"حاشیة على حاشية الشرح الجديد للتجريد"

تجليات الكلام والحكمة البرهانية عند العلامة عبد الله البهابادي

 

بقلم: عبدالرحیم شهریاری

ترجمة: حسين صافي

ملخص:

يتناول المقال بالبحث والتمحيص كتاب حاشية العلامة البهابادي على الحاشية القديمة للعلامة الدين محمد الدواني على الشرح الجديد لتجريد الاعتقاد للخواجه نصير الدين الطوسي. من المعلوم أنّ الخوض في أي شرح أو حاشية يتطلّب أولًا دراسة النص الأصلي المشروح أو المحشّى، من هنا٬ يستهلّ المقال البحث بنبذة سريعة عن كتاب تجريد الاعتقاد للخواجه نصير الدين الطوسي من خلال إلقاء نظرة على إطاره العام وفصوله. بعد ذلك يبيّن أهمية الكتاب الأمر الذي يفسّر تدوين شروح وحواش عديدة عليه٬ مع استعراض عدد منها. ثمّ يعرض للمسائل الشكلية والتفاصيل المتعلقة بمخطوطة "حاشیة على حاشية الدواني القديمة على الشرح الجديد للتجريد" المحفوظة في مكتبة المرحوم آية الله السيد شهاب الدين المرعشي النجفي في مدينة قم. ويتابع الكاتب بحثه فيلقي نظرة أعمق على فحوى الكتاب المذكور ويحاول دراسة أسلوب العلامة البهابادي اليزدي في تدوين حاشيته مستعرضًا بعض الشواهد والقرائن، مشيرًا إلى الآراء والقضايا التي طرحها العلامة في كتابه. المقاربة الفلسفية والحكمية في بيان وإثبات المسائل الكلامية٬ النهج العلمي ومراعاة أصول علم المنطق في طرح المسائل والاحتجاجات العلمية٬ الدقّة في دراسة وتحليل مختلف الموضوعات٬ النطاق الواسع للموضوعات المطروحة للبحث٬ وأخيرًا الأسلوب النقدي في متابعة الموضوعات والقضايا محل النقاش٬ كلّ هذه خصوصيات منهجية وموضوعية تميّز الأبحاث العلمية للعلامة البهابادي لا سيّما كتابه النفيس «الحاشية».  

 

 

 

 

 

 

 

مقدمة

إنّه الملا نجم الدین عبد الله بن شهاب الدین حسین البهابادي الیزدي٬ أحد كبار علماء الشيعة الأجلّاء٬ تولّد في أوائل القرن العاشر الهجري في مدينة بهاباد بمحافظة يزد الإيرانية. عُرف بصاحب الحاشية لكتابه الخالد والنفيس "الحاشیة علی تهذیب المنطق للتفتازاني" (1) (الشهير بحاشية الملا عبد الله) والذي يعدّ ثمرة مراجعته وتمحيصه لكتاب "تهذیب المنطق" (2) للتفتازاني. ظلّ كتاب "الحاشیة علی تهذیب المنطق للتفتازانی" لسنوات مديدة مقرّرًا دراسيًا في الحوزات العلمية الشيعية نظرًا لعمق مباحثه وصفاء بيانه واعتماد الأسلوب العلمي الرصين في البحث والتبيين٬ وكان الكتاب وسيلة فضلى لرجال الدين وطلبة العلوم الدينية ليتعرّفوا على دقائق علم المنطق وزواياه. ولكن لا ينبغي أن تحول عظمة هذا الكتاب وشهرته دون التعرّف على سائر مصنّفات الملا عبد الله٬ والتي يدلّ كل واحد منها على أحد الأبعاد في شخصية هذا العالم المتألّه.

ترك الملا عبد الله البهابادي لعشاق العلم والمعرفة حوالي عشرين مصنّفًا باللغتين العربية والفارسية٬ تستحقّ كلها مزيدًا من الاهتمام والمطالعة والتركيز٬ وساهم كل مصنّف بحسب اختصاصه ومجاله العلمي في الارتقاء بالعلوم الدينية للتشيّع بصورة عامة٬ ورجال الدين وطلبة العلوم الدينية بوجه خاص٬ لينهلوا من نمير العلوم الإسلامية الصافي.

من هذه المصنّفات٬ الكتاب النفيس "الحاشية على حاشية الشرح الجديد للتجريد (الشهير بالحاشية القديمة للدواني)" أو "حاشیة على حاشية الدواني القديمة على الشرح الجديد للتجريد"(3) الذي يتناول مجموعة من العلوم مثل المنطق والفلسفة والفقه وأصول الفقه وتفسير القرآن الكريم وعلم الكلام وعلم المعاني وعلم البيان٬ وهو من الأعمال العظيمة للملا عبد الله وقد حظي باهتمام خاص لاعتبارات عدّة. إنّه شرح العلامة البهابادي على الشرح الذي دوّنه العلامة الدواني على كتاب "تجريد الاعتقاد" (4) للخواجه نصیر الدین الطوسي (م ۶۷۲ هـ). عُرف هذا الكتاب الفريد بأسماء أخرى مثل "تجرید العقائد"، و "تجرید الکلام". لكنّ العلامة آغا بزرك الطهراني يعتقد في كتابه "الذریعة إلی تصانیف الشیعة"(5) أنّ عنوانه الأصلي هو "تحریر العقائد".

لما كان "حاشیة على حاشية الدواني القديمة على الشرح الجديد للتجريد" هو أحد شروح "تجرید الاعتقاد"، فمن أجل الإضاءة على الكتاب الأصلي يلزمنا الوقوف عنده للتعرّف أكثر عليه أي على "تجرید الاعتقاد".

إنّه (تجرید الاعتقاد) أحد الكتب الشيعية المعتبرة في باب علم الكلام والعقائد الشيعية٬ دوّن في القرن السابع الهجري. الكتاب مثير للإعجاب نظرًا لتركيبته الفريدة وأسلوبه في طرح المباحث والموضوعات. إنّه كتاب كلامي غاية في الاتقان والاستحكام، يضمّ ستّة "مقاصد" أي أبواب أو فصول٬ مرتبة كما يلي: المقصد الأول في الأمور العامة، المقصد الثاني في الجواهر والأعراض٬ المقصد الثالث في إثبات الصانع وصفاته٬ المقصد الرابع في النبوة٬ المقصد الخامس في الإمامة٬ والمقصد السادس أو الأخير في المعاد. يتناول المقصدان الأول والثاني أي "الأمور العامة" و"الجواهر والأعراض" بشكل خاص المباحث ذات الاهتمام في الفلسفة الأولى. والسبب في ذلك أنّ الأمور العامة والجواهر والأعراض تعدّ من مبادئ أو مقدمات مباحث علم الكلام.

