ستار حمود الأعرجي:
ابتكر العلامة البهابادي فكرًا سيّالًا في نقل الأفكار السياسية
أعلن عميد كلية الفقه في جامعة الكوفة عن استعداد الجامعة للمساعدة في عقد المؤتمر الدولي لتكريم العلامة البهابادي اليزدي وقال: لقد أبدع هذا العالم الكبير فكرًا سيالًا في نقل الأفكار السياسية.
استنادًا إلى تقرير وكالة أنباء الكتاب الإيراني (ایبنا) التقى أعضاء الهيئة العلمية في المؤتمر الدولي لتكريم العلامة الملا عبد الله البهابادي اليزدي بعميد كلية الفقه في جامعة الكوفة الدكتور ستار حمود الأعرجي وتبادلوا الأحاديث.
في هذا اللقاء قال السيد ستار حمود الأعرجي: إنّ شخصية كالعلامة الملا عبد الله البهابادي اليزدي يمثّل رمزًا ومظهرًا حقيقًا للدين الإسلامي والمذهب الشيعي. لقد عاش في أفضل ظرف وموقع في عصره٬ وحقًا ينبغي لنا أن نبذل كل جهد في سبيل تكريم هذه الشخصية الفريدة. وفي عصر بلغ الصراع ذروته بين الدولتين الصفوية والعثمانية لعب العلامة البهابادي دورًا مهمًا وبنّاءً وإدارة حكيمة للأزمة مثيرة للإعجاب. وفي وقت كانت الأوضاع السياسية والتاريخية في العالم وإيران تشهد تحوّلًا٬ استطاع أن يعيد الاعتبار لأهل السنّة في خضم ظروف صعبة بالكاد يستطيع الإنسان إنقاذ نفسه من هذه البلايا والصراعات.
وأضاف: إنّني بالإضافة إلى مسؤوليتي كعميد لكلية الفقه٬ أعكف على التدريس في الكلية كأستاذ٬ وأقول لتلامذتي دائمًا أنّ الملا عبد الله أبدع فكرًا سيالًا في نقل الأفكار السياسية٬ وترك تأثيرات كبيرة بحيث أنّه على الرغم من مرور 400 سنة على وفاة هذه الشخصية الفذة٬ إلّا أنّ مصنّفاته وأبحاثه ما تزال تتصدّر المناهج الدراسية التي تُدرّس في الحوزة العلمية.
وتابع السيد ستار حمود الأعرجي حديثه قائلًا: لقد بلغ العلامة الشیخ عبد الله شأوًا بعيدًا في جهوده البحثية حتى بلغ المجالات العقلية الموجودة في عصرنا وإنّنا نعتقد بأنّ قيمة واعتبار هذا الإنجاز للعلامة يعود إلى جهوده وهمته العالية.
وفي موضع آخر من كلامه أثنى عميد كلية الفقه بجامعة الكوفة على مؤتمر تكريم هذا العالم الجليل المؤثّر في عصره في الميادين العلمية والسياسية قائلًا: إنّ كلية الفقه ومن ورائها جامعة الكوفة على استعداد لتوظيف جميع الإمكانات والقدرات المتاحة للمشاركة في إقامة هذا المؤتمر العلمي لتكريم العلامة البهابادي. لدينا تواصل علمي مع الشخصيات ومراكز الأبحاث والجامعات٬ وسوف نسخّر هذه العلاقات في سبيل التعاون والمشاركة في عقد الاجتماعات التحضيرية للمؤتمر. إنّنا نساندكم ونقف إلى جانبكم في هذا المجال٬ ومستعدون لعقد اجتماع بين أساتذة من كلية الفقه وأساتذة من مؤتمر تكريم العلامة البهابادي لغرض اقتراح موضوعات الاجتماعات التحضيرية.
تقديم الدعم للرسائل الجامعية في العراق التي تتناول موضوع العلامة البهابادي
في جانب آخر من حديثه أعلن عن تقديم الدعم للرسائل الجامعية في العراق التي تتناول موضوع العلامة البهابادي وقال: في البداية٬ نحتاج إلى نسخة ألكترونية لكل المعلومات المتعلقة بمصنّفات العلامة وسيرته وحياته ومختلف الأبعاد في شخصيته العلمية التي تمّ إحياؤها حتى الآن أو في طور الإحياء٬ لنتمكن من وضعها على الموقع الألكتروني لوضعها في متناول الأساتذة والطلبة. وبالنسبة لي شخصيًا٬ سأبذل جهدي للتحدّث مع الأساتذة والطلبة لحثّهم على كتابة مقالات ورسائل جامعية تليق بمقام وشخصية العلامة الملا عبد الله البهابادي اليزدي إن شاء الله وإرسالها إلى الأمانة العامة للمؤتمر.
