"دراسة تحليلية"

بقلم: حسن عبدی­پور[1]

اصغر میرزاپور[2]

ترجمة: حسين صافي

ملخص:

لا شكّ في أنّ سيرورة الأبحاث التاريخية وتكوين الآراء بشأن نشأة التيارات والفرق الإسلامية والانشقاقات التي حدثت في داخلها عملية معقدة يشوبها الغموض؛ لأنّه ليس لدينا إحاطة مباشرة بأيّ من الظواهر التاريخية. وتتّضح هذه المشكلة بشكل واضح في مصنّفات كتّاب الملل والنحل الذين ترجموا للتيارات والفرق الشيعية. فهذه التيارات لم تكن تجهر بعقائدها صراحةً بسبب من الضغوط الهائلة التي كابدتها على يد حكومات الجور والظلم، وهو ما عرّضها للكثير من الانحرافات في العقيدة والتطبيق. وكان الحرمان والاستضعاف الفكري لهذه التيارات بمثابة الثغرات التي سمحت بدخول أفكار غريبة إلى عقائدها لا تنسجم والشريعة الإسلامية السمحاء، ولكن مع صعود الدولة الصفوية الذي اقترن بالترويج لعقيدة التشيّع تهيّأت فرصة تاريخية لإصلاح العقائد المنحرفة للتيارات الشيعية نظريًا وعمليًا٬ فبادر علماء الشيعة انطلاقًا من حسٍّ ثاقب واستشعار جادّ بالمسؤولية إلى تطهير عقائد تلك التيارات باتّباع نهج استراتيجي ووسطي قليل المؤونة وبالاستناد إلى سيرة أهل البيت (عليهم السلام).

تعود بدايات تأسيس الدولة الصفوية إلى تضحيات جماعة من المتصوفة الصفويين من أتباع الشيخ صفي الدين الأردبيلي وخلفائه٬ الذين مهّدوا الأوضاع في إيران رويدًا رويدا من أجل اعتلاء الشاه إسماعيل الصفوي عرش البلاد. السؤال الرئيسي المطروح في هذه الورقة هو: ما هي العوامل التي دفعت علماء وفقهاء الشيعة إلى التقارب مع الدولة الصفوية على الصعيدين الثقافي والاجتماعي على الرغم من التوجهات الصوفية للدولة الصفوية؟

الكلمات المفتاحية: الصفویة، التقارب والتعاون، الشیعة، العلماء، الملا عبد الله البهابادي الیزدي (رحمه الله).

 

 

 

مقدمة

لا شكّ في أنّ سيرورة الأبحاث التاريخية وتكوين الآراء بشأن نشأة التيارات والفرق الإسلامية والانشقاقات التي حدثت في داخلها عملية معقدة يشوبها الغموض؛ لأنّه ليس لدينا إحاطة مباشرة بأيّ من الظواهر التاريخية. حتى لو كانت لنا إحاطة مباشرة فإنّنا بحاجة إلى معرفة الظروف ومسار صيرورتها وتطورها٬ وهو ما لم تتناوله٬ للأسف٬ الوثائق والمصادر المتاحة بالدراسة والتحليل٬ بل اكتفت بسرد الحوادث وتبلور الظواهر بعد وقوعها. فبادر علماء الشيعة انطلاقًا من حسٍّ ثاقب واستشعار جادّ بالمسؤولية إلى تطهير عقائد تلك التيارات باتّباع نهج استراتيجي ووسطي قليل المؤونة وبالاستناد إلى سيرة أهل البيت (عليهم السلام). وفي مرحلة تأسيس الدولة الصفوية برز نمطان فكريان على الصعيدين السياسي والثقافي٬ تمثّل النمط الأول في طبقة العلماء والفقهاء الشيعة الذين وإن لم يضطلعوا في البداية بأيّ دور في تأسيس الدولة الصفوية٬ إلّا أنّهم سينخرطون بقوة فيما بعد في مفاصل الدولة٬ أمّا النمط الثاني فتمثّل في العقائد الصوفية. فكما قلنا٬ تعود بدايات تأسيس الدولة الصفوية إلى تضحيات جماعة من المتصوفة الصفويين من أتباع الشيخ صفي الدين الأردبيلي وخلفائه٬ الذين مهّدوا الأوضاع في إيران رويدًا رويدا من أجل اعتلاء الشاه إسماعيل الصفوي عرش البلاد.

  1. الخلفية التاريخية للتصوّف في إيران من العصر التيموري إلى العصر الصفوي

عاش التصوّف مرحلة ذهبية امتدّت من العصر التيموري إلى العصر الصفوي. في تلك المرحلة كان الحكام التيموريون٬ بصورة عامة٬ يعتقدون اعتقادًا راسخًا بمشايخ الصوفية٬ ولذلك عُدّ القرنان الثامن والتاسع الهجريين عصر ائتلاق الصوفية وازدهارها. من أهم مميّزات ذلك العصر ظهور ميول شيعية لدى مشايخ الصوفية وانتشار نفوذ السلاسل الصوفية الشيعية؛ منها السلسلة الصفوية والنوربخشية والنعمة اللهية.[3] والحقيقة أنّ حضور التيارات الصفوية والسلاسل الصفوية وسعة نفوذها قد أثار غبار الشبهات والشكوك حول التيار الشيعي الإمامي الأصيل وبعض علماء الشيعة بسبب تقاربهم مع الملوك الصفويين ومؤازرتهم. والحال أنّ هذه المؤازرة٬ كما تثبت الشواهد التاريخية٬ كانت مشروطة تمامًا سعيًا لتحقيق أهداف سامية تمثّلت في إصلاح المجتمع الشيعي وتقوية عراه وبلورة هويّته المميّزة٬ ولم تكن بأي حال تأييدًا مطلقًا وصكًا على بياض لجميع سلوكيات الصوفية وملوك الصفوية، لذا٬ فمن بين التكتيكات والسياسات الاستراتيجية وراء تقرّب العلماء والفقهاء الشيعة من البلاط الصفوي دفع الأفكار المنحرفة والضالة٬ وقد تمخّضت عن هذا التقارب فوائد جمّة عمّ نوالها العالم الشيعي بالأخص بعد هجرة علماء جبل عامل إلى إيران التي مهّدت الأوضاع لنشر المذهب الشيعي الإمامي٬ فأتاحت لمشاهير العلماء من أمثال الشيخ البهائي تقديم خدمات جليلة لمدرسة التشيّع والارتقاء بالمجالين الحضاري والعمراني في إيران. على هذا الأساس٬ تراوح أسلوب تعاطي علماء الشيعة مع الدولة الصفوية من المؤازرة والتعاضد إلى الابتعاد والتحاشي٬ وتندرج كلتا المقاربتين في إطار المحافظة على النظام وصيانة مدرسة التشيّع وحقوق الشيعة.

