مع أن الملا عبد الله اليزدي لم يكن من مراجع التقليد، إلا أنه كان عالما كبيرا وبارزا وله حق كبير على الحوزات. فالحديث عنه يحمل في طياته الكثير من الفوائد. إن المرحوم صاحب المعالم والمرحوم صاحب المدارك وهما من كبار علماء الشيعة في بداية القرن الحادي عشر ومن معاصري الشيخ البهائي كانا من تلامذة الملا عبد الله.
كان أبناءه مشرفين على الحرم العلوي الشريف، وكان من الطبيعي بأن يقوموا بأنشطة وأعمال في سبيل نشر الدين، كما ورد في كتاب "ماضي النجف وحاضرها" للراحل آل محبوبة ومعارف الرجال للشيخ محمد حرز الدين وكذلك تاريخ النجف الاشرف لحفيده (المرحوم الشيخ محمد حسين حرز الدين) وفي موسوعة العتبات العاليات وكل الكتب التي دونت حول تاريخ النجف والشخصيات التي تنتمي إلى النجف الاشرف، تم نقل موضوعات حول الملا عبد الله أو أسرته بالتأكيد. إن مكان دفنه ووفقا لمختلف الوثائق هو حرم الإمام علي عليه السلام. مع أنه يجب تكريم المنطقة المنسوبة إليه في مدينة بهاباد يزد.
كيف تقيمون كتاب الحاشية علميا وفي جانب الفصاحة الكتابية؟
إن حاشية الملا عبد الله اليزدي لهو كتاب قيم، وإن الحوزات العلمية تستفيد منه سابقا وحاليا. كتب هذا الكتاب في النجف الاشرف، في الحرم الشريف؛ مثل رضي الدين الإستربادي الذي ألف كتابه الشهير الشرح الكافية، في الحرم الشريف في مدينة النجف الاشرف؛ فان ملا عبد الله كتبه في تلك الأجواء المعنوية السائدة على الحرم. إن الحاشية لها مكانة علمية كبيرة وكانت لقرون الكتاب المنطقي الرائج في الحوزات لتعليم المنطق في المستويات الابتدائية ويمكن اعتباره ناسخ الكتب المنطقية قبله. في جانب فصاحة البيان وسلالة الألفاظ وبلاغة الجمل والعبارات، ليس فقط في الحاشية بل في الآثار الأخرى المتبقية من الملا عبد الله، وينقل الشيخ آقا بزرك في كتاب الذريعة الشريفة، أجزاء قصيرة منها، فتبين بأن المرحوم الملا عبد الله كان عالما فصيحا وبليغا، وهذا الأمر كان بسبب تدريسه العلوم البلاغية والعلوم الأدبية، وبسبب إتقانه العربية السائدة في الحوزات في تلك الفترة الزمنية. أما القضية الأخرى التي يجب التذكير بها، هي ان الكتب المنطقية في زمن الملا عبد الله وقبله كانت لأهل السنة، وإنني أرى بان من أسباب نشر حاشية الملا عبد الله هي كون مؤلفها شيعيا.