وتابع يقول: سوف يساهم هذا الأمر في زيادة إصدارات المؤتمر كما أنّ مشاركة الأساتذة بنتاجاتهم سوف تضفي ثراءً علميًا على أعمال المؤتمر. بعض الكليات الإسلامية في العراق لها القدرة على الدخول في اللجان المشتركة للمؤتمر ليتسنّى من خلال التعاون والمشاركة الارتقاء بمستوى المؤتمر وأعماله٬ ومن جانبنا سوف لن ندّخر أيّ جهد للمساعدة في هذا المجال٬ كما سنكون بجانبكم في أيّ تمهيدات تحتاجونها من أجل التواصل مع المسؤولين في العتبات المقدسة والعلماء الأعلام والشخصيات الدينية والأكاديمية والمراكز الإسلامية.
وأضاف عميد كلية الفقه في جامعة الكوفة: بإمكانكم إن رغبتم في ذلك التواصل مع بعض الشخصيات العلمية في الجامعات الإسلامية والطلب منهم المشاركة في اللجان العلمية المتخصصة للمؤتمر٬ فهذا سوف يساعد كثيرًا على تحقيق أهداف المؤتمر. كما تعلمون هناك معايير تعليمية خاصة في الجامعات وهي مزية جيدة جدًا من أجل مشاركة الأساتذة والطلبة وطرح الموضوعات والرسائل الجامعية٬ ذلك أنّ مشاركة الشخصيات المؤثرة العلمية والدينية في المؤتمرات الدولية يشكل معيارًا للارتقاء بجودة المؤتمر لا سيّما إذا شاركت مراكز الأبحاث والشخصيات العراقية في قضايا عقد المؤتمر والاجتماعات التحضيرية٬ بمعنى٬ سوف يتجلّى من خلال ذلك البعد الدولي للمؤتمر والارتقاء بمستواه العلمي.
بعد ذلك أشار إلى القدرات العلمية لكلية الفقه في جامعة الكوفة وقال: من بين الأقسام التي تحتضنها كلية الفقه قسم العقائد والأفكار الإسلامية٬ حيث يعكف 10 أساتذة متخصصين في علم الكلام والفلسفة على العمل في هذا القسم٬ كما وهناك 30 شخصية من أساتذة الحوزة العلمية يدرّسون في حقل علم المنطق ودروس الحاشية حيث يمكن الاستعانة بخبراتهم وقدراتهم العلمية. كما ويمكن أن نضع إعلان دعم الرسائل الجامعية مع ملف يحتوي على جميع البيانات والمعلومات الخاصة بالمؤتمر تحت تصرف اللجان الفعالة في الكليات الإسلامية في العراق٬ وأنا شخصيًا سوف أقوم بهذه المهمة٬ وأطلب منهم الحضور في الندوات والمؤتمرات. في الحقيقة أريد بهذه الطريقة أن أشجّع الجميع على المشاركة بأفكارهم ومعتقداتهم٬ وأن أشرح لكم الأوضاع الراهنة في إيران وشيعة إيران إذ إنّها غامضة لمعظمهم.
وتابع السيد ستار حمود الأعرجي كلامه فأشار إلى أنّه في ضوء البعد الدولي لهذا المؤتمر والمزايا المنظورة للرسائل الجامعية وحتى مقالات الأساتذة٬ فإنّه يمكن أن يشكّل معيارًا لتقييم المستوى العلمي للمؤتمر، كما طمأن بأنّ المؤتمر سوف يشهد مشاركات لائقة وواسعة.
وفي الختام أعرب عن شكره وتقديره للقائمين على المؤتمر لاهتمامهم بإحياء التراث الشيعي وبالشخصيات الشيعية مثل الملا عبد الله الذي كانت له مساهمات كبيرة في هذا التراث تستحق الثناء والتقدير، لذلك أعتقد ضرورة تشكيل لجنة تنسيقية من قبل كلية الفقه بجامعة الكوفة والمؤتمر من أجل تسريع التنسيق وتبادل المعلومات العلمية.