  1. مسار تقارب علماء الشيعة مع الحكومات

بشكل عام٬ مرّت علاقة علماء الشيعة بالحكومات بثلاث مراحل مهمة هي كالتالي:

  1. مواجهة علماء الشيعة للدولة المركزية في بغداد قبل قيام حكم البويهيين وبعده في القرنين الرابع والخامس الهجريين٬ وكان على رأس هؤلاء العلماء الشيخ الصدوق (م 381 هـ)، الشیخ المفید (م 413 هـ)، الشريف المرتضی (م 436 هـ)، الشريف الرضی (م 406 هـ) والشیخ الطوسی (م 460 هـ). امتدّت هذه المرحلة حتى سقوط الخلافة العباسية.
  2. تصدّي علماء الشيعة للمغول الإيلخانيين منذ سقوط بغداد فما بعد. من أهم علماء هذه المرحلة الخواجه نصير الدين الطوسي (م 672 هـ)، السید ابن طاووس (م 664 هـ)، المحقق الحلي (م 676 هـ)، العلامة الحلي (م 726 هـ) وولده فخر المحقّقين.
  3. مرحلة تقارب وتعاطي علماء الشيعة مع الملوك الصفويين٬ والتي بدأت مع تأسيس دولتهم في أوائل القرن العاشر الهجري واستمرت إلى ما بعدها.[4]

كان لدى علماء الدين اعتقاد بأنّ الإمام هو الطريق الوحيد للارتباط بالله تعالى٬ وفي غيابه ينبغي تقليد أحد المجتهدين٬ أمّا المتصوفة فقد رفضوا التقليد بصورة تامة لاعتقادهم أنّه يضرّ ولا ينفع. لذا لم يكن متصوفة القزلباش يعيرون اهتمامًا جادًا لأداء الفروض الدينية مثل الصلاة والصوم٬ وفي المقابل كانوا يميلون إلى الطرب والغناء٬ ويمارسون المراسيم الخاصة برقص السماع٬ صحيح أنّ الشاه طهماسب حاول أن يدفع القزلباشية إلى طريق الشريعة من خلال الضغوط التي مارسها عليهم٬ إلّا أنّهم عادوا إلى سيرتهم الأولى بعد موت الشاه المذكور. ولكن أوّل من أعلن الحرب على المتصوفة في العهد الصفوي وانتقد عقائدهم وخرافاتهم هو العالم الجليل الملا محمد طاهر القمي٬ شيخ الإسلام في قم ومن مشاهير المحدّثين وأستاذ العلامة المجلسي ومجيزه. يقول الملا محمد أنّه كان في البداية يميل إلى عقائد الصوفية٬ ولكن بعد أن وقف على انحرافاتها وشطحاتها صار يحاربها بلا هوادة، لكنّه لم يحقّق نجاحًا يذكر في هذا النضال سوى أنّه مهّد الطريق لتلميذه العلامة المجلسي ليسير على خطاه في محاربته للصوفية٬ وبالفعل استطاع أن يتصدّى لبدعهم من خلال التدابير العملية التي اتّخذها بحكم منصبه كشيخ الإسلام في عصر آخر سلاطين الصفوية الشاه سلطان حسين (1135-1105 هـ) وقدّم خدمات عظيمة لعالم التشيّع.

  1. تأييد الملا عبد الله للحكومة الشيعية الفتية

كان ملوك الصفوية٬ لعوامل عدة دينية وسياسية ومصالح حكومية٬ يكنّون احترامًا وتقديسًا وافرًا لعلماء الدين ويستشيرونهم في أمورهم. وكانوا يعرضون عليهم الاضطلاع بمسؤوليات ومناصب تتناسب وشأنهم ومكانتهم.

العلامة الملا عبد الله البهابادی (رحمه الله) كان واحدًا من العلماء الذين بذلوا جهودًا ومساعي لنشر عقيدة التشيّع والسعي لحلّ مشاكل الشيعة وذلك بفضل علاقاته الوثيقة بالبلاط الصفوي. وقد كُلّف من قبل ملوك الصفوية بتولّي منصب خزانة الحرم العلوي الطاهر. ومن ثمّ انتقلت هذه المسؤولية إلى أبنائه من بعده. تؤكّد الشواهد التاريخية على خطورة هذه المسؤولية وحساسيتها. والحقيقة أنّ ولوج العلامة البهابادي (رحمه الله) ميدان السياسة والقضايا الإجرائية والتنفيذية يشي بطبيعة رؤيته إلى الفكر السياسي وضرورة التدخل في الشؤون الحكومية في الظروف الحساسة٬ فكان قبوله بهذه المسؤولية واستمرارها في أبنائه من بعده تعبيرًا عن موقف مبدئي وهو ضرورة الانخراط في الأمور الإجرائية والتنفيذية للبلاد الشيعية٬ وعند توفّر الظروف المناسبة واقتضاء المصلحة ينبغي لعلماء الدين أن يشمّروا عن سواعد الجدّ ويتحمّلوا أعباء المسؤولية الشرعية٬ ممّا يشير إلى السابقة العملية التاريخية لولاية الفقهاء٬ حيث كانت عيون كبار العلماء من أمثال العلامة البهابادي (رحمه الله) ترنو إلى آفاق هذا التعاون وتأثيره على تهيئة الظروف لقيام الفقهاء بدور أكبر في صياغة مستقبل التحولات في العالم الشيعي.