ثمة ملاحظة مثيرة حول الكتاب وهي أنّه في عين اتقان مباحثه واستحكامها٬ على درجة كبيرة من الإيجاز والاختصار لدرجة عُدّ من أوجز وأخصر النصوص الكلامية الشيعية. هذه الخصوصيات الفريدة أعني الاتقان والإيجاز دفعت العديد من العلماء إلى تدوين الكثير من الحواشي والشروح عليه وباللغتين العربية والفارسية. وشهرة الكتاب المذكور دفعت العلامة الحلي تلميذ الخواجه نصير الدين الطوسي إلى تدوين أول الشروح عليه تحت عنوان "کشف المراد فی شرح تجرید الاعتقاد"(6). وهناك شروح أخرى مشهورة على "تجرید الاعتقاد" نذكر منها على سبيل المثال:

  • "تسدید أو تشیید القواعد فی شرح تجرید العقاید"، (7) المعروف بـ"الشرح القدیم"، لشمس الدین محمود بن عبد الرحمان بن أحمد عامی الأصفهانی. ولفظ القديم في العنوان ليس لقِدم الشرح وإنّما لسبقه شرح الفاضل القوشجي المسمّى "الشرح الجديد".
  • "عرید الاعتماد فی شرح تجرید الاعتقاد"، للشیخ شمس الدین محمد الاسفراینی البیهقی (م ۷۴۶ هـ).
  • "شرح فاضل القوشجی" (م ۸۷۹ هـ) (8) المشهور بـ"الشرح الجدید".
  • "شرح الملا عبد الرزاق اللاهیجی"(9) المتخلص بالفیاض (م ۱۰۵۱ هـ) وهو على درجة كبيرة من الدقة والتفصيل.

هذا وقد كُتبت على الشرح القدیم والشرح الجدید للتجرید على السواء حواشي وشروح مهمة وعديدة كما حصل مع أصل "تجرید الاعتقاد"٬ فيما يلي نستعرض بعضًا منها:

  • "حاشیة المحقق الجرجاني"(10) (م ۸۱۶ هـ) على الشرح القديم، بعنوان "حاشیة التجرید".
  • "حاشیة القدیم" و "حاشیة الجدید" (11) و "حاشیة الأجدّ"، كلّها للعلامة جلال الدین محمد الدوانی (م ۹۰۸ هـ).
  • حاشيتان لصدر الدین محمد دشتکی الشیرازی (م ۹۴۸ هـ).

يلزم أن نذكر أنّ الحواشي الثلاث للعلامة جلال الدين الدواني والحاشيتان الأخريان على التجريد لصدر الدين اشتُهرت بـ"الطبقات الجلالية" و"الصدرية". وفي الحقيقة تجمع هذه الحواشي الخمس إشكالات ونقود الدواني ودشتكي أحدهما على حواشي الآخر على الشرح الجديد للتجريد. سوف نبسط الحديث عن شروح العلامة جلال الدین محمد الدوانی في المباحث القادمة.

لقد استهوت عظمة كتاب "تجريد الاعتقاد" للخواجه نصير الدين الطوسي وعمق مباحثه العديد من العلماء لتدوين شروح كثيرة عليه. أحد هذه الشروح شرح لعلاء الدولة علي بن محمّد المشهور بالقوشجی (م 879 هـ). والذي اشتهر بـ"شرح التجريد الجدید".(12) ومن العلماء الذين دوّنوا شرحًا بل شروحًا على هذا الكتاب العلامة جلال الدین محمد الدواني. اسمه الكامل جلال ‌الدین محمد الدواني الکازرونی الصدیقی الشهير بالمحقق (تولد في 830 هـ في مدينة کازرون وتوفي في ۹۰۸ هـ)، عارف، حکیم، متکلم و عالم نحرير في القرن التاسع الهجري (القرن الخامس عشر الميلادي)٬ صنّف أكثر من 80 مصنّفًا علميًا في مختلف العلوم العقلية والنقلية مثل: التفسير٬ والفلسفة٬ والكلام٬ والمنطق٬ والفقه٬ والأصول٬ والحديث٬ وعلم الهيئة٬ والهندسة٬ والرياضيات٬ والأخلاق٬ والأدب الفارسي والعلوم الغريبة. كما له أعمال عظيمة في باب علم الكلام. ذكرنا أنّ العلامة الدواني دوّن ثلاث حواشي منفصلة بعضها عن بعض على شرح القوشجي لكتاب "تجرید الاعتقاد"٬ أول شرح هو الموسوم "الحاشية القديمة على الشرح الجديد لتجريد الاعتقاد" أو "الحاشية القديمة للدواني" و قد دوّن العلامة الدواني حاشيته هذه باسم السلطان خليل البايندري (م 883 هـ). وشرح الدواني هذا هو نفس الكتاب الذي كتب العلامة الملا عبد الله البهابادي عليه شرحه الموسوم "حاشیة على حاشية الشرح الجديد للتجريد (الحاشية القديمة للدواني)"٬ وسوف نحاول في هذه الورقة قدر المستطاع أن نضيء هذه الحاشية. توجد نسختان من هذه المخطوطة٬ واحدة عند صاحب الرياض وأخرى محفوظة في مكتبة المرحوم آیة الله السید شهاب الدین المرعشی النجفی في مدينة قم المقدسة.  

 

مخطوطة الكتاب

قبل أن نخوض بدقة وتفصيل في مضمون الكتاب النفيس "حاشیة على حاشية الدواني القديمة على الشرح الجديد للتجريد" نرى من المناسب أن نلقي نظرة إجمالية على بعض النقاط الجانبية المتعلقة بتدوين الكتاب ونشره. قلنا أنّه توجد نسخة مخطوطة من هذا الكتاب في مكتبة المرحوم آیة الله السید شهاب الدین المرعشی النجفی في مدينة قم وقد كُتب عليها اسم المؤلف "الملا عبد الله بن شهاب الدین الحسینی الیزدی الشهابادی". وسوف نتابع هذا البحث بالاستناد إلى هذه المخطوطة والملاحظات التي تتضمنها (منها الإخراج الفني الذي سوف نتطرّق إلى تفاصيله في السطور التالية).

