من أجل زيادة التعاون الفكري وتبادل الخبرات والاستفادة من إمكانات سائر المؤسسات ومراكز الأبحاث والمؤسسات الدينية والبحثية يقوم المؤتمر الدولي لتكريم العلامة الملا عبد الله البهابادي الیزدي باستلام الرسائل الجامعية والمقالات٬ ويعقد الندوات العلمية ويجري الزيارات في الداخل والخارج من أجل التعريف بالعلامة البهابادي هذه الشخصية الدينية والسياسية الفريدة التي تدين لها المنظومة الشيعية برمّتها٬ ولولا خدماته لظلّت هذه المنظومة مثلومة.
من هذا المنطلق٬ التقى وفد من المؤتمر الدولي لتكريم العلامة البهابادي اليزدي بالسيد محمد باقر الخراساني مدير المجمع العالي للحكمة الإسلامية بقم. في هذا اللقاء أعرب السيد الخراساني عن سروره للقاء الوفد وأثنى على جهوده لإحياء آثار هذه الشخصية العالمية الجليلة وقال: ثمّة مسألة مهمة وهي ضرورة أن لا يصبح هذا المؤتمر الذي يُعقد على هذا المستوى العلمي وعلى الصعيد الدولي عرضة للأفكار السطحية والآراء الشخصية.
وأضاف: كان الملا عبد الله البهابادي الیزدي يتمتّع بمؤشرات شخصية بارزة جديرة بالتأمل وكانت واضحة في ذلك الزمان ومن بين أسباب نجاحه هي هذه الخصال والسلوكيات. في الحقيقة٬ إنّ من أهم العوامل التي تقف وراء نجاح الشاه عباس الصفوي في اعتلاء الحضارة الشيعية وترقّيها اهتمامه الخاص بالعلماء مثل العلامة الملا عبد الله البهابادي الیزدي. يذكر لنا تاريخ ذلك العصر أنّ المرحوم الكركي جاء إلى إيران في تلك الفترة. وقد استطاع الشاه عباس أن يستقدم الكثير من الشخصيات وعلماء منطقة جبل عامل إلى إيران٬ ولولا هذه الرؤية العقلانية عند الشاه عباس٬ لما لاحظنا كل هذه الخدمات لعلماء جبل عامل في المنظومة الشيعية.
أضاف السيد خراساني: عندما نتحدث عن منظومة شيعية فإنّنا في الحقيقة نعرض للعالم مجموعة من العقائد والأفكار العقلانية٬ لذا فأيّ خطأ في هذه المنظومة غير قابل للتصحيح٬ وسيترتّب عليه أضرار بالغة للشيعة لا يمكن تعويضها. لذا فمن أجل أن ندرء هذه الأضرار والمخاطر عنّا وخصوصًا فيما يخصّ التعريف بهذه الشخصية المهمة التي تنطوي على أبعاد عالمية وعقلانية سلّم بها الجميع من الضرورة بمكان أن نعقد مؤتمرًا علميًا يرقى إلى شأن ومنزلة هذه الشخصية وحياتها وأفكارها. إنّنا في المجمع العالي للحكمة الإسلامية سوف نسخّر كل جهودنا للاستفادة من الباحثين والكتّاب وأصحاب الفكر في مجالات الفلسفة والكلام والفكر السياسي لتسليط الضوء على أفكار هذا العالم الحكيم وكذلك عقد ندوات تخصصية وعلمية.
بعد ذلك ذكر السيد الخراساني أنّ على الأمانة العامة للمؤتمر مراسلة المجمع لتسجّل احتياجاتها٬ وكذلك أن تضع المعلومات المتعلقة بآثار العلامة في متناول المجمع ليتسنّى طرحها على الهيئة الاستشارية والمصادقة عليها لتتمكن الورشات العلمية أن تشارك بصورة جادة في عقد الندوات العلمية٬ من أجل إغناء المؤتمر.
وسوف يضع المجمع في صدر أولوياته أيّ اقتراح يمكن أن يساهم في الارتقاء بعقد هذه الندوات أو حتى المؤتمر٬ وفي الحقيقة٬ إنّنا بحاجة إلى تسليط الأضواء على الشخصيات العلمية مثل العلامة الملا عبد الله البهابادي اليزدي من أجل تعزيز هويتنا وترسيخها.