لا شك في أنّ اقتضاءات المصلحة العامة وخطورة الأوضاع في العالم الشيعي الذي كان يمرّ بتجربة تاريخية حساسة والتشاور مع الشيخ البهائي كلها عوامل ساعدت على قبول العلامة بهذه المسؤولية. من ناحية أخرى٬ أنّ دفع الضرر عن المؤمن أو جلب منفعة له هي من بين الأسباب التي صرّح بها الفقه الشيعي في جواز تولّي المناصب لحكام الجور. ولا يقتصر هذا التعاطي على مرحلة إرساء أسس الدولة الشيعية (الصفوية)٬ فالتاريخ السياسي الشيعي يحدّثنا عن حضور علي بن يقطين في جهاز الخلافة العباسي في أيام الخليفة هارون٬ وكذلك ولاية عبد الله النجاشي من قبل الخليفة العباسي المنصور الدوانيقي بتجويز من الإمامين الصادق والكاظم (عليهما السلام) من أجل تقديم العون والمساعدة للمؤمنين وإحقاق حقوق المستضعفين.

بعبارة أخرى٬ إنّ للفقه في ظلّ الحكومة والفقه الحكومي اقتضاءاته الخاصة به. وفي ضوء الظروف والمصالح الحكومية وعنصري الزمان والمكان يكتسب الفقه الحيوية والدينامية والمرونة لتلبية حاجات المجتمع المعاصر٬ فالذين يُشكلون على تقارب علماء الشيعة مع جهاز الدولة الصفوية لا يعرفون جيدًا فلسفة الفقه الحكومي ووظائف الفقيه٬ ناهيك عن أنّهم يُشكلون على ولاية الفقيه وصلاحياتها أيضًا. فموارد الفقه الفردي تختلف كلية عن الفقه الاجتماعي والفقه في ظلّ الحكومة عن الفقه الحكومي الذي على رأس الحكومة.

  1. مسار تحول المجتمع من التصوّف إلى التشيّع الخالص

لا جدال في أنّ ميول الدولة الصفوية للمذهب الشيعي ولعلماء الشيعة أيضًا٬ تقف وراءه أسباب عديدة فتحت الأبواب على مصراعيها للعلماء لكي ينخرطوا أكثر من ذي قبل في المنظومة السياسية للحكومة٬ ومهّد لحضورهم الفاعل في البلاط٬ ويمكن في هذا الخصوص الحديث عن ثلاثة أسباب أكثر أهمية من غيرها. فعندما اصطبغ كفاح أسرة الشيخ صفي الدين بصبغة سياسية٬ لم يعد بالإمكان اعتماد مفاهيم التصوّف البحتة مثل المراد والمريد البعيدتان كل البعد عن الحوادث اليومية والتيارات السياسية في العمل السياسي؛ فهذه المفاهيم تدعو إلى العزلة والانزواء٬ بينما حان الوقت لظهور أفكار تجسّر العلاقة مع السلطة السياسية الدنيوية. لهذا٬ وجدت العقائد والأفكار الشيعية التي لها جذور في هذه الأسرة ومناصريها العلويين في آسيا الصغرى فرصة للظهور. فالحكومة السياسية التي تملك بزمام السلطة تحتاج إلى الشريعة والقوانين الفقهية لإعمال سلطتها على المسلمين. فليس جميع الناس ذوي مشارب صوفية لكي يستغنوا عن هذه الحاجات٬ وإنّما لهم مصالح في الزراعة والتجارة ومنكبّون على الكسب والعمل٬ وطبعًا يحتاجون في منازعاتهم واختلافاتهم إلى القاضي والفقيه٬ ومن ناحية أخرى٬ كان العلماء والفقهاء الشيعة يروّجون للتشيّع الأصيل المنزّه من التصوّف٬[5] وأنّ اضمحلال مشروعية المذهب السنّي في إيران وحاجة البلاد إلى أيديولوجية متماسكة وقوية٬[6]وافتقاد المدرسة الصوفية للقدرات الخاصة لتمشية الشؤون الاجتماعية والسياسية والثقافية للناس من أهم العوامل التي دفعت الدولة الصوفية الصفوية إلى التحوّل من التصوف إلى التشيّع والاستعانة بالعلماء في تدبير أمور الحكم. صحيح أنّ بعض تعاليم التصوّف لا ينسجم مع عقيدة التشيّع٬ إلّا أنّه مع مرور الوقت كان المتصوّفة ينزعون أكثر فأكثر صوب المذهب الشيعي لاعتبارات اجتماعية وسياسية٬ الأمر الذي حفّز علماء الدين للتعاون معهم. بطبيعة الحال٬ إنّنا إذ نذكر العوامل التي دفعت الدولة الصفوية إلى التقارب مع العلماء٬ في المقابل لا بدّ من وجود دوافع وأسباب شجّعت فقهاء الشيعة للتعاون والتقارب مع الدولة الصفوية٬ وهو ما سيأتيك تفصيله في المبحث التالي.