كتاب  "حاشیة على حاشية الدواني القديمة على الشرح الجديد للتجريد" مصنّف قيّم مدوّن باللغة العربية. في مخطوطة مكتبة آية الله السيد شهاب الدین المرعشی النجفی ذُكرت كلمة "مجموعة" في حقل عنوان الكتاب في القسم الخاص بمواصفات التسجيل بالمكتبة. ومن الواضح أنّ هذا الخطأ قد ارتكبه مسؤول التسجيل٬ إذ إنّ عنوان الكتاب هو "حاشیة على حاشية الدواني القديمة على الشرح الجديد للتجريد" وليس "مجموعة"!

أمّا عن موضوع الكتاب فقد كُتب في الصفحة الأولى من مخطوطة مكتبة آیة الله المرعشی النجفی إلى جانب بيانات تسجيل الكتاب بالمكتبة أنّه كتاب في باب علم الكلام. قد يكون هذا الوصف صحيحًا٬ ولكن بالنسبة لمن ليس له اطلاع بما قيل في هذا البحث حتى الآن ويقوم بتصفّح الكتاب ويدقّق في مباحثه قد يجده وصفًا غريبًا بعض الشيء٬ لأنّه سيتّضح له أنّ موضوع الكتاب لا يقتصر على باب علم الكلام بمعناه الاصطلاحي. فمباحث الكتاب تتناول بشكل رئيسي موضوع الفلسفة والمفاهيم العقلية والإدراكات الذهنية. حينئذ سيجد القارئ نفسه أمام كتاب فلسفي كلامي وليس كتابًا في باب علم الكلام أو الإلهيات فحسب. بعبارة ثانية٬ وبحسب التقليد القديم لم يكتف الكتاب بالمستندات النقلية للبرهنة على المفاهيم الكلامية وإنّما استعان بالمستندات العقلية أيضًا. فـ"حاشیة على حاشية الدواني القديمة على الشرح الجديد للتجريد" هو كتاب خاص في هذا المجال٬ إذ قلّما أشار إلى المستندات النقلية. ومردّ ذلك٬ في الحقيقة٬ ذلك النصّ الذي كتب العلامة البهابادي شرحًا عليه. طبعًا لا نقصد بهذا النص "حاشیة على حاشية الدواني القديمة على الشرح الجديد للتجريد" فقط وإنّما نقصد الكتاب الأصلي أي "تجرید الاعتقاد" والذي انتظم في سياق أو أسلوب خاص. لا بدّ من القول أنّ الخواجه نصير الدين الطوسي جعل من "تجرید الاعتقاد" نقطة التقاء الفلسفة المشائية وعلم الكلام الشيعي. لقد استطاع بمهارة فائقة دمج هاتين المدرستين الفكريتين ليبيّن للمفكرين من بعده كيفية توظيفهما بصورة مشتركة. وعلى حدّ قول الشهيد مرتضى مطهري أنّ الخواجه نصير الدين الطوسي بتدوينه كتاب "تجريد الاعتقاد" أخرج علم الكلام من دائرة أسلوب الحكمة الجدلية ليقرّبه من أسلوب الحكمة البرهانية(13). بحيث أنّ القارئ وهو يقرأ "حاشیة على حاشية الدواني القديمة على الشرح الجديد للتجريد" للعلامة الملا عبد الله البهابادي لا يشعر أنّه أمام نص كلامي بالأسلوب الجدلي الذي كان معمولًا به قبل الخواجه نصير الدين الطوسي٬ بل ينتابه شعور أنّه يسبر أغوار عالم فكري معقد يتطلّب منه اكتشاف أسرار منظومة الفكر الفلسفية هذه عبر التركيز على المفاهيم الفلسفية والذهنية التي تنطوي عليها. وهذا العالم تفصله مسافة بعيدة عن النظام الجدلي السابق على الخواجه نصير فيما يتعلّق ببيان المعتقدات وعلم الكلام.    

تمّ تصوير المخطوطة المحفوظة في مكتبة آیة الله السید شهاب الدین المرعشی النجفی، استنادًا إلى المعلومات المدرجة على الصفحة الأولى من الكتاب بتاريخ  24-10-2000م. تتألف المخطوطة من 135 صفحة. طبعًا جدير بالذكر أنّ هذا التصوير قد ضمّ كل صفحتين من الكتاب في صورة واحدة. ملاحظة أخرى مهمة هي أنّ ترقيم الصفحات بخط اليد في الجهة اليمنى من أعلى الصفحة٬ وقابلة للرؤية في النسخة المصوّرة (وهنا أيضًا ولسبب مجهول تمّ ترقيم كل صفحتين من الكتاب بعدد واحد) ويبدأ الترقيم من 18 ولا يُعرف بالضبط ما هو محتوى الصفحات من 1 إلى 17ولماذا هي مفقودة في النسخة المصورة أو في أصل النسخة التي تمّ تصويرها؟ على أيّ حال٬ إنّ الصفحة 18 (المكتوبة بخط اليد في الكتاب) هي بداية الكتاب. وربما ينبغي القول أيضًا أنّه لما كان عدد الصفحات المفقودة في الكتاب 17 صفحة٬ وهذا العدد ليس بقليل٬ فربما كانت هذه الصفحات عبارة عن فصل مستقل في الكتاب٬ ومهما كانت الأسباب فهي غير موجودة٬ وقد حُرم منها الباحثون والعلماء. والسؤال المطروح هو: لو كانت الصفحات السبعة عشر المفقودة عبارة عن فصل أو فصول من الكتاب٬ فما المباحث التي تضمّنتها؟ وهو ما يضع على كاهل المهتمين بتراث هذه الشخصية الشيعية العظيمة وكذلك النساخين للكتب الإسلامية مهمة المباشرة بالبحث والمتابعة للعثور على هذا الجزء المفقود من الكتاب. بالإضافة إلى ذلك٬ لما كان أصل كتاب التجريد يضمّ ستّة مقاصد أو فصول وأنّ كتاب "حاشیة على حاشية الدواني القديمة على الشرح الجديد للتجريد" عبارة عن شرح العلامة البهابادي على الفصلين الأولين من الكتاب٬ فهذا يقودنا إلى أنّ المخطوطة المتوفرة لهذا الكتاب ليست ناقصة من البداية فقط بل من النهاية أيضًا٬ أي النقص طال بداية الكتاب ونهايته.

