في هذا اللقاء صرّح رئيس مؤسسة أبحاث العتبة الرضوية اللمقدسة: إنّنا إذا كنّا نفتقد لنسخة مطبوعة ومنقحة لحاشية الملا عبد الله البهابادي فسبب ذلك عدم جديتنا وتخاذلنا في هذا المجال.
خلال لقائه أعضاء المؤتمر الدولي لتكريم العلامة الملا عبد الله البهابادي اليزدي أعرب الدكتور قراملكي رئيس مؤسسة أبحاث العتبة الرضوية المقدسة عن سروره لزيارة وفد المؤتمر ضريح الإمام الرضا (ع) المقدس٬ ورحّب بالوفد قائلًا: إنّ مؤسسة أبحاث العتبة الرضوية المقدسة لن تتوانى عن تقديم أيّ مساعدة ممكنة في سبيل الارتقاء بمستوى أعمال هذا المؤتمر وتوفير الظروف المناسبة لذلك. فهذا العمل من وجهة نظرنا عبارة عن نهضة كنتم أول من أطلق شرارتها وتواصلون الجهود في هذا المجال٬ ونحن بلا شك لن ندخّر جهدًا من أجل المساهمة في هذه الخطوة المباركة والمهمة التي بدأتموها. ومن أجل أن لا يقتصر الحديث في العموميات والجوانب غير العملية٬ من الأفضل أن نلقي نظرة أبعد وأوسع على جوانب القضية٬ وبعيدًا عن لغة مذكرات التفاهم والاتفاقيات٬ يجب أن نضع تقرير النشاطات المنجزة على الطاولة٬ لنقول بأنّ مستوى الأعمال المنجزة في السنة القادمة بلغ هذه الدرجة.
وتابع حديثه قائلًا: منذ أن تمّ حذف حاشية الملا عبد الله في المنطق من مناهج الحوزات العلمية – حيث كان يُدرّس كمنهج دراسي في الحوزة- نشهد تراجعًا حادًّا لدى الطلبة في علم المنطق٬ فكتاب الحاشية للملا عبد الله في المنطق كان رائعًا وفريدًا من نوعه٬ فقد كان يحيط إحاطة تامة بالأفكار المنطقية٬ وعلى الرغم من وجازة حاشيته٬ إلّا أنّها غاية في الاتقان٬ وتدوين العديد من الحواشي على حاشيته لدليل قاطع على عظمتها وفرادتها.
ثم أشار الدكتور قراملكي إلى الخصائص التي امتاز بها الملا عبد الله في علم المنطق وقال: لقد توصّل العلامة إلى ضرورة إيجاد حلول للمنطق. والأمر الجدير بالذكر هو أنّ علم المنطق قبل الملا عبد الله اليزدي كان؛ في الغالب٬ حكرٌ على أهل السنّة؛ سواء في ذلك المنطق ذو التسعة أجزاء٬ أو المنطق ذو الجزئين. والتفتازاني٬ الذي دوّن علم المنطق كان من أهل السنّة٬ وقد صرّح ذات مرة بأنّ المنطق هو حجتنا أمام حجة الشيعة٬ ويعني بحجة الشيعة الإمام، لقد استشعر بعض علماء الشيعة بالمسؤولية بوجوب تعلّم علم المنطق٬ من هؤلاء العلامة الحلي٬ ثم جاء بعده العلامة الملا عبد الله اليزدي٬ فكلاهما استنتج بضرورة أن ينشطا في المنطق ذي الجزئين. أمّا الخواجة نصير الدين الطوسي فقد نشط في المنطق ذي التسعة أجزاء.
