاء 1378، (صص 60- 35) ص 53.

[72] - الإمام الخمیني، روح الله، صحیفه نور، ج 8 ، ص 72 .

[73] - العلامة الطباطبائي، محمد حسین ، ترجمة وتفسیر المیزان ، ج 5 ، 460 .

الأستاذ المساعد الدكتورة أحلام مجلي الشبلي

أستاذة الفلسفة الإسلامية والمنطق في كلية الآداب جامعة الكوفة

 

تعد حاشية الملا عبدالله اليزدي في المنطق من اهم الحواشي التي جاءت لشرح وتوضيح مفردات ...

بقلم: رضا باذلي*

ترجمة: حسين صافي

ملخص:

يقسّم الحكماء المسلمون العلم الحصولي إلى تصوّر وتصديق٬ وكل منهما إلى بديهي ونظري. فالتصديق البديهي يطلق على مجموعة التصديقات والقضايا التي تحصل دونما حاجة ...

حاشية الملا وكتاب "الجوهر النضيد" للعلامة الحلي: دراسة مقارنة

بقلم: عبد الرضا عسکری وادقانی*

ترجمة: حسين صافي

ملخص:

العلامة الحلي أشهر علماء الشيعة في القرن الثامن الهجري٬ دوّن العديد من ...

«حاشية» الملا عبد الله و«المنطق» للعلامة المظفر

دراسة مقارنة

بقلم: محمد رشیدزاده*

ترجمة: حسين صافي

ملخص:

كتاب «الحاشیة» للملا عبد الله و «المنطق» للعلامة محمد رضا المظفر من بين المناهج الدراسية ...

 

بقلم: خلیل آقائی[1]

ترجمة: حسين صافي

ملخص:

قلم الكاتب مرآة تعكس صورة نفسه وخصوصية خصاله٬ ويصدق هذا على ما يرشح عن هذا القلم من تأليف وشرح وحاشية ويقدّم لنا جملة فوائد منها فهم المقاربة النقدية ...

 

"دراسة تحليلية"

بقلم: حسن عبدی­پور[1]

اصغر میرزاپور[2]

ترجمة: حسين صافي

ملخص:

لا شكّ في أنّ سيرورة الأبحاث التاريخية وتكوين الآراء بشأن نشأة التيارات والفرق الإسلامية والانشقاقات التي حدثت في ...

 

بقلم: عبدالرحیم شهریاری

ترجمة: حسين صافي

ملخص

العلّامة العارف بالله الملا عبد الله البهابادي اليزدي أحد العلماء الشيعة المتعدّدي المواهب والفنون. إذ كان في طليعة مجايليه وطارت شهرته في الآفاق ...

 

"الملا عبد الله الیزدي وآل الملالي"

بقلم: أحمد جنت امانی*

ترجمة: حسين صافي

 

ملخص:

آل «الملالي» لقب أطلق على أسرة الملا عبد الله البهابادي اليزدي٬ التي أنجبت على مدى ثلاثة قرون أي من أواخر ...

بقلم: محمدحسین متقیان[1]

ترجمة: حسين صافي

ملخص:

التوحيد هو المحور الذي تدور حوله تعاليم الإسلام وأهم رسالة في القرآن الكريم. ويتجلّى ذلك بوضوح في آيات القرآن والأحاديث٬ بحيث أنّ ثلث الآيات ذات صلة ...

"حاشیة على حاشية الشرح الجديد للتجريد"

تجليات الكلام والحكمة البرهانية عند العلامة عبد الله البهابادي

 

بقلم: عبدالرحیم شهریاری

ترجمة: حسين صافي

ملخص:

يتناول المقال بالبحث والتمحيص كتاب حاشية ...

بقلم: الدكتور حسن عبدي پور

ترجمة: حسين صافي

 

ملخص

 

في هذا المقال نحاول بالاستعانة بأسلوب التحليل المفهومي النظري للمصطلح العلمي «استراتيجية» و«أصول عملية اختيار الاستراتيجية» في إطار الفكر ...

 

 

معارف الرجال

نویسنده    محمد حرزالدین

تاریخ نگارش    قرن چهاردهم

موضوع   تراجم

زبان عربی

مجموعه   ۳ جلدی

اطلاعات نشر

ناشر کتابخانه آیت الله مرعشی نجفی

تاریخ نشر ۱۳۶۵ق

 

مَعارِفُ ...

بقلم: حامد صدر[1]

ترجمة: حسين صافي

ملخص:

قالوا في تعريف علم المنطق بأنّه: تعليم القواعد العامة للتفكير الصحيح حتى ينتقل الذهن إلى الأفكار الصحيحة في جميع العلوم. لقد عنيت الحضارة الإسلامية بهذا ...

الدكتور حسن عبدي پور

تاريخ الحضرة العلوية المطهرة

يُعزى شرف مدينة النجف الأشرف وقدسيتها إلى وجود الحرم الطاهر لمولى المتّقين الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) فيها٬ وكان الإمام (ع) ...