إذن٬ فالصفحة 18 وفقًا للمخطوطة التي بين أيدينا هي بداية الكتاب أو ربما شروع فصل جديد في كتاب "حاشیة على حاشية الدواني القديمة على الشرح الجديد للتجريد" لأنها تبدأ بالعبارة الكريمة "بسم الله الرحمن الرحیم وبه ثقتي واعتمادي".

ينتهي القسم الأول من الكتاب في الصفحة رقم 91 (ترقيم الصفحات بخط اليد في الجهة اليمنى من أعلى الصفحة) بالعبارة التالية: "الحمد لله أولًا وآخرًا وصلّی الله علی رسوله النبيّ الأميّ محمد وآله الطاهرین٬ تمّ بعون الله وحسن توفیقه فی شهر صفر ختم بالخیر وألطف سنة ثلاث وعشرین وألف من الهجرة النبویة".

وينتهي القسم الثاني من الكتاب في الصفحة رقم 135 (ترقيم الصفحات بخط اليد في الجهة اليمنى من أعلى الصفحة) بالعبارة التالية: "تمّ الحاشیة ... إلی المولی الفاضل الجلیل المدقق مولانا عبد الله الدواني رحمه الله خامس شهر ربیع الأول سنة ثلاث وعشرین وألف من الهجرة النبویة المصطفویة".

كما يظهر من العبارة الأخيرة في الكتاب المذكور في أعلاه فقد تمّ التصريح بأنّ كتاب "حاشیة على حاشية الدواني القديمة على الشرح الجديد للتجريد" عبارة عن حاشية على شرح مولانا عبد الله الدواني حيث يذكره العلامة الملا عبد الله البهابادي في أكثر مواضع حاشيته بعبارة السيد سلام الله عليه٬ وفي بعض المواضع بعبارة الأستاذ سلام الله عليه.

تبيّن لنا من الإيضاحات الواردة أنّ النسخة المتاحة من كتاب "حاشیة على حاشية الدواني القديمة على الشرح الجديد للتجريد" للملا عبد الله البهابادي تضمّ بشكل عام بابين أو فصلين. يقع الفصل الأول في 73 صفحة٬ والفصل الثاني في 44 صفحة.

يبدأ الملا عبد الله البهابادي الفصل الأول من کتابه "حاشیة على حاشية الدواني القديمة على الشرح الجديد للتجريد" بالعبارة الكريمة "بسم الله الرحمن الرحیم و به ثقتی و اعتمادی" ثم يعقبها بكلمة "قوله" ليبيّن أنّ كتابه هذا هو شرح وحاشية لتبيين وتوضيح حاشية أخرى لمصنّف آخر (مولانا عبد الله الدواني). ملاحظة أخرى بالنسبة للمخطوطة المتاحة لهذا الكتاب هي أنّ ناسخ الكتاب قد خطّه بأسلوب الكتابة القديم بإهمال تنقيط بعض الحروف في الكثير من المواضع٬ وهو ما يجعل قراءته بالنسبة للقارئ غير المتخصص بطيئة.

 

الکلام الفلسفي والحكمة البرهانية

يبدأ الفصل الأول من كتاب "حاشیة على حاشية الدواني القديمة على الشرح الجديد للتجريد" ببعض الإيضاحات حول واجب الوجود وصفاته فيقول: "قوله لا یخفی بعد ما تقرر من أنّ وجود الواجب عینه عدم یمشی هذا الجواب قال س فی الحاشیه بل عدم یمشی الدلیل أیضًا انتهی..." (صفحه 18). يحتفظ بهذه البداية الفلسفية مع استمرار الكتاب وحتى النهاية حيث يستعين كثيرًا بطرح الأدلة العقلية.

في الفصل الأول من كتابه "حاشیة على حاشية الدواني القديمة على الشرح الجديد للتجريد" يتناول العلامة البهابادي الأمور العامة في الفلسفة الأولى. فيطرح قضايا العلة والمعلول٬ والوجود الذهني٬ معنى نفس الأمر٬ وأصالة الوجود ومقدمات الفعل الاختياري. لم يكتف الملا عبد الله البهابادی في بحثه للنص الذي يحشّيه أعني الحاشية القديمة للدواني بما كتبه الأخير من آراء وعقائد٬ بل جاء ببعض الملاحظات التي وردت في الحواشي الأخرى المدوّنة على "تجرید الاعتقاد" ليبرهن على روح البحث والتقصّي التي يتمتّع بها وأنّه قد راجع جميع الحواشي التي دوّنت على الكتاب (وهي كثيرة جدًا وقد استعرضناها سابقًا) وطالع ما احتوته من مباحث ليكتسب إحاطة تامة ويخرج بآراء سديدة حول متن الكتاب. كما يتبيّن من هذه الجهود للعلامة الملا عبد الله أنّ الحاشية القديمة للدواني وكذلك "تجرید الاعتقاد" نفسه كتابان يستحقان الاهتمام والعناية٬ وخير دليل على ذلك ما كتبه كبار أهل العلم من حواش وتعليقات عليه٬ وليس فقط الملا عبد الله كشخصية بارزة ومؤثّرة. لذا نجد من المناسب أن نذكّر مرة أخرى بأهمية الوقوف على الفصول الأخرى للكتاب والمفقودة في مخطوطة مكتبة آية الله المرعشي النجفي، وهي مسؤولية العلماء والمؤرخين ونسّاخي كتب العلوم الإسلامية.

في الفصل الثاني من كتاب "حاشیة على حاشية الدواني القديمة على الشرح الجديد للتجريد" أي مبحث الجواهر والأعراض يطرح العلامة البهابادي قضايا من قبيل أقسام الجواهر والأعراض وغيرها. كما ذكرنا سابقًا فإنّ مخطوطة الكتاب التي هي موضوع البحث لا تتضمّن إلّا شرح العلامة البهابادي على المقصدين الأول والثاني٬ أي الأمور العامة والجواهر والأعراض.   

