( ممثل محافظة كيلان السابق في مجلس خبراء القيادة)

في مستهل الحوار وأول الأسئلة حبذا لو تحدثتم لنا حول مكانة المنطق في العلوم الحوزوية؟

إن المنطق في النظرة الأولى هو علم لمن يريدون تعليم علم الفلسفة والحكمة، وانه يعتبر درسا من الضروري تعليمه. بمعنى أنه لو أراد شخص ما أن يتعلم علم الفلسفة، فلا يبقى لديه سبيلا إلا تعلّم المنطق بداية الأمر بأفضل الأشكال، فالمنطق لا يعد أمرا ضروريا للفلسفة بل للكثير من العلوم الأخرى وهناك اختلاف في الشدة والضعف، ومن يريد ان يبلغ درجة التعمق في علم مثل الكلام وحتى الفقه، فعليه معرفة المنطق بنفس الدرجة التي يحتاج المنطق، على هذا فان مكانة المنطق في العلوم الحوزوية مكانة آلية لكنها مهمة جدا ومتعالية.

 

كيف كان مسيرة التطور بالنسبة للكتب المنطقية قبل وبعد حاشية الملا عبد الله البهابادي اليزدي؟

في الإغريق سابقا كانت هناك مجالات علمية معتبرة وكان أساتذة بارزين في الحوزات ممن تربوا في مدرسة الوحي ومن تلامذة الأنبياء وحتى أشخاص مثل الملا صدرا رحمه الله كانوا يعتقدون بأن الكثير من حكماء مدرسة يونان كانوا من الأنبياء وفي عداد الأنبياء الإلهيين. كما قامت جماعة من المغرضين والشكاكين بإثارة الشبهات، وجعل الناس أي الذين كانوا من الجاهلين أو الجماهير يحتارون في أمرهم، فلم يقوموا بإثارة الشبهات للناس بل للفلاسفة الإلهيين، وملخص القول بأنهم أثاروا الكثير من التوتر، ان عدد من الحكماء الموحدين وبشكل خاص أرسطو قاموا بالعمل وجاءوا بعلم المنطق بغية استفادة الناس وكذلك منح آلية للقضاء على مغالطة المغرضين والملحدين. وبعد انهيار مدرسة اليونان وهجرة حكماء يونان نحو العراق ومصر وإيران، وبعد ظهور الدين الإسلامي المبين، استمر المنطق بمساره التطوري حتى نهاية القرن الرابع، وبعدها بلغ هذا العلم القمة. يعتمد الشيعة الرؤية الواقعية للأئمة الأطهار عليهم السلام تجاه العلوم، لذلك فهي أكثر عقلانية ومنطقية من الفرق والمذاهب الأخرى، ومنذ فترة إعداد المنطق حتى العصور التالية، لعب الشيعة الدور الأبرز في تقوية علم المنطق. يبقى القول صحيحا بان هذا العلم كان له حضوره قبل الإسلام لكن كما قال الإمام الراحل قدس سره فان الحكمة الإلهية والفلسفة الإلهية في عصرنا أصبحت أكثر تطورا من الحكمة الإغريقية إذ يمكن التمييز بين حكمتين وفلسفتين في اليونان والإسلام.

فلو تجاهنا منطقيات الفارابي وشفاء ابن سينا والآثار الأخرى، فان آثار الخواجة نصير الدين الطوسي والعلامة الحلي في علم المنطق وفيما بعد آثار الملا عبد الله اليزدي والملا هادي السبزواري والشيخ محمد رضا المظفر تبرز نفسها في الساحة وعلينا الحديث عنها.

هل يمكن القول بان منطق المظفر رحمه الله يعد رمزا لمدرسة النجف والحاشية للعلامة اليزدي رمزا لمدرسة شيراز؟

لا يمكن الاعتماد على مثل هذه التصنيفات والتقسيمات، ذلك اننا نشاهد بسبب سمات مختلف المدارس قواسم مشتركة فضلا عن التمايزات، وان أساس تلك المدارس تتداخل أحيانا، مع انه بشكل عام ان المدارس الرئيسية للفلسفة والمعقول في إيران والعراق تندرج تحت المدارس الستة في أصفهان وشيراز وطهران وقم وخراسان والنجف الاشرف، إذ لكل منها سماتها الخاصة بها، وفي جانب الشدة العلمية وضعفها وكمية الطلاب والحكماء وأصحاب المنطق وإنتاج الآثار العلمية تختلف عن الأخرى. لقد اجتازت مدرسة أصفهان ثلاث مراحل، المرحلة الأولى في عصر ابن سينا، والثانية تزامنت مع العصر الذي انتهى بمير داماد والملا صدرا والفترة الثالثة بدأت منذ أوائل العصر القاجاري حتى خمس عقود منصرمة. فخراسان كانت لها فترتين ناصعتين، وكانت إحداهما في القرن الأخير، مع انها حملت الكثير من الصعوبات لأهل المعقول. ان مدرسة طهران بدأت منذ عصر الملا عبد الله الزنوزي وكانت مدرسة قوية إلى جانب مدرسة أصفهان، ومع ان مدرسة قم أصبحت قوية في القرن المنصرم، لكن مدرسة طهران بقيت مدرسة مهمة دائما. ان مدرسة شيراز أصبحت قوية بعد عصر الخواجة نصير وفي منتصف القرن الحادي عشر مع ان الإخبارية كانت تنتشر في كل مناطق إيران والعتبات، وبوجود الملا صدرا يجب اعتبارها المدرسة القوية حتى ذلك الوقت، غير ان فترة ازدهار مدرسة شيراز كانت القرنين التاسع والعاشر وان كتاب الحاشية كان نتيجة تلك الفترة، لكن كما قلت فلا حدود دقيقة بين المدارس وان مؤلف الحاشية على الرغم من ترعرعه في مدرسة شيراز، لكنه درس في أصفهان وقام بالتدريس هناك. كتب كتابه في النجف الاشرف، على هذا لا يمكن اعتبار الحاشية نتاجا لمدرسة شيراز تماما، ذلك انه في الفترة الثانية لم تترك مدرسة أصفهان تأثيرا في أفكار المؤلف وآثاره، غير انه في الظاهر كانت من سمات مدرسة شيراز هي زيادة الحواشي على الآثار العلمية، ويمكن وضع الحاشية في هذا المجال، أي يمكن القول بالتسامح بانها رمزا للمنطق في مدرسة شيراز.

 

نائب رئيس جامعة المصطفى العالمية

حجة الإسلام والمسلمين مهدوي مهر

إن تكريم تاريخ وحياة الكبار والعلماء لا يتم من منظار مؤلف المعاجم أو دائرة المعارف، بل إنه بحاجة إلى عمل كبير مثل إحياء التراث. إن ...

لورم ایپسوم متن ساختگی با تولید سادگی نامفهوم از صنعت چاپ و با استفاده از طراحان گرافیک است. چاپگرها و متون بلکه روزنامه و مجله در ستون و سطرآنچنان که لازم است و برای شرایط فعلی تکنولوژی مورد نیاز و ...

مع أن الملا عبد الله اليزدي لم يكن من مراجع التقليد، إلا أنه كان عالما كبيرا وبارزا وله حق كبير على الحوزات. فالحديث عنه يحمل في طياته الكثير من الفوائد. إن المرحوم صاحب المعالم والمرحوم صاحب المدارك ...

TPL_BACKTOTOP