موقع القضية الطبيعية من منظار الملا عبد الله اليزدي

بقلم: محمد حسین ایراندوست*

ترجمة: حسين صافي

ملخص

من المعروف أنّ «القضية الطبيعية» هي إحدى الأقسام الأربعة للقضية الحملية باعتبار الموضوع. صدور ...

علی عباس‌پور*

ترجمة: حسين صافي

ملخص

لعلم التفسير مكانة فريدة ليست لأيٍّ من العلوم الإسلامية٬ والإحاطة بمفاهيم القرآن تطلّبت ظهور علوم أولية مثل علم الصرف والنحو والقراءة والبلاغة (المعاني والبيان ...

 

أمیرحسین عرفانی

ترجمة: حسين صافي

ملخص:

ما فتئ العصر الصفوي منذ القدم وحتى اليوم عرضة لسهام نقد العديد من الكتّاب في الداخل والمستشرقين الأجانب في الخارج٬ وطُرحت آراء وعقائد مختلفة فيما يخصّ ...

المنهج التفسيري للملا عبد الله البهابادي اليزدي

"تفسير درة المعاني في تفسير السورة والفاتحة نموذجًا"

إبراهیم حسن‌ پور*

أصغر میرزاپور**

ترجمة: حسين صافي

ملخص:

الملا نجم‌ الدین عبد الله‌ بن ‌شهاب ...

عظیم عابدینی*

حبیب ‌الله یوسفی**

حسن عبدی بور***

ترجمة: حسين صافي

ملخص

يضمّ التراث العلمي للمفسر الکبیر والفیلسوف الشهیر العلامة الملا عبد الله البهابادي اليزدي مصنّفات في علم التفسير. وذلك ...

 

نبذة:

عاش الحکيم البهابادي اليزدي في عصر الحکومة الصفوية، و إذا أردنا تحليل دور الفکر المهدوي في التحولات الثقافية في عصره يحتاج ذلک إلى تسليط الضوء على الأجواء الفکرية و الثقافية السائدة في ...

«التحشية» و تأثیرها على ازدهار علوم المسلمين

(مع التأکيد على مصنفات الملا عبد الله البهابادي)

محمد تقی ربانی

يتمحور المقال حول موضوع جهود العلماء المسلمين في التحشية على آثار السلف، حيث يبين ...

ابراهیم ابراهیمی

نبذة:

«ارشادالاذهان فی احکام الایمان» واحد من المصادر الفقهية المعتبرة التي کتبت حوله حواشي و شروح کثيرة، منها حاشية العلامة الملا عبد الله البهابادي. و هي حاشیة محض استدلالیة یحتل ...

 

رشید زاده

نبذة:

تعتبر «حاشیة» الملا عبد الله البهابادي الیزدي و «المنطق» للشیخ المظفر من بین المناهج الحوزویة لدراسة علم المنطق و لطالما کان هذان المصدران محط اهتمام طلبة العلوم الدینیة و ...

 

 

علی عباس­پور

نبذة:

یحتاج علم التفسیر إلی بعض العلوم التمهیدیة مثل علم النحو و الصرف و القراءة و البلاغة (المعاني، البیان، البدیع) و ذلک من أجل فهم ظاهر القرآن، لأنّ الشیعة تعتقد بأنّ القرآن ...

نبذة:

کان فنّ تدوین التراجم شائعاً في تاریخ الحضارة الإسلامیة لا سیّما في القرون المتأخرة. لقد تکلّم کتّاب التراجم عن معاصریهم و متقدمیهم بحسب طبیعة نظرتهم العلمیة و الظروف التاریخیة الخاصة. یعدّ ...

نبذة:

الکتابة هي انعکاس لشخصیة الکاتب و خصاله، و تنطبق هذه المقولة علی الکتب المستقلة و علی التحشیات و الشروح سواء بسواء، و تعود علینا بفوائد من قبیل فهم رؤیة نقدیة خاصة أو مقبولیة شارح أو محشي ...

 عبدالله پور رضا

نبذة:

العلامة الملا عبد الله البهابادي الیزدي من کبار علماء الشیعة المشهورین في القرن العاشر الهجري و من الضروري القیام بأعمال کثیرة للتعریف بهذه الشخصیة و تکریمها.

عاصر المترجم ...

مریم صمدی

نبذة:

الحديث هو تراث المعصومين (عليهم السلام) و هو إلى جانب القرآن و العقل من المصادر الأولية المعتمدة من قبل العلماء في تفسير الأحکام و کذلک تصحيح العقائد و الأخلاق.

حجت الاسلام و المسلمین بشکانی

لا تخفى على أحد الأهمية التي يوليها الدين الإسلامي الحنيف و المذهب الشيعي للعقلانية و الفکر الاستدلالي. کان لهذا التيار حضور قوي في إيران و لدى الشيعة و قد مرّ بمراحل ...

حسین الأهوازی

ظل کتاب المنطق في «الشفاء» لابن سينا على مر التاريخ موضع اهتمام الشراح من الفريقين. و عدا الشفاء، استحوذت حاشية الملا عبد الله أیضاً في القرون الأخيرة على اهتمام شراح أهل السنّنة و ...

TPL_BACKTOTOP