يحتوي كتاب "حاشیة على حاشية الدواني القديمة على الشرح الجديد للتجريد" كمصنّف فلسفي – كلامي على بعض الخصائص التي يمكن تلخيصها على النحو التالي:

اتّبع العلامة البهابادي في هذا المصنّف الفلسفي – الكلامي أسلوبًا نقديًا٬ وقد أظهر دقة عالية واتقانًا شديدًا في المسائل الكلامية عكستها بوضوح استشكالاته على الشرّاح. كما تعبّر آراؤه السديدة والدقيقة التي ضمّنها كلام المؤلف والشرّاح قوة ملاحظة ودقّة رأي ترفعه إلى مقام ناقد ثاقب النظر وواسع الاطلاع٬ ويساعد شرحه على فهم كلام المؤلف والنصّ الأصلي من جهة٬ وتعمل نقوده على رفع راية العلم من جهة ثانية. لا يكتفي في كتابه الكلامي هذا بنقد كلام المؤلف وإنما يحاول توسيع دائرة البحث والحجاج وسبر أغوار الموضوع من زوايا مختلفة بالاستناد إلى كلام أصحاب الحواشي ومن ثم يطرح ملاحظاته النقدية.

الخصوصية الأخرى التي يتمتّع بها الكتاب وتبرز بصورة مشهودة كأنّ المرء يراها رأي العين هي الخصوصية العقلانية لأسلوب الكتاب٬ إذ يشرح الملا عبد الله في مواضع كثيرة جدًا في الكتاب المذكور استدلالاته بأدلة عقلانية٬ ويسعى بالاستناد إلى حكم العقل بيان صحة أو سقم أحد الاستدلالات٬ وتبرز أهمية هذه النقطة من حيث أنّ موضوع الكتاب علم الفلسفة والكلام. وقد كان أسلوب بعض العلماء في المباحث الكلامية الاستناد٬ في الغالب٬ إلى الأدلة الجدلية. إلّا أنّ العلامة البهابادي لم يهمل حقّ العقل في حقل المسائل الكلامية٬ فسعى من خلال استناده في مواضع كثيرة إلى الأحكام العقلية العامة والكونية إلى بيان حقية الموضوعات المطروحة على نحوٍ عقلاني وهو أسلوب عام وشامل٬ ولا قبل لأحد بمواجهته أو ردّه٬ ومن الواضح أنّ إحاطة الملا عبد الله وتبحّره في علمي المنطق والفلسفة قد أسعفاه كثيرًا في هذا الطريق الوعر فكان يتوسّل الأحكام العقلية للدفاع عن المواقف الكلامية للشيعة.

خصوصية أخرى لهذا الكتاب الفلسفي – الكلامي مفخرة العلامة الملا عبد الله البهابادي هو نزوع صاحبه إلى الاستفادة من معطيات علم الأصول وتوظيفه بشكل مناسب لمنهج هذا العلم خاصة مبحث الألفاظ مثل ظهور الكلام٬ وانصراف المعنى٬ والاشتراك اللفظي٬ والاشتراك المعنوي٬ وكذلك مباحث أخرى فيه مثل طرق إثبات حجية الحديث لإثبات الآراء الكلامية والإلهية.

والحقيقة أنّ سعة نطاق الموضوعات المبحوثة هي سمة أخرى تلفت أنظار القارئ بشكل خاص. فقد تناول الملا عبد الله بالبحث والتدقيق والتمحيص طائفة عريضة من المباحث بدءًا بمبحث العوارض ومراتب الوجود مثل وجوب الوجود (واجب الوجود)٬ امتناع الوجود٬ إمكان الوجود٬ العدم٬ الحدوث٬ القدم٬ العلة والمعلول٬ مرورًا بمسائل فلسفية مهمة مثل مسألة الشرور في العالم المثيرة للجدل، وارتباط الوجود الهيولاني بالوجود الصوري وكذلك الوجود العقلي للمادة٬ والمعقولات الثانية في الفلسفة٬ العلاقة بين العين والذهن٬ الذاتيات والعرضيات٬ ماهية العقل والمسائل المتعلقة بأنواع العقل وكيفية عمله٬ مسألة الزمان٬ حدوث الزمان ودوره في مسألة الوجوب٬ إمكان الوجود أو امتناعه٬ أقول٬ إنّ الخوض في هذه المسائل وغيرها يبيّن مدى إحاطة العلامة الملا عبد الله بالمسائل  الفلسفية المغلقة والغامضة. فمسألة الزمان هي من بين المسائل الصعبة والمعقدة والمثيرة للجدل٬ وقد تناولها معظم الفلاسفة في الشرق والغرب في كتبهم ومقالاتهم وبحوثهم. لذا٬ فإنّ تأمّلات الملا عبد الله وملاحظاته في هذه المسائل يمكن أن تميط اللثام عن الكثير من الزوايا المظلمة لأهل الاختصاص في هذه الموضوعات الفكرية.  

كما وهناك خصوصية تتعلق بالجانب الفلسفي لكتاب "حاشیة على حاشية الدواني القديمة على الشرح الجديد للتجريد" هي الاهتمام بالمنهج المنطقي وتوظيفه في بلورة وتنظيم المباحث الكلامية. فالاستعانة بالمنهج المنطقي تساعد المتكلم ليس فقط على بناء هيكلية كلامه٬ وإيصال رسالته بصورة صحيحة وعلى أكمل وجه إلى المخاطب بل وحتى الخصم٬ وإنّما تساعده أيضًا على كشف مغالطات الخصم وتبيين سقمها بالاستفادة من أسلوب منطقي غير قابل للإنكار. هذا بالضبط ما فعله العلامة الملا عبد الله في هذا الكتاب الكلامي لإثبات الإلهيات الشيعية. في الحقيقة٬ إنّ تبيين الاستعمال الصحيح للألفاظ والعبارات وكذلك مفاهيمها بصورة مجازية أو حقيقية، والعموم والخصوص٬ والمطلق والمقيد٬ وكذلك تعيين صغرى وكبرى الاستدلالات تعدّ من الخصوصيات المنطقية لهذا الكتاب.