  1. أسباب تقارب علماء الشيعة مع الدولة الصفوية

5/1. إدراكهم لحساسية الظروف الاجتماعية واللحظة التاريخية

دأب ملوك الصفوية على نشر المذهب الشيعي والترويج له٬ وإن بنسخة غالية نوعمّا٬ خاصةً في بداية أمرهم٬ ولكن مهما يكن من أمر٬ فقد انبروا للدفاع عن عقائد التشيّع في وقت كانت الدولة العثمانية قد عقدت العزم على السيطرة على العالم الإسلامي٬ ولو كُتب لها النجاح لما تورّعت عن إيقاع الشيعة في حرج شديد. في هذه اللحظة التاريخية اقتضت مصالح الشيعة٬ بحسب آراء معظم علماء الإمامية٬ عدم تفويت هذه الفرصة التاريخية٬ والإسراع إلى دعم الدولة الصوفية الصفوية وعدم تركها لوحدها في مواجهة خطر اتساع الدولة العثمانية؛ ولو اختار العلماء عدم مساندتها٬ لكان السيناريو الآخر٬ في أحسن الأحوال٬ هو انتصارها على أعدائها وتقنين المذهب الصوفي القزلباشي الغالي في إيران.[7] من هنا٬ اغتنم هذا الفريق من الفقهاء والمجتهدين الفرصة واستطاع بتعاونه مع الدولة الصفوية ومؤازرته لها أن يؤسّس لقاعدة آمنة وقوية للتشيّع في ذلك العصر. وطبعًا كان لظهور الحكومة الشيعية الصفوية بالإضافة إلى مريدي الطريقة الصفوية في بلاد «الأناضول» وقع سيء لا يمكن تحمّله بالنسبة للحكام السياسيين والدينيين العثمانيين٬ فاتّحدت القوى السياسية والدينية في الدولة العثمانية ضدّ الحكومة والمذهب الشيعيين في إيران٬ وبعد وصول السلطان سليم الأول إلى الحكم   أمر قبيل اندلاع معركة «جالدران» بقتل 40 ألف شيعيًا من الرجال والنساء والشيوخ داخل أراضي الدولة العثمانية٬ أو قطع آذانهم وجدع أنوفهم أو رميهم في حفر وأخاديد. وكان سليم الأول قد استحصل على فتوى من شيخ الإسلام في الدولة العثمانية على محاربة الصفويين فحصل عليها بسهولة حيث أفتى حسبما يذكر المؤرّخون باستباحة دماء وأموال ونساء وأبناء الشيعة في إيران. في الحقيقة٬ لقد كانت هذه الفتوى بمثابة تحريض السلطان الغاضب على محاربة الإيرانيين.[8]

5/2. تطبيق نهج المواجهة والسياسة العملانية لعلماء الشيعة في العصور السابقة

من العوامل التي حفّزت علماء الشيعة على التقارب مع الدولة الصوفية الصفوية والتعاون معها ومؤازرتها٬ التأسّي بالسياسة العملانية لأسلافهم علماء الشيعة في العصور السابقة ومماشاتهم لحكومات الجور في عصرهم والاحتجاج بتلك السياسة كما ورد ذلك في أقوال علماء العهد الصفوي؛ فمثلًا٬ المحقق الكركي (م 940 هـ) الذي دخل في سِلك الحكومة بدعوة من الشاه طهماسب الصفوي٬ أفتى في موضوع أراضي الخراج بجواز دفع الخراج للسلطان الجائر وقبول الخراج والهدايا منه والتصرّف في هذه الأراضي مستندًا في ذلك إلى بعض الأدلة منها التأسّي بسيرة علماء السلف مثل الشريف المرتضى والشريف الرضي. ناهيك عن أنّ الشريف المرتضى مع جلال قدره وعِظم منزلته في العلوم التي كان العلماء يغبطه عليها٬ ويسير على خطاه المتأخرين٬ كان يحظى باحترام كبير وشوكة لدى سلاطين الجور٬ وكان يملك ثروات طائلة قُدّرت بثمانين قرية.

5/3. الفقر الثقافي والاجتماعي في البلاد بسبب غياب الفكر والتفقّه الشيعي في مقابل التشيّع الصوفي

فرض الاعتراف بالمذهب الشيعي كمذهب رسمي في البلاد إلزامات لم يكن من السهل غضّ الطرف عنها. فمجرّد الاعتراف بهذا المذهب لم يكن يعني شيئًا مهمًا دون إتباعه بخطوات تالية وبذل الجهود المضنية لنشر التعاليم الشيعية والترويج لها٬ فمثلًا الاهتمام بالركائز النظرية والعملية للتشيّع كان بمثابة التمهيد اللازم لاستمرار هذه النهضة وتقنينها ومأسستها. وهنا برزت الحاجة إلى شرح وتدوين القوانين الشرعية المستلهمة من روح التعاليم الدينية الشيعية٬ وطبعًا فإنّ الفقه الشيعي يتوفّر على القدرات اللازمة في مجال تلبية مستلزمات الحياة الشخصية للأفراد وفي مجال تشريع القوانين في البلاد على الصُعُد السياسية والقضائية والحكومية على حدّ سواء. فالثقافة أو التعاليم الشيعية٬ في الأساس٬ تستند إلى عناصر مهمة مثل كيفية التعامل مع الآخرين٬ وخلق روح العمل والنشاط٬ ومحاربة الظلم٬ والإيثارية والشهادة٬ وتجنّب العزلة والانزواء وغيرها. في حين كان التصوّف يؤثر العزلة والانزواء٬ وكان من الواضح أنّ إدارة البلاد سوف تدخل عاجلًا أم آجلًا في طريق مسدود بسبب التعاليم الصوفية المغلقة. ومن البديهي أنّ نشر وترويج هذه الرؤية أعني الفكر والتفقه الشيعي وإزالة الفقر الثقافي للمعارف الشيعية في البلاد كان يتطلّب تعاون علماء الشيعة ومساعدتهم. يشير الباحث «روجر سیوری» إلى هذه النقطة في كتابه ويقول: بعد إعلان الشاه إسماعيل التشيّع كمذهب رسمي في البلاد٬ ألحّت الحاجة على خلق تناغم فكري عبر الإرشاد والتسريع بالترويج للعقائد الشيعية. فكان النقص في مجال القضاء ملموسًا٬ وكان قاضي شرعي واحد يقوم باستنساخ كتيب قديم حول أصول العقائد ليكون مرجعًا في استقاء التعاليم الدينية. وكان هناك نقص في عدد العلماء الشيعة أيضًا٬ فاضطر الشاه إسماعيل إلى دعوة عدد من علماء الشيعة في الشام للقدوم إلى إيران.[9]