وفي موضع آخر من حديثه أشار رئيس مؤسسة أبحاث العتبة الرضوية المقدسة: إنّنا إذا كنّا نفتقد لنسخة مطبوعة ومنقحة لحاشية الملا عبد الله البهابادي فسبب ذلك عدم جديتنا وتخاذلنا في هذا المجال. أما وأنّ أصدقاءنا في الأمانة العامة للمؤتمر قد بادروا إلى الاهتمام بهذا الموضوع ويسعون إلى إحياء الأعمال الفلسفية والمنطقية والفقهية لهذا العالم الجهبذ٬ فهذا عمل جدّ عظيم ويستحق كل الشكر والتقدير، من ناحية ثانية٬ طبيعة نظرة مؤسسة أبحاث العتبة الرضوية المقدسة إلى هذا الموضوع. في الحقيقة إنّ المرحوم العلامة الملا عبد الله البهابادي الیزدي يعدّ نموذجًا وقدوة حسنة وقد ظلّ غير معروف حتى اليوم. في الوقت الحاضر٬ إنّ طلبة العلوم الدينية بحاجة إلى مثل هذه القدوة٬ وفي الجانب الآخر فإنّه بالإضافة إلى كونه رجل دين٬ فقد كان مسؤولًا مهمًا في عصره. وعليه٬ يجب تعريف الجميع برجل الدين هذا٬ والمسؤول الناجح والمهم. لا بدّ أن نستلهم من أسلوب إدارته وتدبيره٬ وكذلك أن نستخلص العبر والتجارب من خلقه ومحامد خصاله في إدارة الأمور. فهذه نقطة على قدر كبير من الأهمية.
وواصل الدكتور قراملكي حديثه فأشار إلى المستوى الممتاز لنوعية الطباعة في مؤسسة أبحاث العتبة الرضوية المقدسة وأعلن عن استعداده عن التعاون مع مؤتمر العلامة الملا عبد الله اليزدي وقال: يمكن من خلال التوافق بين الطرفين العمل على طبع الأعمال الجاهزة في قالب واحد ولوجو واحد وذلك في إطار موسوعة مشتركة.
في ضوء الخبرات التي تحوز عليها المؤسسة ومشاركاتها في العديد من المعارض الدولية وإصدار الكثير من الإصدارات٬ فإنّنا نرى وجود إمكانات جيدة للتعاون المشترك يمكن استثمارها في هذا المجال. تقييم الكتب قبل الطبع وكذلك الخبرة الطويلة في مجال تنقيح الأعمال هي من بين الخصائص التي تتمتّع بها مؤسسة أبحاث العتبة الرضوية المقدسة. لذا٬ نقترح أن نتشارك في نشر آثار العلامة الملا عبد الله البهابادي اليزدي٬ ويمكن الاتفاق أيضًا على التفاصيل الجزئية٬ وطبعًا إنّ هذه المشاركة سوف تسرّع من وتيرة العمل.
بعد ذلك قال الدكتور قراملكي: إنّ مؤسسة الأبحاث ترغب فيما يخصّ إحياء الآثار أن تضع مصنّفات العلامة الملا عبد الله البهابادي الیزدي وخاصة الموضوعات المنطقية والفلسفية في صدر أولوياتها. هذا الجزء من العمل سوف يوضع في عهدة قسم التحقيق في مؤسسة الأبحاث أعني تنقيح وتحقيق المصنّفات، طبعًا إنّني وفي ضوء خبرتي بمنطقيات العلامة الملا عبد الله البهابادي اليزدي٬ يمكنني أن آخذ على عاتقي القيام بعمل بحثي٬ فما يزال هناك متّسع كبير من العمل في هذا المجال. وفيما يتعلّق بالجانب السلوكي للعلامة في تولّيه سدانة العتبة العلوية المقدسة في النجف الأشرف٬ بمقدور مؤسسة الأبحاث في العتبة الرضوية المقدسة عقد الاتفاقات اللازمة من أجل القيام بعمل بحثي يتضمّن دراسة الوثائق التاريخية لتلك الحقبة وذلك نظرًا لتوفّرها على العديد من الباحثين المتمرّسين.
في الختام أشار الدکتور أحد فرامرز قراملکي إلى مستوى المؤتمرات الدولية قائلًا: بطبيعة الحال٬ إنّ كلّ مؤتمر يحتاج قبل عقده إلى اجتماعات تحضيرية٬ ومؤسسة الأبحاث في العتبة الرضوية المقدسة مستعدة في هذا الجانب أيضًا أن تعقد عدّة اجتماعات حول الموضوعات التي لم تناقش حتى الآن٬ ولحسن الحظ٬ فإنّ قاعات المؤسسة مجهزة لمثل هذه الاجتماعات والندوات. طبعًا٬ يمكن أن نستثمر أيضًا تعاوننا مع الحوزة العلمية وجامعة الفردوسي للاستفادة من إمكاناتهما.