على العموم٬ وفي ضوء ما تقدّم يمكن القول أنّ "حاشیة على حاشية الدواني القديمة على الشرح الجديد للتجريد" هو مجلى الكلام والحكمة البرهانية للعلامة الملا عبد الله البهابادي.

في الختام نجد من الضروري أن نذكر ملاحظة وهي٬ كما قلنا أنّ كتاب "حاشیة على حاشية الدواني القديمة على الشرح الجديد للتجريد" هو حاشية وشرح على الحاشية القديمة لمولانا عبد الله الدواني، وإذ أنّ الكتاب عبارة عن حاشية٬ فمطالعته هي كمطالعة سائر الحواشي تكون في أتمّ صور الاستفادة منها إذا حرص القارئ قبل مطالعته مراجعة النص الأصلي ابتداًء٬ ومن ثمّ يعقبه بمطالعة الحاشية عليه. طبعًا مع تباين في مدى ضرورة هذه المسألة بحسب تباين الظروف٬ ففي الحالات التي تتضمن الحاشية شرحًا مبسوطًا وكاملًا عن الموضوع المبحوث يمكن الاكتفاء بمطالعة الحاشية والاستفادة منها دون الرجوع إلى الكتاب المشروح. أمّا إذا كان هدف الشارح ليس تبيين أو شرح الموضوع بشكل تام وإنّما إضاءة النقاط الغامضة في كلام المؤلف٬ أو التعريض بأخطائه فحسب٬ حينئذ تكون مطالعة النص الأصلي بالتزامن مع الحاشية ضرورية. وبالنسبة لكتاب "حاشیة على حاشية الدواني القديمة على الشرح الجديد للتجريد" للملا عبد الله البهابادي نعتقد أنّه من النوع الثاني من المصنّفات. لذا٬ ومن أجل الاستفادة المطلوبة والتامة من الملاحظات العميقة والعلمية للكتاب ننصح بل ونشدّد على ضرورة مطالعة الكتاب الأصلي أولًا ثم الحاشية. النقطة الثانية هي٬ أنّ الحاشية غير مدوّنة على هامش المتن الأصلي ولم تطبع في كتاب واحد٬ لذا ففهم الكثير من حواشي الملا عبد الله البهابادي يشترط أولًا قراءة النص الأصلي. على سبيل المثال٬ فلنلاحظ بدقة النص التالي إذ في عشرة مواضع على الأقل يشير الملا عبد الله مجرد إشارات عابرة إلى كلام صاحب النص بكلمة "قوله" ويقدّم إيضاحات موجزة وقصيرة٬ لذا٬ يتطلّب الفهم الدقيق لما يقصده الشارح من هذه الإيضاحات الرجوع إلى كلام المؤلف. بخلاف بعض الشروح التي لا تتطلب قراءة النص الأصلي ويمكن الاكتفاء بها لكونها مفصلة ومبسوطة ووافية. لاحظ هذا المثال المقتبس من صفحة 103 من كتاب "حاشیة على حاشية الدواني القديمة على الشرح الجديد للتجريد" للملا عبد الله:

"قوله ذلک ای التصور الضمیر والاجمالی لا یکفی آه قوله حتی ثبت المهیه فی حیر المنع کذا فیه قوله مع رفعهما ای المعلومات قوله ولست اعنی بحصولها ای المعلومات قوله مع احطانها ای المهیه قوله حتی یکون هذه ای المقدمات قوله و ذلک ای ما هی مقومه له قوله ان سلبها فاعل لقوله لا ممکن قوله مع تصورها ای مع کون المقدمات متصوره محطره قوله ملحوظا الیه حال من الشی ای ملتصا الیه قوله افراد المعلومات ای المعلومات بخصوصها مفردا کل عن صاحبه...".

كما نلاحظ فإنّ الفهم التام والوافي لفقرات كهذه في الكتاب تتطلب قراءة النص الأصلي مسبقًا ومطابقته مع كلام الشارح للوصول إلى الفهم المطلوب. طبعًا٬ في مواضع أخرى من الكتاب نجد العلامة البهابادي يخصّص صفحتين لتوضيح نقطة معينة في كلام المؤلف. فمثلًا٬ من أجل شرح إحدى الفقرات التي تبدأ بالعبارة "قوله و هذا تحقیق ما سمعهم یقولون ... " (صفحة 87) خصص حوالي أربع صفحات لشرح العبارة. 

في الختام٬ آمل أن يبادر المحققون والباحثون الأعزاء في مجال العلوم الإسلامية ولا سيّما الباحثون في حقل الكلام والفلسفة إلى مطالعة كتاب "حاشیة على حاشية الدواني القديمة على الشرح الجديد للتجريد" لتحقيق الاستفادة العلمية والمعنوية اللازمة٬ والتعرّف على الشخصية المتعددة الأبعاد للعلامة الملا عبد الله البهابادي.     

 

 

المصادر:

 (1)  الیزدی، عبد الله ‌بن شهاب‌ الدین‌ الحسین، الحاشية علی تهذيب المنطق التفازانی، ۱۲۹۳ هـ. طهران: منشورات علمیه اسلامیه.

(2) الت‍ف‍ت‍ازان‍ی‌، م‍س‍ع‍ود ب‍ن‌ ع‍م‍ر، ت‍ه‍ذی‍ب‌ ال‍م‍ن‍طق‌، بدون مكان٬ بدون تاريخ.

(3) الیزدی، عبدالله ‌بن شهاب‌ الدین‌ الحسین، ح‍اش‍یة‌ ح‍اش‍یة‌ ال‍دواني‌ ال‍ق‍دی‍مة‌ ع‍ل‍ی‌ ش‍رح‌ ال‍ت‍ج‍ری‍د، بدون مكان٬ بدون تاريخ.

 (4) الطوسی، محمد ‌بن حسن، تجرید الاعتقاد در ضمن کشف المراد، قم: مؤسسة النشر الاسلامی التابعه لجماعه المدرسین بقم. بدون تاريخ.

(5)  الطهرانی، آغا بزرك، ‌ال‍ذری‍عة‌ إل‍ی‌ ت‍ص‍ان‍ی‍ف‌ ال‍ش‍ی‍عة‌، بیروت: دارالاضواء، بدون تاريخ.