5/4. الخروج من حالة التقية والمسرّة بالأوضاع المستجدة

بعد طول انتظار خرج الشيعة وبالتبع علماؤهم من حالة التقية على الصعيد الاجتماعي٬ وسنحت الفرصة  وتهيّأت الأوضاع واستوسقت ليبسط العلماء أيديهم ويتخلّصوا من أجواء القمع والاضطهاد. ويمكن أن نقف على أجواء القمع والأوضاع الاجتماعية المريرة التي عاشها الشيعة قبل تأسيس الدولة الصفوية وحالة السرور التي شاعت بعد تأسيسها من فحوى كلمات العلماء في ذلك العصر؛ مثلًا٬ المیرزا عبد الله افندی (1129-1067 هـ) من تلامذة العلامة المجلسي وأحد المرشحين الأربعة لمنصب شيخ الإسلام في سنة 1115 هـ بعد وفاة الشيخ محمد جعفر الكمرئي ، يشير  إلى حالة التقية التي كان يعيشها الشيعة في عصر ما قبل قيام الدولة الصفوية٬ وكانوا متوارين عن الأنظار بسبب الخشية من أعداء الدين٬ حتى انفرجت الأوضاع ببركة مجيء الدولة الصفوية فاجتمع شتات الشيعة. كما يشير افندی في حنايا كلامه إلى جهود المحقق الكركي ويثني عليها ويعظّم شأنه. يقول في أحد المواضع:

«كان أهل السنّة والجماعة في ولاية إيران قد بلغوا غاية الغاية في القوة والقدرة بفضل تسلّط الأمراء السنّة من السلالة التيمورية٬ بينما كان الشيعة في إيران في غاية الضعف والعجز٬ وكان المؤمنون بلا سند ولا ظهير٬ وظلّ الحال على هذا الحال لسنوات طوال٬ حتى امتلأت جميع ولايات إيران بالكفر والضلالة٬ وعادت الأمور إلى سابق عهدها من تسلّط أعداء الدين على رقاب جميع المؤمنين٬ بحيث أنّ أحدًا من الشيعة لم يكن ليجرؤ على البوح بمذهبه في إيران٬ حتى بزغت شمس دولة ملوك الصفوية في أفق السماء٬ وسطع نورها على العالمين».[10]

5/5. بیان ونشر الحقائق الدينية للتشيّع في مقابل التصوّف وإصلاحه

كان علماء الشيعة ينشرون عقيدة التشيّع خالصة من أدران التصوّف٬ وذلك بعكس ما كان يفعل المتصوّفة. من هنا كانت دعوة العلماء للقدوم إلى إيران مدعاة لتقوية نفوذ الفقهاء في المجتمع وهيمنتهم على الأمور الفكرية والعقدية للناس٬ وطبعًا ترتّبت على هذه الدعوة نتائج ظهرت لاحقًا شيئًا فشيئًا من أهمها انحسار نفوذ المتصوفة وبقائهم في دائرة محدودة٬ وفقدانهم زمام إدارة الأمور الفكرية في المجتمع. وفي نهاية المطاف انهار التصوف المبتذل وأقصي تمامًا من موقعه كقوة نافذة في السياسة والمجتمع٬ وتراجع إلى الخانقاوات والأديرة.[11] وبطبيعة الحال٬ فإنّ أحد العوامل وراء تراجع التصوّف وانهياره في ذلك العصر وجود علماء وفقهاء أفذاذ معادين لعقيدة التصوّف٬ دأبوا على تنوير عقول الناس والدفاع عن المذهب الحقّ٬ المذهب الشيعي؛ طبعًا هناك عوامل أخرى تضاف إلى العامل المذكور مثل انتشار المفاسد الأخلاقية في أوساط المتصوفة القزلباش وجموحهم وتوجّس الحكومة منهم٬ والأعداد الغفيرة لجماعة الدراويش المتسكعين القادمين في معظمهم من الهند٬ وكان يطلق عليهم دروايش بلا شريعة لعدم ارتباطهم بالطرق الصوفية الرسمية٬ وكذلك أنانية المتصوفة الصفويين وذمّهم لباقي الطرق الصوفية٬[12] كل هذه العوامل ساعدت على نشر عقيدة التشيّع وبيان حقائقه في بداية تأسيس الدولة الصفوية. في هذا السياق٬ صنّف نجل المحقق الكركي كتابًا في رفض الصوفية عنوانه «عمدة المقال فی کفر أهل الضلال» يذكر فيه أنّ والده المحقق الكركي صنّف كتابًا عنوانه «المطاعن المجرمیه» تعرّض فيها لبدع الصوفية وتكفيرهم.[13] والحقيقة أنّ محاربة العلماء للتصوف في العصر الصفوي قد بدأت منذ عصر الشاه طهماسب والمحقق الكركي٬ ما يعني أنّ الفقهاء وفي أوج قدرة المتصوفة كانوا يعتقدون بتمايز التشيّع وافتراقه عن التصوّف. ولكن طبعًا حركة الفقهاء هذه لم يكتب لها النجاح في بادئ الأمر؛ فقد ظهر بعد تلك الفترة علماء مع تشيّعهم وتقيّدهم بالشريعة والفقه٬ كانوا ملمّين أيضًا بالفلسفة والعرفان٬ لا بل كانوا يستخدمون نفس عبارات العرفاء؛ لكنّهم مع ذلك كانوا يتبرأون من المتصوفة التقليديين وهم فئة خاصة كانت لها عادات وتقاليد خاصة بها.[14]