(6)  العلامة الحلّی، کشف المراد فی شرح تجرید الاعتقاد، قم: مؤسسه النشر الاسلامی التابعه لجماعه المدرسین بقم٬ بدون تاريخ.

(7)   م‍ح‍م‍ود ب‍ن‌ اب‍ی ‌ال‍ق‍اس‍م‌، ت‍س‍دی‍د ال‍ق‍واع‍د ف‍ی‌ ش‍رح‌ ت‍ج‍ری‍د ال‍ع‍ق‍ائ‍د، (ت‍ش‍ی‍ی‍د ال‍ق‍واع‍د ف‍ی‌ ش‍رح‌ ت‍ج‍ری‍د ال‍ع‍ق‍ائ‍د)، مخطوطة، القرن الثامن، بدون مكان٬ بدون تاريخ.

(8) القوشجی، علی بن محمد، شرح تجرید العقاید، مخطوطة، بدون مكان٬ بدون تاريخ.

(9)  اللاه‍ی‍ج‍ی‌، ع‍ب‍د ال‍رزاق‌ ب‍ن‌ ع‍ل‍ی، ‌حاشیه شرح تجرید، مخطوطة٬ بدون مكان٬ بدون تاريخ.

 (10) الج‍رج‍ان‍ی‌، ع‍ل‍ی‌ ب‍ن‌ م‍ح‍م‍د، ح‍اش‍ی‍ه‌ ب‍ر ت‍ج‍ری‍د و ش‍رح‌ ق‍دی‍م‌ و ش‍رح‌ ج‍دی‍د و ح‍اش‍ی‍ه‌ه‍ای‌ ج‍رج‍ان‍ی‌ ب‍ر آن‍ه‍ا، بدون مكان٬ بدون تاريخ.

(11) الدوان‍ی‌، م‍ح‍م‍د ب‍ن‌ اس‍ع‍د، ح‍اش‍ی‍ه‌ ش‍رح‌ ال‍ت‍ج‍ری‍د ال‍ج‍دی‍د، مخطوطة٬ بدون مكان٬ بدون تاريخ.

 (12)الق‍وش‍ج‍ی‌، ع‍ل‍ی‌ ب‍ن‌ م‍ح‍م‍د، ش‍رح‌ ت‍ج‍ری‍د الاع‍ت‍ق‍اد، مخطوطة، بدون مكان٬ بدون تاريخ.

(13) مطهری، مرتضی، الأعمال الكاملة 3، طهران، صدرا، 1389.

 

 

 

 

 

 

الأستاذ المساعد الدكتورة أحلام مجلي الشبلي

أستاذة الفلسفة الإسلامية والمنطق في كلية الآداب جامعة الكوفة

 

تعد حاشية الملا عبدالله اليزدي في المنطق من اهم الحواشي التي جاءت لشرح وتوضيح مفردات ...

بقلم: رضا باذلي*

ترجمة: حسين صافي

ملخص:

يقسّم الحكماء المسلمون العلم الحصولي إلى تصوّر وتصديق٬ وكل منهما إلى بديهي ونظري. فالتصديق البديهي يطلق على مجموعة التصديقات والقضايا التي تحصل دونما حاجة ...

حاشية الملا وكتاب "الجوهر النضيد" للعلامة الحلي: دراسة مقارنة

بقلم: عبد الرضا عسکری وادقانی*

ترجمة: حسين صافي

ملخص:

العلامة الحلي أشهر علماء الشيعة في القرن الثامن الهجري٬ دوّن العديد من ...

«حاشية» الملا عبد الله و«المنطق» للعلامة المظفر

دراسة مقارنة

بقلم: محمد رشیدزاده*

ترجمة: حسين صافي

ملخص:

كتاب «الحاشیة» للملا عبد الله و «المنطق» للعلامة محمد رضا المظفر من بين المناهج الدراسية ...

 

بقلم: خلیل آقائی[1]

ترجمة: حسين صافي

ملخص:

قلم الكاتب مرآة تعكس صورة نفسه وخصوصية خصاله٬ ويصدق هذا على ما يرشح عن هذا القلم من تأليف وشرح وحاشية ويقدّم لنا جملة فوائد منها فهم المقاربة النقدية ...

 

"دراسة تحليلية"

بقلم: حسن عبدی­پور[1]

اصغر میرزاپور[2]

ترجمة: حسين صافي

ملخص:

لا شكّ في أنّ سيرورة الأبحاث التاريخية وتكوين الآراء بشأن نشأة التيارات والفرق الإسلامية والانشقاقات التي حدثت في ...

 

بقلم: عبدالرحیم شهریاری

ترجمة: حسين صافي

ملخص

العلّامة العارف بالله الملا عبد الله البهابادي اليزدي أحد العلماء الشيعة المتعدّدي المواهب والفنون. إذ كان في طليعة مجايليه وطارت شهرته في الآفاق ...

 

"الملا عبد الله الیزدي وآل الملالي"

بقلم: أحمد جنت امانی*

ترجمة: حسين صافي

 

ملخص:

آل «الملالي» لقب أطلق على أسرة الملا عبد الله البهابادي اليزدي٬ التي أنجبت على مدى ثلاثة قرون أي من أواخر ...

بقلم: محمدحسین متقیان[1]

ترجمة: حسين صافي

ملخص:

التوحيد هو المحور الذي تدور حوله تعاليم الإسلام وأهم رسالة في القرآن الكريم. ويتجلّى ذلك بوضوح في آيات القرآن والأحاديث٬ بحيث أنّ ثلث الآيات ذات صلة ...

بقلم: الدكتور حسن عبدي پور

ترجمة: حسين صافي

 

ملخص

 

في هذا المقال نحاول بالاستعانة بأسلوب التحليل المفهومي النظري للمصطلح العلمي «استراتيجية» و«أصول عملية اختيار الاستراتيجية» في إطار الفكر ...

 

 

معارف الرجال

نویسنده    محمد حرزالدین

تاریخ نگارش    قرن چهاردهم

موضوع   تراجم

زبان عربی

مجموعه   ۳ جلدی

اطلاعات نشر

ناشر کتابخانه آیت الله مرعشی نجفی

تاریخ نشر ۱۳۶۵ق

 

مَعارِفُ ...