 5/6. توظيف قدرات التصرّف الشيعي في التصوف السنّي

في ذلك العصر نجد٬ من ناحية٬ أنّ الدولة الصفوية الصوفية جعلت٬ عن قصد أو غير قصد من المذهب الشيعي لأيّ سبب كان٬ المذهب الرسمي للبلاد٬ ومن ناحية ثانية٬ قامت نفس هذه الدولة ذات التوجهات الصوفية باستقدام علماء الشيعة وبشكل خاص من جبل عامل لتبوّوء مناصب حكومية. في تلك المرحلة التاريخية كان هناك طريقان أمام علماء الشيعة٬ وهما الطريقان اللذان سلكهما من قبل علماء السلف الشيعة؛ ففريق من العلماء اعتزل الدولة الصفوية ورفع لواء معارضتها٬ واعتقد بأنّ أيّ تقارب أو تعاون معها مصداق للتعاون مع حكام الجور  وأفتى بحرمة التعامل معهم٬ وفريق ثان مثل المحقق الكركي٬ الذي لم يكتفِ بالإفتاء بعدم حرمة التعاون معها وإنّما وافق عمليًا على تقلّد المناصب الحكومية. طبعًا اعتراف الحكومة بالمذهب الشيعي كمذهب رسمي في البلاد كان من أهم عوامل تقارب علماء الشيعة وتعاونهم مع الدولة الصفوية. في الحقيقة٬ لا ندري أيّ مصير كان سينتظر العقائد الشيعية جراء انتشار الأفكار الصوفية في الدولة الصفوية لو لم يتدخل علماء الشيعة في تلك المرحلة التاريخية الحاسمة ويتولّوا المناصب الحكومية٬ يا ترى هل كنّا سنسير على جادة الإسلام الحقيقي الذي نسير عليه اليوم بفضل جهاد العلماء والفقهاء الشيعة الأوائل وتعاونهم مع الدولة الصفوية أم كنّا سنسلك طريقًا آخر؟!

نتيجة البحث:

شكّل العصر الصفوي نقطة تحول في علاقة الفقهاء بالحكم نظرًا للآثار التي تركها في ميدان الفكر السياسي٬ وكانت مصيرية تمامًا بالنسبة للمستقبل السياسي لإيران. في ذلك العصر الذي يمكن تسميته بعصر «تبلور النظريات السياسية عند الفقهاء» و«تبلور النظريات السياسية الشرعية»٬ حسم الفقه السياسي الشيعي أمره عندما أيّد علماء الشيعة مسألة التعاون مع الدولة الصفوية. إذ إنّهم في إطار تكوّن أفكارهم وعقائدهم السياسية وبعيدًا عن الخوض في تفاصيل الملك والسلطنة حاولوا إدخال العديد من المفاهيم الخاصة بعصر حضور الإمام الغائب إلى أرض الواقع٬ وأن يستنبطوا من البحوث المتمخّضة عنها أدبيات سياسية وفقهية مناسبة. على أيّ حال٬ لقد شهد التاريخ دائمًا على أنّ علماء الشيعة الأصلاء عملوا  في مراحل تاريخية حساسة وبما يمتلكون من دراية وحكمة وشعور بالمسؤولية بما أملاه عليهم الواجب الشرعي والإنساني المناط بهم٬ تارة باختيار الصمت٬ وأخرى باسترخاص دمائهم٬ وثالثة التضحية بسمعتهم. من المعلوم أنّ لكل مرحلة تاريخية ظروفها الثقافية والاجتماعية الخاصة بها والمختلفة عن سائر المراحل الأخرى٬ والتي ترسم خطوط الواجب والتكليف على نحوٍ مختلف، لكنّ الشيء المؤكّد أنّ هدف أولئك العلماء الأفذاذ من فتح قنوات الاتصال والتواصل مع حكومات عصرهم لم يكن تحقيقًا لمطامع دنيوية دنية، وإنّما المحافظة على المذهب واعتلائه.

المصادر:

* آغابزرك الطهرانی، محمد محسن؛ الذریعة إلی تصانیف الشیعة؛ قم: اسماعیلیان، 1408هـ.

* افندی اصفهانی، میرزا عبد الله؛ ریاض العلماء و حیاض الفضلاء؛ قم: خیام، ۱۴۰۱ هـ.

* جعفریان، رسول؛ صفویه در عرصه دین، فرهنگ و سیاست؛ ج1؛ قم: معهد دراسات الحوزة والجامعة، 1379ش.

*-----------، دین و سیاست در دوره صفوی؛ قم: انصاریان، 1370ش.

* جماعة من المؤلفين؛ تاریخ و جغرافیای تصوف؛ طهران: نشر کتاب مرجع، 1388ش.

* ذبیح ‌زاده، علی ‌نقی؛ مرجعیت و سیاست در عصر غیبت؛ قم: مؤسسة الإمام الخميني للتعليم والبحوث (رحمه الله)، 1384ش.

* رجبی، محمد حسن؛ «آراء فقیهان عصر صفوی دربارۀ تعامل با حکومت‌ها»؛ مجلة تاریخ و تمدن اسلامی، العدد 9.

* سیوری، روجر؛ ایران عصر صفوی، ترجمة: کامبیز عزیزی؛ طهران: نشر مرکز، چ18، 1388ش.

* صفا، ذبیح ‌اللّه؛ تاریخ ادبیات در ایران و در قلمرو زبان پارسی؛ ج۴ و5؛ طهران القسم۱، ۱۳۷۸ ش.

* نجفی، موسی و فقیه حقانی، موسی؛ «تاریخ تحولات سیاسی ایران (بررسی مؤلفه‌های دین، حاکمیت، مدنیت و تکوین دولت ـ ملت در گستره هویت ملی ایران)»؛ طهران: مؤسسة مطالعات تاریخ معاصر ایران، ط. 6، 1388ش.

 

 

 

[1] . طالب في مرحلة الدكتوراه فرع التاريخ من جامعة أصفهان.

[2] . باحث وكاتب.

[3] . صفا، ذبیح‌اللّه؛ تاریخ ادبیات در ایران و در قلمرو زبان پارسی؛ ج۴ و5، صص۵۳ و۵۴.

[4] . جعفریان، رسول؛ صفویه در عرصه دین، فرهنگ و سیاست؛ ج1، ص141.

[5] . جعفریان، رسول؛ صفویه در عرصه دین، فرهنگ و سیاست؛ ج1، ص191.

[6] . نجفی، موسی و فقیه حقانی، موسی؛ تاریخ تحولات سیاسی ایران؛ ص51.

[7] . رجبی، محمد حسن؛ «آراء فقیهان عصر صفوی دربارة تعامل با حکومت‌ها»؛ مجلة تاریخ و تمدن اسلامی، العدد 9.

[8] . ذبیح ‌زاده، علی‌نقی؛ مرجعیت و سیاست در عصر غیبت؛ ج2، ص 125.

[9] . سیوری، روجر؛ ایران عصر صفوی، ترجمة کامبیز عزیزی؛ ص29.

[10] . افندی اصفهانی، میرزاعبد الله؛ ریاض العلماء و حیاض الفضلاء؛ صص7 ، 30 و 38.

[11] . جعفریان، رسول؛ صفویه در عرصه دین، فرهنگ و سیاست؛ ج1، ص192.

[12]. جماعة من المؤلفين؛ تاریخ و جغرافیای تصوف؛ ص 34.

[13]. آغا بزرك الطهرانی، محمد محسن؛ الذریعة الی تصانیف الشیعة؛ ج 15، ص 341.

[14]. جعفریان، رسول؛ دین و سیاست در دوره صفوی؛ قم: انصاریان، 1370ش.

الأستاذ المساعد الدكتورة أحلام مجلي الشبلي

أستاذة الفلسفة الإسلامية والمنطق في كلية الآداب جامعة الكوفة

 

تعد حاشية الملا عبدالله اليزدي في المنطق من اهم الحواشي التي جاءت لشرح وتوضيح مفردات ...

بقلم: رضا باذلي*

ترجمة: حسين صافي

ملخص:

يقسّم الحكماء المسلمون العلم الحصولي إلى تصوّر وتصديق٬ وكل منهما إلى بديهي ونظري. فالتصديق البديهي يطلق على مجموعة التصديقات والقضايا التي تحصل دونما حاجة ...

حاشية الملا وكتاب "الجوهر النضيد" للعلامة الحلي: دراسة مقارنة

بقلم: عبد الرضا عسکری وادقانی*

ترجمة: حسين صافي

ملخص:

العلامة الحلي أشهر علماء الشيعة في القرن الثامن الهجري٬ دوّن العديد من ...

«حاشية» الملا عبد الله و«المنطق» للعلامة المظفر

دراسة مقارنة

بقلم: محمد رشیدزاده*

ترجمة: حسين صافي

ملخص:

كتاب «الحاشیة» للملا عبد الله و «المنطق» للعلامة محمد رضا المظفر من بين المناهج الدراسية ...

 

بقلم: خلیل آقائی[1]

ترجمة: حسين صافي

ملخص:

قلم الكاتب مرآة تعكس صورة نفسه وخصوصية خصاله٬ ويصدق هذا على ما يرشح عن هذا القلم من تأليف وشرح وحاشية ويقدّم لنا جملة فوائد منها فهم المقاربة النقدية ...

 

بقلم: عبدالرحیم شهریاری

ترجمة: حسين صافي

ملخص

العلّامة العارف بالله الملا عبد الله البهابادي اليزدي أحد العلماء الشيعة المتعدّدي المواهب والفنون. إذ كان في طليعة مجايليه وطارت شهرته في الآفاق ...

 

"الملا عبد الله الیزدي وآل الملالي"

بقلم: أحمد جنت امانی*

ترجمة: حسين صافي

 

ملخص:

آل «الملالي» لقب أطلق على أسرة الملا عبد الله البهابادي اليزدي٬ التي أنجبت على مدى ثلاثة قرون أي من أواخر ...

بقلم: محمدحسین متقیان[1]

ترجمة: حسين صافي

ملخص:

التوحيد هو المحور الذي تدور حوله تعاليم الإسلام وأهم رسالة في القرآن الكريم. ويتجلّى ذلك بوضوح في آيات القرآن والأحاديث٬ بحيث أنّ ثلث الآيات ذات صلة ...

"حاشیة على حاشية الشرح الجديد للتجريد"

تجليات الكلام والحكمة البرهانية عند العلامة عبد الله البهابادي

 

بقلم: عبدالرحیم شهریاری

ترجمة: حسين صافي

ملخص:

يتناول المقال بالبحث والتمحيص كتاب حاشية ...

بقلم: الدكتور حسن عبدي پور

ترجمة: حسين صافي

 

ملخص

 

في هذا المقال نحاول بالاستعانة بأسلوب التحليل المفهومي النظري للمصطلح العلمي «استراتيجية» و«أصول عملية اختيار الاستراتيجية» في إطار الفكر ...

 

 

معارف الرجال

نویسنده    محمد حرزالدین

تاریخ نگارش    قرن چهاردهم

موضوع   تراجم

زبان عربی

مجموعه   ۳ جلدی

اطلاعات نشر

ناشر کتابخانه آیت الله مرعشی نجفی

تاریخ نشر ۱۳۶۵ق

 

مَعارِفُ ...

بقلم: حامد صدر[1]

ترجمة: حسين صافي

ملخص:

قالوا في تعريف علم المنطق بأنّه: تعليم القواعد العامة للتفكير الصحيح حتى ينتقل الذهن إلى الأفكار الصحيحة في جميع العلوم. لقد عنيت الحضارة الإسلامية بهذا ...