بقلم: حامد صدر[1]

ترجمة: حسين صافي

ملخص:

قالوا في تعريف علم المنطق بأنّه: تعليم القواعد العامة للتفكير الصحيح حتى ينتقل الذهن إلى الأفكار الصحيحة في جميع العلوم. لقد عنيت الحضارة الإسلامية بهذا ...

بقلم: رضا عیسی نیا[1]

ترجمة: حسين صافي

ملخص

تتنازعنا ثلاثة أحاسيس٬ الإحساس بالماضي٬ والإحساس بالراهن٬ والإحساس بالمستقبل٬ ولكن٬ أيّ ضرورة تجعلنا أن نتّخذ من الإحساس بالراهن نقطة شروع٬ في وقت يحلّق ...

الدكتور حسن عبدي پور

تاريخ الحضرة العلوية المطهرة

يُعزى شرف مدينة النجف الأشرف وقدسيتها إلى وجود الحرم الطاهر لمولى المتّقين الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) فيها٬ وكان الإمام (ع) ...

موقع القضية الطبيعية من منظار الملا عبد الله اليزدي

بقلم: محمد حسین ایراندوست*

ترجمة: حسين صافي

ملخص

من المعروف أنّ «القضية الطبيعية» هي إحدى الأقسام الأربعة للقضية الحملية باعتبار الموضوع. صدور ...

علی عباس‌پور*

ترجمة: حسين صافي

ملخص

لعلم التفسير مكانة فريدة ليست لأيٍّ من العلوم الإسلامية٬ والإحاطة بمفاهيم القرآن تطلّبت ظهور علوم أولية مثل علم الصرف والنحو والقراءة والبلاغة (المعاني والبيان ...

 

أمیرحسین عرفانی

ترجمة: حسين صافي

ملخص:

ما فتئ العصر الصفوي منذ القدم وحتى اليوم عرضة لسهام نقد العديد من الكتّاب في الداخل والمستشرقين الأجانب في الخارج٬ وطُرحت آراء وعقائد مختلفة فيما يخصّ ...

المنهج التفسيري للملا عبد الله البهابادي اليزدي

"تفسير درة المعاني في تفسير السورة والفاتحة نموذجًا"

إبراهیم حسن‌ پور*

أصغر میرزاپور**

ترجمة: حسين صافي

ملخص:

الملا نجم‌ الدین عبد الله‌ بن ‌شهاب ...

عظیم عابدینی*

حبیب ‌الله یوسفی**

حسن عبدی بور***

ترجمة: حسين صافي

ملخص

يضمّ التراث العلمي للمفسر الکبیر والفیلسوف الشهیر العلامة الملا عبد الله البهابادي اليزدي مصنّفات في علم التفسير. وذلك ...

 

نبذة:

عاش الحکيم البهابادي اليزدي في عصر الحکومة الصفوية، و إذا أردنا تحليل دور الفکر المهدوي في التحولات الثقافية في عصره يحتاج ذلک إلى تسليط الضوء على الأجواء الفکرية و الثقافية السائدة في ...

«التحشية» و تأثیرها على ازدهار علوم المسلمين

(مع التأکيد على مصنفات الملا عبد الله البهابادي)

محمد تقی ربانی

يتمحور المقال حول موضوع جهود العلماء المسلمين في التحشية على آثار السلف، حيث يبين ...

ابراهیم ابراهیمی

نبذة:

«ارشادالاذهان فی احکام الایمان» واحد من المصادر الفقهية المعتبرة التي کتبت حوله حواشي و شروح کثيرة، منها حاشية العلامة الملا عبد الله البهابادي. و هي حاشیة محض استدلالیة یحتل ...

 

رشید زاده

نبذة:

تعتبر «حاشیة» الملا عبد الله البهابادي الیزدي و «المنطق» للشیخ المظفر من بین المناهج الحوزویة لدراسة علم المنطق و لطالما کان هذان المصدران محط اهتمام طلبة العلوم الدینیة و ...

 

 

علی عباس­پور

نبذة:

یحتاج علم التفسیر إلی بعض العلوم التمهیدیة مثل علم النحو و الصرف و القراءة و البلاغة (المعاني، البیان، البدیع) و ذلک من أجل فهم ظاهر القرآن، لأنّ الشیعة تعتقد بأنّ القرآن ...

نبذة:

کان فنّ تدوین التراجم شائعاً في تاریخ الحضارة الإسلامیة لا سیّما في القرون المتأخرة. لقد تکلّم کتّاب التراجم عن معاصریهم و متقدمیهم بحسب طبیعة نظرتهم العلمیة و الظروف التاریخیة الخاصة. یعدّ ...

نبذة:

الکتابة هي انعکاس لشخصیة الکاتب و خصاله، و تنطبق هذه المقولة علی الکتب المستقلة و علی التحشیات و الشروح سواء بسواء، و تعود علینا بفوائد من قبیل فهم رؤیة نقدیة خاصة أو مقبولیة شارح أو محشي ...

 عبدالله پور رضا

نبذة:

العلامة الملا عبد الله البهابادي الیزدي من کبار علماء الشیعة المشهورین في القرن العاشر الهجري و من الضروري القیام بأعمال کثیرة للتعریف بهذه الشخصیة و تکریمها.

عاصر المترجم ...

مریم صمدی

نبذة:

الحديث هو تراث المعصومين (عليهم السلام) و هو إلى جانب القرآن و العقل من المصادر الأولية المعتمدة من قبل العلماء في تفسير الأحکام و کذلک تصحيح العقائد و الأخلاق.

حجت الاسلام و المسلمین بشکانی

لا تخفى على أحد الأهمية التي يوليها الدين الإسلامي الحنيف و المذهب الشيعي للعقلانية و الفکر الاستدلالي. کان لهذا التيار حضور قوي في إيران و لدى الشيعة و قد مرّ بمراحل ...

حسین الأهوازی

ظل کتاب المنطق في «الشفاء» لابن سينا على مر التاريخ موضع اهتمام الشراح من الفريقين. و عدا الشفاء، استحوذت حاشية الملا عبد الله أیضاً في القرون الأخيرة على اهتمام شراح أهل السنّنة و ...

TPL_BACKTOTOP