بقلم: رضا عیسی نیا[1]

ترجمة: حسين صافي

ملخص

تتنازعنا ثلاثة أحاسيس٬ الإحساس بالماضي٬ والإحساس بالراهن٬ والإحساس بالمستقبل٬ ولكن٬ أيّ ضرورة تجعلنا أن نتّخذ من الإحساس بالراهن نقطة شروع٬ في وقت يحلّق ...

الدكتور حسن عبدي پور

تاريخ الحضرة العلوية المطهرة

يُعزى شرف مدينة النجف الأشرف وقدسيتها إلى وجود الحرم الطاهر لمولى المتّقين الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) فيها٬ وكان الإمام (ع) ...

موقع القضية الطبيعية من منظار الملا عبد الله اليزدي

بقلم: محمد حسین ایراندوست*

ترجمة: حسين صافي

ملخص

من المعروف أنّ «القضية الطبيعية» هي إحدى الأقسام الأربعة للقضية الحملية باعتبار الموضوع. صدور ...

علی عباس‌پور*

ترجمة: حسين صافي

ملخص

لعلم التفسير مكانة فريدة ليست لأيٍّ من العلوم الإسلامية٬ والإحاطة بمفاهيم القرآن تطلّبت ظهور علوم أولية مثل علم الصرف والنحو والقراءة والبلاغة (المعاني والبيان ...

 

أمیرحسین عرفانی

ترجمة: حسين صافي

ملخص:

ما فتئ العصر الصفوي منذ القدم وحتى اليوم عرضة لسهام نقد العديد من الكتّاب في الداخل والمستشرقين الأجانب في الخارج٬ وطُرحت آراء وعقائد مختلفة فيما يخصّ ...

المنهج التفسيري للملا عبد الله البهابادي اليزدي

"تفسير درة المعاني في تفسير السورة والفاتحة نموذجًا"

إبراهیم حسن‌ پور*

أصغر میرزاپور**

ترجمة: حسين صافي

ملخص:

الملا نجم‌ الدین عبد الله‌ بن ‌شهاب ...

عظیم عابدینی*

حبیب ‌الله یوسفی**

حسن عبدی بور***

ترجمة: حسين صافي

ملخص

يضمّ التراث العلمي للمفسر الکبیر والفیلسوف الشهیر العلامة الملا عبد الله البهابادي اليزدي مصنّفات في علم التفسير. وذلك ...

 

نبذة:

عاش الحکيم البهابادي اليزدي في عصر الحکومة الصفوية، و إذا أردنا تحليل دور الفکر المهدوي في التحولات الثقافية في عصره يحتاج ذلک إلى تسليط الضوء على الأجواء الفکرية و الثقافية السائدة في ...

«التحشية» و تأثیرها على ازدهار علوم المسلمين

(مع التأکيد على مصنفات الملا عبد الله البهابادي)

محمد تقی ربانی

يتمحور المقال حول موضوع جهود العلماء المسلمين في التحشية على آثار السلف، حيث يبين ...

ابراهیم ابراهیمی

نبذة:

«ارشادالاذهان فی احکام الایمان» واحد من المصادر الفقهية المعتبرة التي کتبت حوله حواشي و شروح کثيرة، منها حاشية العلامة الملا عبد الله البهابادي. و هي حاشیة محض استدلالیة یحتل ...

 

رشید زاده

نبذة:

تعتبر «حاشیة» الملا عبد الله البهابادي الیزدي و «المنطق» للشیخ المظفر من بین المناهج الحوزویة لدراسة علم المنطق و لطالما کان هذان المصدران محط اهتمام طلبة العلوم الدینیة و ...

 

 

علی عباس­پور

نبذة:

یحتاج علم التفسیر إلی بعض العلوم التمهیدیة مثل علم النحو و الصرف و القراءة و البلاغة (المعاني، البیان، البدیع) و ذلک من أجل فهم ظاهر القرآن، لأنّ الشیعة تعتقد بأنّ القرآن ...

نبذة:

کان فنّ تدوین التراجم شائعاً في تاریخ الحضارة الإسلامیة لا سیّما في القرون المتأخرة. لقد تکلّم کتّاب التراجم عن معاصریهم و متقدمیهم بحسب طبیعة نظرتهم العلمیة و الظروف التاریخیة الخاصة. یعدّ ...

نبذة:

الکتابة هي انعکاس لشخصیة الکاتب و خصاله، و تنطبق هذه المقولة علی الکتب المستقلة و علی التحشیات و الشروح سواء بسواء، و تعود علینا بفوائد من قبیل فهم رؤیة نقدیة خاصة أو مقبولیة شارح أو محشي ...

 عبدالله پور رضا

نبذة:

العلامة الملا عبد الله البهابادي الیزدي من کبار علماء الشیعة المشهورین في القرن العاشر الهجري و من الضروري القیام بأعمال کثیرة للتعریف بهذه الشخصیة و تکریمها.

عاصر المترجم ...

مریم صمدی

نبذة:

الحديث هو تراث المعصومين (عليهم السلام) و هو إلى جانب القرآن و العقل من المصادر الأولية المعتمدة من قبل العلماء في تفسير الأحکام و کذلک تصحيح العقائد و الأخلاق.

حجت الاسلام و المسلمین بشکانی

لا تخفى على أحد الأهمية التي يوليها الدين الإسلامي الحنيف و المذهب الشيعي للعقلانية و الفکر الاستدلالي. کان لهذا التيار حضور قوي في إيران و لدى الشيعة و قد مرّ بمراحل ...

حسین الأهوازی

ظل کتاب المنطق في «الشفاء» لابن سينا على مر التاريخ موضع اهتمام الشراح من الفريقين. و عدا الشفاء، استحوذت حاشية الملا عبد الله أیضاً في القرون الأخيرة على اهتمام شراح أهل السنّنة و ...

TPL_BACKTOTOP